على هدب المشنقة أمزح...
على سلافة الراح أمرح...
أمشي الهوينا محاذرا...
أعايش لحظتي بوسن...
غافلا ألهو عن العيون...
ناظرا إلى أمل عاد خبا...
أرحل بين الأطراف مسامتا...
أسد يفارق عرينه...
تماشى به الوله...
على مناسم البله...
يخط رجلا...
يزرع فسيل حلم...
على رمال تفوح بالشبق...
تعيش بين الوهج...
خديع... موتور... ضعيف...
غاض بين المدائن والأسمال...
أحيص حيالها متجهما...
أجر ذيلي في الوحل...
أدندن بدندناتي كالمجنون...
أنسف أناتي بالآهات...
توهان في قعر المحال...
لف ودورة في بوح الذات...
غريب...
تعرفني أوكارها والكهوف...
تعرفني كؤوسها والغواني...
مغارات عزت عن العيون...
وأدغال ملت من الرقيب...
كذب الرهبان في نكرانها...
كذب المنجمون في وصفها...
هي اللذة في معبد الذات...
هي الترنيمة في قداس الجسد...
يراقص فيها اللغو الصراخ...
تساندني عند هبوب رياحها...
جيوب تعرف ظلمة الأحزان...
تعاندني تضاريس الإنسان... تراقبني عيون السجان...
طرير خفقت أمانيه...
غرير تلظت بأحشائه أحلام...
تننمي إلى كائنات الليل...
أعشاب برية تخفي بينها ضباء...
أشجار تئن من هراء القرود...
مروج تصطلي بصدا البوح...
أتوه في فناديقها ومراقصها...
أعلن لسوق المجانين...
عن نزوات تشتهي جمود البحر...
عميقة جواهره وأغواره...
بادية نجوده ووهاده...
جذوره تبدو على اليبس...
أصلال سفينة الأمل...
تبدو باسمة الثغر...
منفترة عن عارض فتان...
سقتها غفلة الضمير...
يغرف من أحشائها هلوسات...
جرع... تنقض أنفاله...
يغيض بينها جاهلا بمجاريها...
يصلي في كنسيه بخشوع...
يرحل بين المعاني مضاجعا...
تسانده آهات وأنات...
بكاء صفي الدمع خاضع...
يحكي طرفا...
تذكره بتليد الأفكار...
بنجل مغوار يعاند التاريخ...
عامدا ينقض وضوء طهارته...
ساهيا ينهي صلاته بالكسل...
ودع المعبد والمساجد...
خال الآذان هذيانا...
أنكر الآدمية والأحلام...
تزندق بين رفات الأجداد...
نادى في محرابه بالرفض...
صار عنيدا في عبادته...
ألحد بالذنب...
خاس العهد...
طار مع الغربان...
غاب عن عمائم الحمام...
تهزه جراءته لدهس الأوهام...
تخلص من قيوده ووثاقه...
عاد بكرا في غرابته...
فرادة في تيهه...
لم ير التاريخ إلا خدعة...
تتفيأ ظلال الليل...
تناثرت سهامها إلى كنانته...
تنكر لها في عشق...
يلمسه محالا...
يغدو في الجواب مجاهرا...
يقول أنا فوضوي...
أنا عبثي...
عبثت به فلسفة الوجود...
عبثت به قصائده وألواحه...
عبثت به أفكاره وعلومه...
خطان متنافران...
-ذاك الافتراضي حلم...
-ذاك الحقيقي جريمة...
إنسان بين حلمين...
ضاقت أدراجه عن المشي...
عادت أمانيه والهات...
غدت صرفا يشربها ثملا...
ينتشي بها لاهيا...
نسي في وله المشهد...
ذاك القلب العميد...
ذاك الجناب العتيد...
ذاك النور حين صار ظلاما...
ذاك الوقار حين لبى نداء العهر...
رضيت مآقيه سخونة الآلام...
جنحت رجلاه إلى المباءة...
سخرت وعوده ومواعيده...
طابت لياليه بالأحزان...
يقتفي أثر الخيال...
يبدع في ضيق المضايق...
يضايفه طيف بعد طيف...
تجود عبارته بالعبرات...
يعتل بها والها...
يبدو لنفسه في عزه...
بدرا محقت أضواؤه...
ظلام كثيف يسود آماله...
يحمل بين عينه رؤى...
يجاهدها بضياع وفراغ...