مهند صلاحات تقول ؛ الاخ:
الحقيقة ان كلاكما يحاول اثبات اي من النظامين افضل
هل هو نظام الخلافة أم نظام الديمقراطية
ولكن اي منكما لم يحكّم الواقع
فليست دولة الخلافة قائمة ونحن بصدد هدمها
ولا هنالك نظام ديمقراطي حقيقي ونحن بصدد أيضا التصدي له
فالديمقراطية هي شعار تطبق منه بعض الجزءيات البسيطة
والخلافة تم التأمر عليها وهدمها
الطرح يكون كيف نغير الواقع وليس اثبات عضلاتنا على بعض
فالهدف ليس ان اطبق الديمقراطية لكي اعيش انا فيها فقط
وليس الموضوع اقامة دولة الخلافة لاكون الخليفة
الموضوع هو كيف نغير الواقع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
*****
جزيت خيرا أخي على هذا الكلام ؛ وأقول ان المطلوب هو كيف ننهض وتنهض معنا أمتنا , فامطلوب هو تغيير هذا الواقع الذي لم أجد في هذا الملتقى من يقر بصحته , فالجميع متفق على فساد ما نحن فيه من واقع , فكان لا بد من تغييره , وهنا يحصل الخلاف , وهو ليس كيف نغيره بل الى ما نغيره , فلا يمكن نحدد كيفية التغيير ان لم نحدد الصورة الجديدة للتغيير , فان كان التغيير هو لجعل هذا المجتمع مجتمعا ديمقراطيا فحينها سيكون التغيير بطريقة هي من جنس الفكرة الديمقراطية والا كان التغيير محكوما بالفشل وان كان التغيير الى الاسلام فلا يمكن الوصول اليه والعمل له الا من خلال الفكرة الاسلامية , فالطريقة المنتجة هي ما كانت من جنس فكرتها وليست غريبة عنها .
لهذا وذاك كان لا بد من الاتفاق على الفكرة قبل الطريقة , وكان لا بد على الاتفاق على المبدأ المراد تطبيقه بفكرته أولا وثم طريقته في حل المشاكل واعطاء المعالجات ...
لذا كان التركيز في الحوار هو على صحة الاسلام او الديمقراطية والحرية كنظرة شمولية للكون والانسان والحياة ...
وكان كل من يعمل للاسلام خالطا اسلامه بفكر ديقراطي او طريقة ديمقراطية في العمل كان مئال عمله الى الخروج عن الهدف والغاية ولن يصل الى المبتغى الحقيقي , وكذلك الحال بالنسبة للديمقراطي الذي يريد للمبدأ والمنهج الديمقراطي ان يسود , لا بد له من أخذ الديمقراطية كعقيدة ومنهج حياة متكامل وان تكون طريقته من جنس الفكرة , والا فان أخذ الديمقراطية كنظام حكم وشكلا لدولة مفصولة عن عقيدتها فلن يوصل المجتمع الى النهضة , بل سيكون له مجتمع ديمقراطي وحياة ديمقراطية ولكن هذا المجتمع وهذه الحياة ليس فيهما نهضة لا صحيحة ولا خاطئة , فسيكون كالغراب " لم يستمر في القفز ولم يتعلم مشي العصفور " . فكثيرة هي الدول التي طبقت الديمقراطية ولم تتنازل عن عقيدتها كاهند وتايلند , فلم تنهض , اما الدول الاخرى كاليابان فقد أخذت الديمقراطية كمبدأ متكامل للحياة فنهضت .
فالحال في الاسلام وفي الديمقراطية وفي الشيوعية هو نفسه , أي لا بد لم يسعى للتغيير والنهضة ان يأخذ أحدها أخذا مبدئيا متكاملا وان تكون عنده الجدية والحدية في الأخذ ليوصل مجتمعه للنهضة , فلا يقبل لمبدءه ان يشرك فيه شيئا من غيره وينقيه من كل شائبة قد تعلق فيه , وان يعمل لايصاله للتطبيق في المجتمع بحسب طريقة هذا المبدأ ...
اما الوسائل والاساليب في تحقيق الهدف فهذه متجددة بحسب واقع الحال والانسب فيها لتحقيق الهدف على ان لا تكون تتعارض مع المبدأ .
فالعاملون لاي مبدأ ان لم يلتزموا بالجدية والحدية في الطرح والعمل فستجد ان ما يدعون اليه يفتقد اللون والطعم والراحة يميلون مع المجتمع كيف يميل , وبالتالي تجد الميوعة في الطرح والهلامية في التصورات , فما أسرع ان يقول انا لست ضد عقيدتك ولست ضد ايمانك ولكنني ....!!!
لذلك أؤيدك بالقول انني افضل أن أناقش ألف شيوعي أو رأسمالي يؤمنون بمبدأهم كعيقدة ونظام على ان أجادل حاملا لفكرهم لا يفقه حقيقة مبدئهم وشموليتها , وهذا يذكرني بنقاش قبل نحو من عاما مع شيوعي عشرين – أو متشيعن – فبحثنا في العقل وتعريفه وكان يريد اقناعي ان تعريف العقل عند ماركس ليس انعكاس المادة على الماغ , فماركس أعقل من ان يقول ذلك , حتى اضطررنا ان نريه اياها في كتاب لماركس بحرفيتها , ولكن المصيبة انه قرأ الكتاب سابقا .
لذلك اتمنى دوما على من عنده طرح ان يخرج من الشعارات ومن ما زين له من المحاسن في المبدأ وان يبذل جهدا في قرأة ما عنده هو قبل ان يحمله للناس ويدعوا اليه .
هكذا نكون قد دخلنا في موضوع كيف سنغير الواقع بان نفهم الشكل والمضمون الجديد للواقع الجديد الذي نريد أولا , ثم كيف ستكون جزءا من هذا المبدأ وهذا المنهج ...