تحاول المرأة في الكويت منذ إقرار حقوقها السياسية ومنذ النظام الانتخابي السابق الـ 25 دائرة أن تغير قناعات مجتمع ذكوري اعتاد المجتمع فيه أن من يمثله في البرلمان هم الرجال لذلك تجد كل التيارات السياسية على اختلاف أجنداتها سواء كانت ( إسلامية – سلفية – ليبرالية ) كانت تدفع بالمرشحين الرجال للوصول إلى المقعد البرلماني وفي النظام الجديد أيضا ( الخمس دوائر ) لا زالت المرأة الكويتية تعاني من قناعات المجتمع الذكوري دون أن تتمكن من تغييره أو هزمه لذلك تجد أن حتى التيارات الليبرالية التي كانت مع حقوق المرأة السياسية لا زالت تتشاور في طرح أسم نسائي تدعمه للوصول إلى البرلمان من عدمه لأنهم كالمرأة يعرفون أن قناعات المجتمع شيء وقناعاتهم الخاصة شيء آخر فلا يمكن تغيير قناعات مجتمع تسيطر عليه الثقافة الذكورية بسهولة لهذا تجد أن بعض التيارات سواء الليبرالية أو الإسلامية تخاف من أن تزج باسم امرأة بين مرشحيها خشية الفشل وخشية الهجوم العنيف عليها من قبل أبناء المجتمع الذكوري .
وإذا ما أكدنا أن المرأة فعلا حققت في بعض الدول العربية والإسلامية بعض النجاحات في استعادة بعض حقوقها المغتصبة من جانب الرجل نؤكد أيضا أنها لم تحقق حتى الآن في أكثر الدول تقدماً وتطوراً وتمدنا ً في العالم العربي على حقوقها الكاملة الغير منقوصة فالحقوق التي حققتها المرأة في المجتمعات الذكورية عموما لا تعد أكثر من حقوق نظرية تضمنتها الدساتير والقوانين فهذه الحقيقة ترتبط بقوة المجتمع الذكوري وثقافته المهيمنة على الشريحة الكبرى من أبناءه لهذا تجد من الصعب على المرأة في الكويت أن تأخذ اعترافا صريحا معترفا به من كافة الأطراف الذكورية والتي تمثلها تيارات واتجاهات سياسية وفكرية مختلفة بحقها العملي في ممارسة هذه الحقوق والقوانين .هذه الحقيقة تثبتها البراهين والأدلة ويثبتها واقع الحياة اليومية التي تعيشها المرأة في الكويت سواء في العمل أم في المنزل فكل عوامل الإحباط تلفها من الجهات الأربع بسبب قوة الهيمنة الذكورية والثقافة الذكورية للمجتمع فالمجتمع الكويتي لا زال رغم الدستور الذي يكفل حق المرأة السياسي وحقها في الترشح والانتخاب وتمثيل الشعب يعطي الأولوية والولاية للرجل سواء في البرلمان أو في المناصب القيادية .
لهذا تجد أن هذه القناعة موجودة عند الكثير من نساء الكويت مما أدى ببعضهن إلى رفع رايات الاستسلام للرجل لهذا تجد أن المرأة في الكويت تحارب على جبهتين جبهة المجتمع الذكوري وجبهة النساء المستسلمات لهذا الواقع فهل تستطيع حقا المرأة الكويتية أن تغير في قناعات مجتمع ذكوري وهل تستطيع أن تغير أيضا في قناعة بعض النساء اللائي خنعن لهذه القناعة وتحقق النصر في معاركها الانتخابية القادمة وتصل إلى البرلمان ؟ هذا ما ستكشف عنه السنوات القادمة .