فكار وامثال ومفاهيم انهزامية, يجب القضاء عليها بين المسلمين
من المشاعر والمفاهيم التي زرعها الاستعمار في بلاد المسلمين وقام برعايتها والسهر على بقاءها جذرة خبيثة من جذور الفساد والظلم التي ترعرت بوجوده واستمرت باذنابه من نواطير المسلمين الذين تعهدوا له بالحفاظ على مصالحه في بلاد المسلمين وطبقة عميلة خبيثة قذرة نجسة من سلمهم المستعمر نفسه امر الفكر والادب في بلاد المسلمين ورعاية هذه النواتج الغريبة الغربية في عقول البسطاء من ابناء المسلمين ...
وذلك لتكريس وجوده سابقا وهيمنته لاحقا عن طريقهم في بلاد المسلمين جميعا ... وسوف نقوم ان شاء الله بعد ترك هذه المقدمة الرائعة من المربي الجليل المفكر الاستاذ حافظ صالح رحمه بمتابعة الموضوع وابعاده ووضع الامثال الشعبية التي يتداولها الناس في بلادنا موضوع النقد والتشريح وبيان امرها ومخالفتها للعقيدة الاسلامية ودعوتنا لكي ينشط الشباب هنا في مناقشة الامثال التي قد يكون لها اكثر من صيغة في مختلف البقاع التي يعيش المسلمون اليوم وتختلف صياغتها من مكان لاخر مع انها هي هي من حيث الخطل والخبث ولما لها من اثر في نفوس الضعفاء والخبثاء الذين يقدمون بها كثيرا من مشاريعهم ويغطون بها خبثهم وعمالتهم للمستعمرين بها بيينا
وحيث تعتبر الامثال الشعبية في واقعنا المعاصر مصدرا من اهم المصادر التي تحكم فكر الامة ممثلا في مجموعة القناعات والمقاييس والمعالجات . والتي تصدر عن الاحترام الشديد التي تحظى بها هذه الامثال لدى غالبية الاميين وانصاف المتعلمين وقطاع عريض من المثقفين ايضا ..
ولما كان العمل على انهاض الامة الاسلامية لايمكن ان يتم الا بازالة كافة الافكار الفاسدة التي تحكم فكر الامة وبالتالي سلوكها ... والتي تحملها الامثال الشعبية لذا نقدم من طرفنا بحثا في محتوياتها وبيان خطلهاو و مخالفتها وخطورتها العقلية والعقيدية ووجوب العمل حثيثا للقضاءعليها وعلى الطبقة التي تزرعها بخبث عامدة في وعي ولاوعي ابناء الامة و لما تحمله في طياته من سرطانات مثبطة مختلفة الاوزان تعيق عملية النهوض من جديد لهذه الامة وعودة سلطانها المفقود اليها وتحكيم شرعها المستبعد من واقع الحياة باستئناف الخلافة من جديد حاملة رسالة خير شرفها الله تعالى به لتكون وسطا بين الامم وشامة في الكون ...
اورد هنا هذه الفقرة كمقدمة للموضوع من ( كتاب النهضة ) للاستاذ المربي حافظ صالح رحمه الله
_____________________________
السياسة مبعدة عن الدولة (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) وتدخله في الحكم والسياسة يثير الفتن والحروب! ويجلب المصائب والويلات! فأوروبا عانت من تدخل الدين بالسياسة وجرها إلى حروب دامت مئات السنين فلم تنهض ولم ترتق إلا بعد أن أبعدت الدين عن السياسة والدولة . هذا ما يجب أن يسير عليه منهج مادة الدين وعلى القائمين في وضع التفصيلات للمنهج أن يلتزموا هذه القاعدة .هذا ما فرضه على الناس .
