شعرت بالملل , فقررت أن أذهب للسينما لاروِّح قليلا عن نفسي .. التقطتُ الجريدة , وطالعت إعلانات دور السينما والأفلام المعروضة ..
سينما الثورة – 22 ش التحرير – فيلم السهرة (ليلة سقوط غرناطة ).
سينما التحرير – 15 ش الشهداء – فيلم السهرة ( ليلة القبض على فاطمة ).
سينما الكرامة – 11 ش صلاح الدين – فيلم السهرة ( من نوادر جحا ) .
لقد جذبني إسم الفيلم الثالث لأنه أوحى لي بأني سأقضي وقتا مرحا ينسيني بعضا مما تضيق به نفسي .. فاتصلت بسائق تاكسي ليأخذني لسينما " الكرامة " .. واخبرت السائق بأني أسكن في 19 ش " الثورة ".. مقابل بنك " الأمانة " .
ما هي إلا لحظات حتى أتى السائق .. فركبت السيارة وقلت له ..إنني غريبٌ عن هذه المدينة وليتك تقول لي أسماء " الشوارع والكباري والميادين والحارات " التي سنمرُّ بها في طريقنا للسينما .. وكان لي ما طلبتُ .. وبدأ السائق قائلا ...
نحن الآن كما تعلم في شارع " الثورة " وبعدها سنتجه يمينا إلى شارع " النصر " وستشاهد هناك متحف " العزَّة والكرامة " ثم بعده بمئة متر سنمرُّ بمدرسة " المجاهدين " وبعدها إلى اليمين سنمر بشارع " حطين " وعلى الجانب الايمن سنمر على " السيرك القومي " سابقا أو " مجلس الأمة " حاليا وعلى الشمال كوبري " التحرير " ثم كبري " القادسية " وبعدها سنمر بشارع " عز الدين القسام " وعلى جانبيه ستشاهد مقهى " النضال " وبجواره مطعم " الإقدام " ومقابله مكتبة " الظافر " ثم سنمر بميدان " الشعب " ثم شارع " الشهداء " وحارة " خالد بن الوليد " ثم شارع " القدس " وأخيرا شارع " صلاح الدين " الذي تقع به سينما " الكرامة " .. والتي بجوارها متحف " الشرفاء " ...
وفعلا مررنا بالشوارع والكباري والميادين والحارات التي ذكرها السائق ووصلت السيارة لسينما " الكرامة " فترجلتُ من السيارة بعد أن دفعت للسائق أجرته . وتوجهتُ لشباك التذاكر فإذا بي أفاجأ بأن إسم الفيلم هو " كيف صارت بغداد ساقطة ؟ "
وعطر الله أنفاسكم
جمال حمدان