أفقت على شفا جرحي أنادي
وأبحثُ في مرادي عن مرادي
سألت العاثرين .. هنا الأماني
وزاحمت الهروب إلى بلادي
نفضت العمر أروقةً لعلي
أعاني فأشتكى عمري ودادي
هنا بتنا هنا كانوا وكانت
مشرقٌ مِن مشرق النائي المُعَادي
نعم بات الأمان هنا صريعاً
وماتت ها هنا سُبل الأَعَادي
ولاح لنجمع في العُمر شهدٌ
تقاطر وحده في الإرتدادِ
وصار لنتبع في الروح مجد
تجاوز أمره في الإمتدادِ
ولكن أين أنت اليوم مايو
صرختُ إليك في العصر الرمادي
أحدث عن سماتك في أمانٍ
أراك صارخاً فيه تنادي
أودع في وفائك من مقامٍ
نراه رائحاً فيك وغادي
يفتش في الوحدة عن زمان
وينفض لحده , بل صار حِيَاد
صديقي إن بعض الظن إثمٌ
ولكن حين صرت اليوم زادي
صديقي إن مثل الظُلم أمرٌ
إذا حكم الثقافي الإقتصادي
صديقي إن مثل العلم جهلٌ
إذا سقط القيادي الإعتمادي
إذا لم تقتل الآهات عمراً
فما بلواك في دنيا التداني
إذا لم تملأ الحفلات شعراً
فما جدواك في هذا المدادِ
إذا لم تخلق الأزمات وداً
فما مغزاك من شعب السدادِ
إذا لم تُبعد الرحلات هماً
إلى نسياك من ذات العمادِ
فما جدواك في هذي الأماني
وما جدواك في هذا السوادِ
فإن لم تستطع للحق نصراً
فإنك بعض أيام الفسادِ
وإن لم تنطلق في العمر نجماً
فإنك بِضْعُ أهوالٍ شِدَادِ
وإن لم تختلق للأمر حلاً
فإنك مثل الأمر عادي
تأمل بالزمان عليك ثُقلاً
فقد جُنَّ الزمانُ من البُعادِ
تناديك السنين فكل يومٍ
تعلم منك معنى الإتحادِ
أواليك الحنين فكل شوقٍ
ترنم فيك يوما الإتقادِ
ففي عينيك لم الصبح شملٌ
تقاطر منه حُبٌّ في البلادِ
وفي عينيك رغم الصمت بوحٌ
تطاير منه جمرٌ في المزادِ
أتخلد للتاريخ كفاك مشيا
لقد شاورت جرحٌ للعبادِ
أتصنع للأيام كفاك مجداً
لقد جاوزت كلَّ أمجادي
تلاقحت السنين وأنت تجري
كأنك أنت ذا دور قيادي
ولاح المفسدون إلى الثريا
وأنت على الرمال بلا جوادِ
أتنظر للأهوال كفاك صبراً
لقد حاولت يوم ميلادي
يُسب مسارك المظلوم ذكراً
وقد ظلت سماك مع الأعادي
تظل مآلك المعمور وجداً
وقد شلت خطاك مع الأيادي
سنينك ليس يقتلها التمني
فكن ذُخراً لكل الناس نادي
أمير المظلومين إذا أنبلجت
ليالي القهر في الأرض غادي
يحاورك الزمان وأنت ترقى
وتعلو المارقين وأنت شادي
يناطحك الأمان وأنت تشدو
وتبقي المُفسدين رزم الرشادِ
لأنك حائرٌ والعمر وهمٌ
وليس للحائر حق الحيادِ
لأنك شاملٌ للدهر يوماً
وليس لشامل ظامئٌ صادي
حملت صواعق اللحظات مجداً
فمجدٌ في ميادين الجهادِ
وحدت شمائل الكلمات حباً
بحجم الأرض تسكن في فؤادي
أراك إذا ألتقت ذكراك وطناً
وإن عاده ظلمٌ لا تعادي
فإن جن الطريق ففيك ذكرٌ
بعمق القلب صلب الإعتقادِ
"زمانك أنت تصنعه فإما
تألق أو خبا تحت الرمادِ"