|
شكوى |
طـالَ الرقـادُ وعافـتْـنـا مهاجعُنـا |
وأزعجتْنـا البواكـي فـي مواجعِنـا |
وإن أفقْـنـا شَـكَتْ آذانُنـا ضَجَـرا |
من فَـرْطِ نَـوْحٍ كَئيـبٍ في فواجِعِنا |
نشكو.. ولا تغفـرُ الشكوى تَصَعُّرَنـا |
نبكي.. ولا يرفعُ البـلوى تضرَّعنـا |
ولن نُحـرّرَ أرضـاً بالنحيـبِ ولـو |
جرتْ فلسـطينُ أنهـاراً بأدمعِـنـا |
موتى بلا كفـنٍ والهُـونُ مَلْبَسُـنـا |
عـارٌ على نَسَـبٍ للعِـزِّ أرضَعَنـا |
تُسائِلُ المسـجدَ الأقصى دِمـاهُ متى |
هذا النزيـفُ إلى الأحيـاءِ يُرْجِعُنـا |
لولا دمُ الشـهداءِ الحَيّ ما سَـكَبَتْ |
نبضَ الحيـاةِ عُروقٌ في أضالِعِنـا |
نَلهو ونَلغو وصُـمُّ الصّخرِ يَحْسِدُنـا |
على تَبَلُّـدِ وَقْـرٍ فـي مَسـامِعِنـا |
نَلْوي الوجوهَ بَعيداً عـن حرائِـرِنـا |
ونَرتضي الوَهْـنَ والآهـاتُ تَتْبَعُنـا |
أمّا الغـوانـي فَنُهْـديهـا تَأَوُّهَنـا |
ويَرقصُ "الفَـنُّ" تيهـاً في مراتِعِنـا |
وكمْ صَنَعْنا انتصـاراتٍ نَلـوذُ بهـا |
وَهْماً.. ولَغْوُ "الفَضائيّـاتِ" يَصْنَعُنـا |
فأسْـكَـرَتْنـا مَراثينـا بِمَأْتَمِـنـا |
والبغـيُ يثمـلُ مِن أدمائِنـا مَعَنـا |
جيل التسليم |
يا قـومِ مَعْذِرَةً.. شَـكوايَ جارِحَـةٌ |
نَزْفُ الجراحِ شَـكا منْ نَزْفِ عِزّتِنـا |
نَسْـتمرئُ الذلَّ في صَـبْرٍ بلا مَلَـلٍ |
وملّـتِ الصـبرَ والكتمـانَ ذِلّـتُنـا |
فكـمْ فتـاةٍ يغضُّ الطـرفَ ناظرُهـا |
ما نـالَ منها الهوى قلبـاً ولا فَتَنَـا |
وتسـتجيـرُ مـنَ الأوغـادِ عفّتَهـا |
وحارَ فينـا سـؤالٌ.. أيـنَ عِفّتُـنا |
لمْ ننسَ في الخُطَبِ العَصماءِ مُعْتَصِماً |
لكـنْ وَأَدْنـا بأيديـنـا حَمِـيَّـتَنـا |
وكمْ وليـدٍ بأيـدي الحقـدِ مُحْتَرِقٍ |
والحقدُ يَحْـرِقُ في الأكْبـادِ مُهْجَتَنا |
إلـى الرّمـادِ فُـؤادُ الأمّ يَتْـبَعُـهُ |
قدْ ذابَ حُزْناً وما اهْتزّتْ مُروءتُنـا |
تَأبى الحياةَ مَواتـاً بعـدَ مصرعِـهِ |
وتَحْذَرُ الموتَ في العليـاءِ كَثرتُنـا |
نَرى الجزائرَ في أشْـلائِنـا مِزَقـاً |
ولا نُنـاصِـرُهـا إلاّ بدمعَـتِـنـا |
والموتُ يغتالُ أطفـالَ العراقِ وهُمْ |
يَسّـاءَلونَ: هلِ اغتيلتْ رجولتُنـا |
ونبصرُ الهنـدَ في كشـميرَ ماضيةً |
في القتلِ.. هلْ قَتَّلَـتْ إلا بَصيرتَنـا |
وأرضُ قوقازَ كالطادْجيكِ في مِحَـنٍ |
ولا تُحسُّ بِوَطْءِ الروسِ هامَتُـنـا |
أمْ تَحْسَبونَ ذُرى الشاشـانِ نائيـةً |
أَتأمَنـونُ وقـدْ خُنّــا أمانَتَـنـا |
تَهوي المآذنُ تحتَ القَصْفِ ناعِيَـةً |
مواتَنا نحنُ مذْ ماتَـتْ شـهامَتُنـا |
وقدْ أغـارُ على البلقـانِ قاتلُهـا |
فلمْ تُجِـبْ صَرْخَةَ البلقانِ غَيْرَتَنـا |
والأهلُ في أفغانسـتانَ يَحْصُدُهُـمْ |