أما مادة التاريخ ، فالقاعدة الأساسية فيها جعل تاريخ أوروبا هو المثل الذي يحتذى وشخصية الغرب هي المثل الأعلى الذي يجب أن تقلد ولكم في الغرب أسوة حسنة –وتشير الإصبع إلى واقع تلك البلاد الراقية الناهضة . فالقاعدة الأساسية في مادة التاريخ نقطتان الأولى : الصورة المشرقة لأوروبا ونهضتها وتاريخها وشخصيات رجالها ومفكريها . وأما الثانية فتاريخ الأمة الإسلامية : كما كتبه المستشرقين أمثال فيليب حتي أو غيره من المستشرقين فما تركوا فتنة حدثت أو خلافاً وقع أو صراعاً على حكم إلا أبرزوه في قالب جعل الشباب المسلم يخجل من تاريخه ويتصور معركة الجمل ومعركة صفين ومعركة مرج دابق وغيرها وتنافس الخلفاء واغتيال عثمان واغتيال عمر واغتيال علي وما إلى ذلك من أمور صورت بقالب جعل المسلم يأنف حتى من سماعها ، وأصبح لا يرى من تاريخه إلا تلك الصورة القاتمة التي وضعوها أمامه .
وأما مادة اللغة العربية فقد غلفوها بالقالب القومي بحيث يتأتى لهم نشر المشاعر القومية والاعتزاز بالعرب والعروبة والتغني بأمجادها وألفت الكتب ودبجت المقالات ونظمت الأشعار في هذا المضمار حتى باتوا لجهلهم يرون أن للعرب والعروبة فضلاً على الإسلام فلولا ذلك ما انتشر الإسلام ولا وجد في الحياة .
هذه بعض المواد الأساسية في المنهاج الثقافي وهي المواد التي تؤثر في تكييف عقلية الفرد وبناء شخصيته زد على ذلك من عينوهم لتنفيذ هذه المواد والإشراف عليها وتدريسها مما جعل الطلاب يكرهون الدين لشخصية المدرس وتصرفاته ، وطلاب اللغة العربية خرجوا بل أنهوا مناهجهم فتخرجوا أعاجم فجمعوا بين الأمرين :فساد المنهج وفساد القائمين عليه . إلى غير ذلك مما أدى إلى النتائج التالية: وهي ما نعني بأثر الاحتلال الغربي على أفكار المجتمع والرأي العام فيه :
أ*- وجود جمهرة من المثقفين بثقافته المؤمنين بعقيدته العاملين بحسب وجهة نظره وفلسفته .
ب*- استبعاد عودة الإسلام لواقع الحياة وإعادة سلطان المسلمين واعتبار الدعوة لذلك ضرباً من الخيال أو نوعاً من الجنون واعتبار الدعوة إلى الإسلام رجعية وتخلفاً .
ج*- تركيز الفكر القومي أو الإقليمي ونشر الحقد والبغضاء بين أبناء الأمة الواحدة .
65
د - تسليط الأضواء على الديمقراطية وجعلها الهدف المنشود والغاية التي يعمل لتحقيقها .
هـ – نشر أفكار الحرية والحريات العامة –حرية عدالة مساواة .
و - انتشار أفكار الاشتراكية بأنواعها وما أضيفت إليها من معان وتفسيرات .
ز- وإرضاء للمسلمين وتضليلاً لهم ركزوا وجهة نظرهم في فهم المجتمع على أنه مكون من أفراد فانتشرت بين المسلمين الدعوة إلى الرجوع إلى الله بإصلاح الفرد نفسه ، (( أصلح الفرد يصلح المجتمع))!. والتقرب إلى الله بالعبادة والطاعة وبالأخلاق الحميدة وأقيمت على هذا الأساس العديد من الجمعيات الخيرية الدينية والأخلاقية وغير ذلك .
ح*- تحريم العمل السياسي على المسلم ، باعتبار السياسة دجلاً ونفاقاً والإسلام استقامة ووضوح فلا يلتقي الإسلام بالسياسة . وأبعدوا عن أذهان المسلمين أن السياسة هي رعاية شؤون الناس داخلياً وخارجياً .
ط- الاعتماد على الأجنبي في الوصول إلى الأهداف وتحقيق النتائج .
هذا بالإضافة إلى انتشار الأفكار الانهزامية ، والآراء المنحطة من مثل قولهم تضليلاً .
1- { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم }المائدة(105) اللامبالاة للحياة العامة .
2- (( اليد التي لا تقدر عليها بوسها (أي قبلها ) وادع عليها بالكسر ) مسح جوخ ونفاق !.
3- (( الشهر الذي ليس لك فيه أجر لا تعد أيامه )). اللامبالاة في الحياة العامة .
4- (( الكف لا يلاطم مخرز )) انهزام وجبن .
5- (( لا يحل للمسلم أن يذل نفسه ومجابهة الحاكم إذلال )). فهذا حرام –تحريم العمل السياسي .
