بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هبّتْ في معاندتي الرياحُ
(منقحة ومزيدة)
والمعذرة -مرة أخرى أحبتي- على غرضها
أأفراحٌ بقلبك أم جـراحُ ؟
وغمٌّ يعتريك أمِ انْشِـراحُ؟
--
يكاد الشوق يحرقنا جميعا
لمعرفة الجواب فلا يُتَـاح
--
أجبْ لا تترك الأشواق تخبو
فلا ندمٌ يفيد ولا سماح !!
--
يمرّ الليل مكتئبا ثقـيلا
وأخشى أن يطارده الصباح
--
رماني الدهرُ بالأحداث تترى
وهبَّتْ في معاندتي الرّياحُ
--
ومِنْ غدرِ الزمانِ بنا: لئيمٌ
يعلّمني المروءةَ أو وَقَـاحُ
--
يُطِلُّ لَظَى عداوتِه بوجْهٍ
يُقَبِّحُه التستُّرُ والطَّلاحُ
--
ويشفي حقدَ مهجته اغتيابي
ويخشى أنْ يحالفني النّجاحُ
--
ويسعى في مجاهرتي بسوءٍ
فيُعْيِيهِ التكلُّفُ والنباح
--
ومنْ كانت طبـيعتُه حسودا
فلا يُـرْجَى له أبدا صلاحُ
--
ومن زرعَ العداوةَ باحتيالٍ
سيجني الشوكَ فَهْوَ لهُ مُتاحُ
--
ومن جعلَ السِّبابَ له ملاذا
فإنَّ اللؤمَ معدنُه الصُّراحُ
--
ومنْ لمْ يتَّقِ الآسادَ خُرْقاً
يُمَزَّعْ ثُمَّ تَذْرُوهُ الرّياحُ
--
كمثلِ الأعورِ الكَلْبِيِّ(1) لَمَّا
أشادَ بِمَنْ أباحُوا ما أباحُوا
--
هجا زيداً(2) وآل البيتِ ظُلْماً
وظنَّ بأنَّ عِرضَهُمُ مُباحُ
--
فما زاد ابنُ جعفرَ(3) عنْ دعاءٍ
-بلا ظُلمٍ- وقدْ رُعِدَ الجَناحُ(4)
--
فأردى الأعورَ الكلبيَّ سَبْعٌ
فأصبحَ أهلُه ولَهُمْ نُواحُ
--
أغَرَّك (يا لئيمُ) وَقارُ نفسي
وأغراك التعفُّفُ والسَّماحُ؟
--
وأقصى ما تطيقُ ثُغاءُ جَدْيٍ
وأسْمَى ما تحاولُه ضُبَاحُ!!
--
فإني إنْ غضبتُ عليك فاعلمْ
بأنَّ العذلَ تَسبقُهُ الصِّفاحُ
-------------
(1) هو حكيم بن عياش: شاعر مجيد كان منقطعا إلى بني أمية وكان أكثر الشعراء هجاءً لآل البيت.
(2)هو الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب
استشهد وصُلِب فقال الأعور الكلبي في ذلك:
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ***ولم نر مهدياً على الجذع يصلب
وقِسْتمْ بعثمانٍ عَلِيّاً سَفاهةً***وعثمانُ خيرٌ من عَليٍّ وأطيبُ
(3)هو عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر لما بلغه ما قال
الأعور الكلبي رفع يديه وهما ينتفضان رعدةً وقال : "اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك".
فخرج الأعور الكلبي من الكوفة وأدركه الظلام فافترسه الأسد.
(4) الجناح للإنسان يده