السلام عليكم ,,,, أجدد التحية:كل عام أنتم بخير
تدبرت الإعجاز اللغوى فى الحديث الشريف.السلام عليكم ,,,, أجدد التحية:كل عام أنتم بخير
تدبرت الإعجاز اللغوى فى الحديث الشريف..روى البخاري أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة
قال الرجل : وكيف إضاعتها ؟
قال - صلى الله عليه وسلم - إذا وُسِّد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة.واستوقفنى فقه اللغة فى قوله صلى الله عليه وسلم:ضيعت ببناء الفعل لما لم يسمّ فاعله ..إشارة إلى جلل الحدث وروعه الذى يعبر عنه استعمال الفعل (ضيع), وتنبيها إلىالفعل فى ذاته لا إلى فاعله الذى أشار إليه النبى فى سياق شرطى موازٍ فى استعمال الجواب عن الاستفهام اللاحق (وكيف إضاعتها ؟) وكان جوابه صلى الله عليه وسلم فى جملة شرطية كاملة بدأت بالأداة (إذا) التى تدل على التحقيق
ونلاحظ بنية الفعل(ضيّعت )بتضعيف الياء من ضيع تضييعا ,, وكان المنطقى فى عرفنا اللغوى استعمال السائل للمصدر (تضييع) بدلا من(إضاعتها)- مما يعنى إشارة إلى المعنى الذى يؤديه الفعل ضيع من قصد وإثم كبير ,, وحمق الفاعل فى التفريط ,,هذا فضلا عما يدل عليه تضعيف الفعل من زلزلة الحدث بعد استقراره ,,أعنى إشارة الحرف الساكن (استقرار وسكون الصوت )ثم المتحرك (الفعل) وزلزلة صوتية ناتجة عن جماع التضعيف لحرف رخو فضلا عن توسطه بين مخرجى حرفى الضاد والعين الحنجرية وتخالف المخارج ,, وكأنها لمحة لطيفة إلى كبيرة الفعل وغرابةالمنطق وتخالف الواقع وظهور كبيرة التضييع !!
على أن النبى الكريم رضى استعمال السائل للمصدر (إضاعة )على غير قياس - والذى هو من الفعل أضاع ويعنى التطويع والسهولة وسرعة التحول إلى حال أخرى وهو استعمال عجيب دال على تلاحق النتيجة المتمثلة فى استعمال (مصدر)مطلق لا يرتبط بزمن ما ,, وهذا إعجاز لغوى متناسق مع الإيمان ببغتة الساعة وتلاحق أماراتها...إذًا فلا زمن !!!
ثم استعمال أسلوب الشرط مكررا من النبى للسائل فى الجواب عن السؤالين وهذا يحمل دلالة المسئولية العامة التى تتحملها الأمة ( جموع الفاعل ) وهذا من حمل الجواب على قيد أو شرط فى الحالين ,, وعجاب .. أن يكون جواب الشرط فى الحالين ( فانتظر الساعة )- إلحاق الجواب فاء الجزاء لدلالته على الطلب - ذلك لبيان مراعاة التوازى الذى أشرت إليه قبلا فى جملة الشرط مما يعنى أن (ضياع الأمانة) و(إسناد الأمر إلى غير أهله ) بمعنى واحد !!!! حقا يالها من عظم مسئولية وفداحة جرم وكبيرة فعل لمجرد هذا الإسناد,, عجيب!
ثم نتساءل: لمَ استعمل النبى الكريم الفعل )وسّد) دون غيره؟؟
هذا ما سأتواصل به معكم لاحقا ...
ولى منكم أخلص الدعاء بفتح من الله عز وجل إن أحسنت التدبر’’
ومغفرة منه إن تجاوزت
ولكم منى جميعا كل التحية