|
تعالي إلى روضٍ نديٍّ يضمنا |
مع الطير والألحان والنور والمطرْ |
تعالي نبثُّ الشعرَ في لحظة اللقا |
ونروي حقولَ الفلِّ والوردِ والزهر |
أيا أنتِ لو تدرينَ ماذا فعلتِ بي |
لحلَّتْ بكِ الأوجاعُ والهمُّ والسّهر |
وكنتِ لليلِ الشوقِ شمعاً يضيئهُ |
وبالدمعِ ترثينَ الحبيبَ الذي صبر |
يعيشُ الهوى بالذكرِ حيناً وبالرؤى |
فما أجمل المشتاق يوماً إذا ذكر |
تذكرتُ أحلاماً بشاطئ جدَّةٍ |
نثرنا الهوى ، والبحرُ بالموج قد نثـر |
أرى البحرَ يحلو حينَ لامستِ موجهُ |
فيهدأ مفتوناً ويطرب للوتر |
نثرتِ كساءَ الليلِ فارتاحَ سامرٌ |
ونامت عيونٌ فاهتنى القلب بالنظر |
ولو أن للأنواء عرَّضتِ بارقاً |
من الخدِّ هلَّ الغيمُ بالغيثِ وانهمر |
سعِدنا برجعِ الصوتِ عذباً نسوقهُ |
نغنِّي مع الأمواجِ ترنيمةَ القدر |
مشينا على رملٍ سقيناهُ بالرضا |
فكانتْ خطاً تروي الحكايا لمن عبر |
أمرُّ عليها عندما يأذن الهوى |
فأذكرُ روحاً كان يصبو لها القمر |
وأغرفُ من ذكراه نبضاً يعيدني |
لأملأ بالأطيافِ مكنونةَ البصر |
مساءاتُ بوحٍ لم ير الشعرُ مثلها |
تهيجُ القوافي حين يحلو لها السمر |
فنحدو بأبياتِ الغرام وسرِّهِ |
ونحفظ للأطلالِ عقداً من الصور |
فهيا رسولُ الشوق للقلب لهفةٌ |
تعجَّلْ إذا ما شئتَ واجلبْ لنا الخبر |