الحلقه الثانيه عشر ... قبّة الخليلي والأرواح والخضر
على صحن قبّة الصخرة المشرفة انتشرت روح العمارة العثمانيّة والتي حملت في طياتها العديد من المعاني الروحية والإيمانيّة ، تسابق فيها أهل الخير والصلاح والعمارة فتركوا لنا قباباً شاهدة على حبهم للأقصى وتعلقهم برسولهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعلّنا في هذه الحلقة نبدأ خط المسير من قبّة بخ بخ ـ الشيخ الخليلي مروراً بقبّة الخضر وانتهاء بالتقاء أرواح المحبين في الدنيا والآخرة تحت قبّة الأرواح .
ما أجملها من قباب وما أعظمها من مسيرة وما أطيبها من ذكر ، كيف لا وأنت في صحبة معماريّة ترمز إلى أصالة المبدأ ووحدة الطريق .
ولئن كان في صحبة موسى للخضر زيادة علم وشروط مربية فبني الجدار بدون أجر للمستقبل القريب وخرقت السفينة للاستصلاح وقتل الغلام للخروج من الفتنة ، فإنّ قبّة بخ بخ والخضر والأرواح جمعت بين شروط العمارة وتوزعت على قدر من الاصطفاء ورمزت إلى قدسيّة المكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أخي القارئ ، أختي القارئة تعالوا معي إلى هذه الجولة الثلاثيّة في هذه القباب الثلاثيّة لعلّي أحدو بكم وأشدّكم لتشدّوا رحالكم لها فتنالوا حظّ السماع والمشاهدة فيقع في قلوبكم ما وقع في قلوب الذين شيّدوا بدمائهم وأموالهم .
قبّـة الشيخ الخليلي
من أسمائها ( مسجد النبي ) ومصلّى الخضر وقبّة بخ بخ .
موقعها: تقع في الزاوية الشماليّة الغربيّة لصحن قبّة الصخرة المشرفة أمام قبّة المعراج بعشرة أمتار .
تاريخ الإنشـاء: تمّ إنشاؤها في الفترة العثمانيّة في سنة 1112 هـ / 1700م ، أنشأها حاكم القدس في تلك الفترة .
وصفها: مبنى مربّع مقام على أربعة أركان تعلوه أربعة عقود مدبّبة وتعلوها قبّة ضحلة على الطراز العثماني وفي واجهاته الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل في واجهة المبنى الشرقيّة باب صغير يعلوه نقش يحمل اسم وتاريخ المبنى وبداخل هذه القبة من جهة القبلة محراب من حجر كلسي ملكي فيه حنية حجريّة ضحلة وتحت هذا المبنى مبنى سفلي يتوصل إليه من خلال سلم حجري مقطوع من الصخر والغرفة السفليّة قليلة التهوية عديمة النور غير مستعملة .
وظيفتها: كانت مقرّاً للشيخ الخليلي حيث الذكر والدعاء وقراءة القرآن والتعليم ، وكانت معتكفاً وحديثاً استخدمت في الثمانينات مكان لتدريس الحديث الشريف من قبل دار الحديث وحالياً تستخدم كمقر للجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك .
قبّة الخضر
عرفت بهذا الاسم ولم تسمى بغيره ، سوى أنّ المبنى السفلي منها والتابع لها تسمى زاوية الخضر ، وهي تيمّناً باسم الخضر عليه السلام الذي أجمع أهل الحديث على موته والله أعلم .
الموقع: تقع على الزاوية الغربيّة الشماليّة لصحن قبّة الصخرة بجانب البائكة الغربيّة الشماليّة .
تاريخ الإنشاء: أنشأه في القرن السادس الهجري 16م ولم تحمل لوحة تاريخيّة تحدّد بالضبط وقت الانشاء .
وصفها: مبنى صغير الحجم سداسيّة الشكل تقوم على ستّة أعمدة رخاميّة جميلة ارتكزت جميعها على بلاطة رخاميّة وفوق الأعمدة تيجان مختلفة على البعض منها زخارف نباتية والأخرى بدون زخارف ويعلو التيجان ثمانية عقود مدبّبة محاطة بإفريز حجري وترتكز القبة الضحلة التي يعلوها هلال على القاعدة المثمنة وبداخلها بلاطة حمراء على شكل محراب باتجاه القبلة .
وظيفتها: يبدو أنّ القبّة وظيفتها جماليّة ولكنها معلم ودلالة على المبنى الذي هو دونها حيث المبنى العثماني الواسع والذي استخدم زاوية للذكر والدعاء والعلم والاعتكاف عرفت بزاوية الخضر عليه السلام .
قبّة الارواح
تقع على صحن الصخرة، شرقي البائكة الشمالية الغربية، أمام مقر الأحوال "مكتب الحرس" وتبعد عنه حوالي عشرة أمتار. تعود إلى القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي, أي أن بناءها عثماني.
اختلف في سبب تسميتها، فقيل لعلها سميت بذلك استئناسا بالأحاديث التي وردت في فضـل صخرة بيت المقدس وأنّها أرض المحشر والمنشر وأنّ أرواح العباد تحشر علـيها، وقيل لعلها سميت بذلك لقربها النسبي من المغارة المعروفة باسم مغارة الأرواح، والتي ينزل إليها بدرجات من داخل قبة الخليلي المجاورة، وكل هذا لا دليل عليه.
القبة مفتوحة الجوانب، مكونة من ثمانية أعمدة رخامية تقوم عليها ثمانية عقود مدببة، وفوقها قبة واسعة، وعند قواعد أعمدتها درابزين حجري واحد يلفها، وينتهي على شكل محراب فـي اتّجاه القبلة. على صحن قبّة الصخرة المشرفة انتشرت روح العمارة العثمانيّة والتي حملت في طياتها العديد من المعاني الروحية والإيمانيّة ، تسابق فيها أهل الخير والصلاح والعمارة فتركوا لنا قباباً شاهدة على حبهم للأقصى وتعلقهم برسولهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعلّنا في هذه الحلقة نبدأ خط المسير من قبّة بخ بخ ـ الشيخ الخليلي مروراً بقبّة الخضر وانتهاء بالتقاء أرواح المحبين في الدنيا والآخرة تحت قبّة الأرواح .
ما أجملها من قباب وما أعظمها من مسيرة وما أطيبها من ذكر ، كيف لا وأنت في صحبة معماريّة ترمز إلى أصالة المبدأ ووحدة الطريق .
ولئن كان في صحبة موسى للخضر زيادة علم وشروط مربية فبني الجدار بدون أجر للمستقبل القريب وخرقت السفينة للاستصلاح وقتل الغلام للخروج من الفتنة ، فإنّ قبّة بخ بخ والخضر والأرواح جمعت بين شروط العمارة وتوزعت على قدر من الاصطفاء ورمزت إلى قدسيّة المكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أخي القارئ ، أختي القارئة تعالوا معي إلى هذه الجولة الثلاثيّة في هذه القباب الثلاثيّة لعلّي أحدو بكم وأشدّكم لتشدّوا رحالكم لها فتنالوا حظّ السماع والمشاهدة فيقع في قلوبكم ما وقع في قلوب الذين شيّدوا بدمائهم وأموالهم .