|
دَمُ المَحَبَّةِ بِالتَّشكِيكِ مَهدُورُ |
وَ خائِنُ العَهدِ قَبلَ الغَدرِ مَغدُورُ |
أَتُنصِتِينَ لِما قالَ الوُشاةُ ؟ وَ بِي |
قَلبٌ كَأَنَّ لَهُ الأَضلاعَ تَنُّورُ ! |
هَلِ استَقَلتِ ؟ وَ هَلْ لِلحُبِّ عُطلَتُهُ |
ما بَينَنا ؟ وَ هَلِ النِّسيانُ مَغفُورُ ؟ |
هَلِ اجتَثَثتِ عُرُوقَ الوَردِ فانتَحَبَتْ |
لَها الغُصُونُ ؟ وَ هَلْ تَبكِي الجَذامِيرُ ؟ |
هَلِ انخَدَعتِ بِما العُذَّالُ قَدْ زَعَمُوا |
فَغَيَّرُوكِ ؟ وَ هَلْ فِي الحُبِّ تَغيِيرُ ؟ |
لَوِ احتَرَقتِ بِنارِ الوَجدِ مِثلِيَ لَمْ |
يَكُنْ لِمَنْ حاوَلَ التَّأثِيرَ تَأثِيرُ ! |
لَوِ التَمَستِ لِيَ الأَعذارَ ما لَعِبَتْ |
بِكِ الهَواجِسُ وَ الأَوهامُ وَ الزُّورُ ! |
لَوِ استَمَعتِ إِلَى هَمساتِ قَلبِيَ ما |
تَرَكتِنِي , وَ جَناحُ العِشقِ مَكسُورُ ! |
لَقَدْ كَذَبتِ غَرامِي بَعدَ ما كَذَبُوا |
وَ لا يُلامُ عَلَى النُّكرانِ مَغرُورُ |
أَنا رَسُولُ الهَوَى . التَّحنانُ مُعجِزَتِي |
وَ سِفرُ عِشقِيَ بِالآهاتِ مَسطُورُ |
حَمَلتُهُ بِحَنايا الرُّوحِ آيَ رُؤَىً |
كَأَنَّهُ بِدَمِ التَّنزافِ " مُزمُورُ " |
يَحِفُّنِي ضَوءُ مِشكاةٍ كَأَنَّ لَها |
وَقُودَ زَيتٍ عَلَى زَيتُونِهِ نُورُ |
وَ لِي رَفارِفُ قَلبٍ أَنتِ سِدرَتُها |
وَ عَبقَرِيُّ شَغافٍ حَولَهُ حُورُ |
أَنا المُحِبُّ وَ ما لِلحُبِّ مُتَّجَهٌ |
لِغَيرِ قَلبِيَ مَعرُوفٌ وَ مَشهُورُ |
أُبَشِّرُ العاشِقَ الصِّدِّيقَ أَنَّ لَهُ |
مَنازِلًا ما عَلَتْها فِي الدُّنَى دُورُ |
وَ سُندُسًا فِي جِنانٍ فَوقَهُ اتَّكَأَتْ |
كَواعِبٌ وَيكَأَنَّ الحُسنَ مَنثُورُ |
لَكِنَّنِي فِي خِضَمِّ الوَقتِ لَستُ أَنا |
كَأَنَّنِي لِكُرُومِ الهَمِّ ناطُورُ |
ما سِرتُ لِلحُبِّ إِلَّا رَدَّنِي حَزَنٌ |
كَأَنَّنِي " المُتَنَبِّي " ! وَ هْوَ " كافُورُ " ! |
أَمشِي عَلَى الماءِ ؛ لَكِنِّي بِلا قَدَمٍ |
وَ أَمخَرُ البِيدَ لا عِيسٌ وَ لا عِيرُ |
حَتَّى فَقَدتُ بِهَذا " التِّيهِ " بُوصَلَتِي |
وَ هِمتُ وَحدِيَ مَصعُوقًا وَ لا " طُورُ " |
أَنا رَسُولُ الهَوَى . كَيفَ انتَبَذتِ فَمِي |
وَ قُلتِ : ( إِنِّيَ مَجنُونٌ وَ مَسحُورُ ) ؟ |
أَتَزدَرِينَ عَذابِي ؟ وَ هْوَ حَوضُ دَمِي ! |
وَ تُنكِرِينَ فُؤادِي ؟ وَ هْوَ بَلُّورُ ! |
وَ تَطلُبِينَ إِجاباتٍ لِأَسئِلَةٍ |
وَ لَيسَ عِندِيَ - ما اسَّاءَلتِ - مَحظُورُ |
لا تَسأَلِي المِسكَ : ( مِمَّا طابَ حامِلُهُ ) |
وَ نافِخَ الكِيرِ : ( عَمَّا يَنفُثُ الكِيرُ ) |
أَنا المُحِبُّ ؛ وَ هُمْ غَشُّوكِ ؛ فانتَبِهِي |
فَكُلُّ قَلبٍ عَلَى ما فِيهِ مَفطُورُ |
لا يَدَّعِي الرَّقصَ مَشلُولٌ , وَ لَيسَ إِلَى |
قُمامَةِ الشِّعرِ قَدْ يَصطافُ شُحرُورُ |