6- (( أقبل الكلب من فمه حتى آخذ حاجتي منه )). نفاق .
7- (( الرضا بالأمر الواقع إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون )). واقعية خانعة .
8- (( خذ وطالب )) . حلول جزئية .
9- قاعدة (( الحل الأوسط )).أسلوب الغرب في حل مشاكله بناء على عقيدته .
66
إلى غير ذلك من الآراء والأفكار التي تسمم بها المجتمع وتشربت بها عقول الناس حتى أخذت مقاييس لأفعالهم وقواعد لتفكيرهم وصار على مريدي النهضة أن يعملوا على إزالة هذه الآثار وغسل هذه الأدمغة وإبعاد هذه الأدران حتى يعود للأمة نقاؤها ويتم بناء عقليتها على أسس مبدئية صحيحة .
أما أثر الاحتلال على مشاعر الجماعة – أي المجتمع –
لقد استطاع أن يغرس بذرة القومية والإقليمية والعنصرية والقبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية فوجد تربة خصبة سرعان ما نمت وترعرعت فاشتعلت النفوس بالعداوة والبغضاء . فكانت الأداة التي استطاع من خلالها الهيمنة على الجميع فكان يغذي كافة الأطراف انطلاقاً من قاعدته المشهورة (فرق تسد ) .وأصبحت الأمة أمماً شتى والشعب الواحد شعوباً والمجتمع الواحد مجتمعات صاغها على هواه وصارت أحاسيس الناس ومشاعرهم لا تثور إلا ضمن الخط الذي رسمه لها . هذا من جهة ومن جهة ثانية حين جعل شخصيته -أي شخصية المستعمر – هي الشخصية المثالية في نفوس الناس وبلاده وتاريخها هي الصورة التي يتطلع إليها الناس بإكبار وإجلال حتى بلغ الحال بالمثقفين بثقافته المعتقدين بعقيدته السائرين في ركابه والمضبوعين بأفكاره أصبح هؤلاء أغراباً في مجتمعهم يزدرون أهلهم ويحتقرون أمتهم ويخجلون من تاريخهم . وعند هذه العبارة أذكر قصة حصلت مع أحد الوفود - المثقفين جداً – الذين زاروا الصين فاستقبلتهم استقبالاً حاراً ورحبوا بهم ونزلوا في ضيافتهم بالحفاوة والتكريم . وزيادة في إكرامهم تخطوا معهم حدود الرسميات فآنسوهم في أمسياتهم . وفي إحدى الأمسيات كان وزير خارجية الصين يجلس معهم مرحباً ومجاملاً فحدثهم عن البطل الأسطوري الذي لم يتجاوز سنه العشرين ذلك القائد المسلم الذي اجتاز الهند فاتحاً حتى وصل إلى حدود الصين وذكر ما جرى من حوار بين ملك الصين والقائد الشاب وحين قال القائد الشاب محمد بن القاسم إن أميرنا أقسم أن يطأ تراب الصين بقدميه قال له ملك الصين تحمل له معك تحياتي وما خف حمله وغلا ثمنه هدايا مع كيس من تراب ينثره تحت قدميه فيدوس عليه ليبر بقسمه هذا ما رواه المسؤول الصيني الكبير إلا أن الوفد المثقف المحترم وارى وجهه خجلاً من هذه القصة . وبدأ يهاجم همجية محمد بن القاسم وعمله البربري الاستعماري ولماذا يهاجم الصين وما له وللصين ؟ ولم خرج العرب من الجزيرة ؟! إنها عقلية الاستعمار وعنجهيته وأسلوبه . هذا ما تفوه به الوفد المثقف المحترم فغضب المسؤول الصيني غضباً شديداً وانتفض قائماً . وقال مخاطباً الوفد ببغض وازدراء مشيراً إلى رئيس الوفد المحترم الذي كان يستنكر أعمال محمد بن القاسم وقال له اسمع يا هذا : إن أمة تخجل من تاريخها لا تستحق الحياة . وتركهم هو وجماعته وخرج وأخرجوا في اليوم التالي من الصين هذا ما رواه أحد الحضور الذي كان بمنزلة سفير ممثلاً لبلاده هناك .
67
___________________
ولمن رغب بالمزيد
فهنا الرابط
http://www.hafizsaleh.info/Book2.html