يتوضأ هذا الفجر في عينيك ِ
يغتسل بماء البحر ..
وعطر الياسمين..
يعيد ترتيب أبجدية الحروف..
يعيد شوق الموجة لحضن الجروف..!
ودفء الشهقة ..الأولى
يرسم من جديد ما مضى.
لما تحجّر من خطو ..السنين..!
غبش.. اختبا..
على سواحلها الفيروز
سنىً أمطر
غشى جبالها (النوروز)*
هوىً لربيع العمر قد ..أزهر
كل منائر الوطن..
تردد نداء الفجر فيها للصلاة..
وبراعم تشرئب إلى حياة..
هل كانت هي محض عينين..؟
أم عوالم من جنون وشبق..؟
رؤى حُلم ٍ راود الروح..
في تداعي الكرى اليها أنزق..
إمنحيني أيتها الغزالة ..
أيَّ مدى للطراد..
انا لازال بي إليك ِ
ألف سبب ٍ لعناد وعناد..
ألمح غابات نخل عند الفرات
ونواعير تغرف منه لخضرة تقهر موت..
لغصن.. وارف ٍ..
للحاء مسه ُ يبس .. لجذوع..
للون زهر نازف ٍ..
على كتف الروابي..ليضوع..
بعض أسراب من حمائم ترفرفُ صوب الجنوب
تحمل منيَّ أشواق قلب لذكريات ..
أعياه الظنى ..بل يكاد يذوب..
حين ذاب فيه الهوى ..ناداك ِ
هلمي ..تعاليّ .. في الشريان ذوبي..
بل كاد يهوي من عِظم الذنوب..
اغسليني بمائك أيتها الجداول..
واحملي روحي إليها زقزقة ً ..
وبعثريني عندها..تغريد بلابل..
كبليني بشيء من من عبق الماضي السحيق ..
أطلقيني في السماء ..غمامة تستاف البريق..
احمليني الى مدائن من أوهام وخيال ..
إلى ما لم تراهُ عين و لم يخطر ببال ..
لازلت أمعن في مداك ِ ..
أيتها العميقة كفوهة بركان ينبىء بالخطر..
أكاد أشم عطرك ِ..عبق تراب خضبهُ المطر..
أسلبي مني في لحظة ٍ كل الوجع..
إزرعيني..إغرسيني.. خنجراً..
في الروح قبل ان يمزقني الهلع..
أنا التائه في كل البراري ..
تشرب صرختي كالذئب كثبان الصحاري..
لازلت أرقب في عينيك متى في الأفق تلوح..
من بغداد مياديناً .. وصروح..
حمائماً تحط هنيهة وتطير..
تنقر وجه ماء دجلتها النمير..
فوق قباب الكاظمين..وجديّ الباز**.. تنوح..
كوني لي بلسماً..
فقد أبكتني منها الجروح..
أطلقيني للمدى ..صقراً..
انا ماكنت لأهوى العيش ..في درك ٍ
ولا إستهوتني في إنحدارها السفوح..
**_____________________**
ثائر الحيالي
25-11-2008
** الباز الأشهب ( الشيخ عبد القادر الجيلي)
*(النوروز) عيد الربيع في شمال العراق