للحقيقة اشكال كثيرة
زقزقةُ العصافيرِ
تراتيلُ الضياءِ
(1)
حذرُ القريةِ من فيضانِ النَّهرِ
و شكلُ الزهرةِ في وقتِ الانباتِ
وشيُّ الشالِ
ولونُ الصبحِ
مهيلُ رمالِ الصَّبرِ علي النفسِ
حديثُ العينِ بأولِ حبٍّ
نزق الرغبةِ عندَ الفتياتِ
رتابةُ خطوِ الجندِ عَلَي عتباتِ الحَربِ
و دمعُ العينِ
واشراقةُ وجهٍ في المرآةِ
.. حينَ تبوحُ بسرِّ العُمْرِ
(للحقيقةِ شكلُ الوردِ )
-2-
ولونُ العقدِ
الباسمِ في الصدرِ
وخفقُ الصدرِ وطعمُ المرِّ
وحزوُ الشطِّ بخيطِ الموجِ
و عمرٌ مِنْ قهرٍ
في وطنِ الخوفِ
جبالٌ مِنْ شَهَواتٍ
حُلُمٌ مصلوبٌ في القلبِ
و قنطرةٌ سوداءُ
تسدُّ مهيلَ النهرِ المنهمرِ مِنَ الصَّخرِ
و همسُ الافنانِ
و خطوُ الجندِ الي الحربِ
وجوعُ الصبيةِ في الطرقاتِ
بكاءُ الساقطةِ بدربِ الحاناتِ
و جبلُ الحزنِ الكامِنْ في النظراتِ
وسجنُ الخوفِ
وخوفُ السجنِ
حصادُ العامِ القادمِ للغرباءِ
زفيفُ الشجرِ الخائفِ من جيشِ النواتِ
تلوثُ ماءِ النهر ِ
و أفراحُ الفقراءِ
وثقبٌ أسودُ يتسعُ بدائرةِ الحقِّ
ويقتل احلام الفتياتِ
سكونُ النسوةِ في البيتِ
..أراني مبتسمًا
حينا
آخرَ مزبوحًا
أ تخفي
أتخندق في فنجانِ القهوةِ
وقتَ شروقِ الشمس ِ
ووقتَ رحيلِ البخرِ الي حضنِ الغيماتِ
ليكملَ دورتَه الابدية َ
ثم يعودُ
أراهُ يعودُ تعودُ الأحزانُ
فألفاني حزنا مشروطٌا
طيَّ الكتمانِ
-3-
فهلْ - نثورُ علي القبرِ؟
وهل يبقي من الموتِ حزنَه الدفينَ؟
وهل تعدُّ ركلةَ الطفلِ في بطنِ أمِّهِ
أولي خطواتِ الجنينِ؟
وهل نعود السنين؟
وهل نموتُ في ساحةِ التغريبِ؟
خائفينَ
أم يقتلنا الحنين!
خالد الهواري