حِلْفُ الشرورِ على إِسْلامِ أمّتِنــا |
هيهاتَ يَصنعُ وحشُ الغابِ صُنْعَهَمُ |
في جْوانْتِنامو.. ولمْ نرفعْ عَقيرتَنا |
أجسادُهُمْ بشـرٌ إبليسُ يَسْـكُنُهـا |
ونحنُ منْ جُبْنِنـا إبليسُ أَسْـكَتَنا |
نحنُ الذينَ أضاعوا الديـنَ والوَطَنا |
وأطْمَعَتْ خنجـرَ الجَزّارِ فُرْقَتَنـا |
منذُ استخفَّ بِنا فِرعونُ مُنْتَشِـيـاً |
وَغَـرَّهُ ما رَأى من ذُلِّ طاعَـتِـنا |
فنحنُ من سَـلَّمَ الحُكّـامِ مقودَنـا |
إذْ يُسْـلِمونَ لأمريكـا قِيادَتَـنـا |
ونحنُ من عَظَّمَ الحُكّـامَ فانْتَهَكـوا |
جُـلَّ الحُقوقِ ونُهْديهِـمْ "سَماحَتَنا" |
ألْعوبَةٌ نحنُ لا يُخْشـى تَمَـرُّدُهـا |
قد بـاعَ أتبـاعُ أمريكا إرادَتَنـا |
نَلْهو.. وحَيفا ويافا في القيودِ ولَمْ |
تَجـفَّ أدمـاءُ أهليـنـا بِغَزَّتِنـا |
وأرضُ سيناءَ كالجولانِ في رَسَفٍ |
فلا تَحَـرُّرَ إن غُلّـتْ سِـيادَتُنـا |
ومـا خَشـينا أذلَّ الناسِ قاطِبَـةً |
مثلَ الذبابِ تَداعى حولَ قَصْعَتِنـا |
لولا الطواغيتُ أمْسَوا لا يُساوِرُهُمْ |
هَمٌّ سِوى الخوفِ أن تَشْتَدَّ صَحوتُنا |
خوفٌ على ثلّـةٍ في الشـرِّ ماضِيةٍ |
تغتالُـنـا وبقايــا من كرامَتِـنـا |
فلا تَلـومَـنَّ أنيابـاً علـى شَـرَهٍ |
قدْ أسْـلَمَتْنـا إلى الأنيـابِ غَفْلَتُنـا |
ولا تَلـومَـنَّ ذئبـاً في تَوَحُّشِـهِ |
أغْرى الذئابَ خُنوعٌ سادَ جَبْهَتَنـا |
ما جَرَّأَ الذئبَ في جُنْحِ الظلامِ سوى |
من جَرَّأَتْهُمْ على الظلمِ اسْـتِكانَتُنـا |
طوائف دون أندلس |
شُـلّتْ إرادَتُنـا.. شُـلّتْ مفاصِلُنـا |
واستوطَنَ الظّلْـمُ قَهْراً في مَرابِعِنـا |
وفـي العروشِ نِزاعـاتٌ مَفَـرِّقَـةٌ |
عن كلّ دربٍ على الإسْـلامِ تَجْمَعُنـا |
كردٌ وعُـرْبٌ وأتراكٌ فَمـا جَمَعَـتْ |
دُروبَ حكّـامِـنـا إلاّ مَصـارِعُنـا |
نَرى الطوائـفَ لكنْ دونَ أنْـدلسٍ |
فمنْ سَـتَـرْثيهِ إنْ غِبْنـا مَدامِعَنـا |
صالوا وجالوا وأَرْداهُمْ تَنازُعُهُـم |
وفـي التّـوافِـهِ أرْدانـا تَنازُعُنـا |
بَكى "الصّغيـرُ" على مُلْكٍ يُضَـيِّعُهُ |
وإنْ بَكيـنا فَمِـنْ مُـلْكٍ يُضَـيِّعُنـا |
فقدْ أَضَعْنا وضِـعْنا والصَّغارُغَـدا |
نَهْجـاً عَقيـماً وطُغْيـانـاً يُرَوِّعُنـا |
فَفيـمَ نَخْـدَعُ أَشْـلاءً وأدْمِـيَـةً |
عَلـى مَذابِـحِ طاغـوتٍ يُخادِعُـنـا |
جِرْوٌ إِذا اسْتَصْرَخَتْهُ القُدسُ نازِفَةً |
وإنْ أَجَبْـنـا غَدا وَحْشـاً لِيَمْنَعَـنـا |
فالجُنْـدُ ناداهُمُ الطّاغوتُ وانْطَلَقوا |
إلى التّصَـدّي.. ولكنْ في شَـوارِعِنا |
إنْ هَبَّ بَعْضُ شَـبابٍ في مُظاهَرَةٍ |
هَبَّـتْ هَـراواتُ أهْليـنـا لِتَقْمَعَنـا |
أو جادَ بَعْضُ ذَوي الأموالِ مِنْ أَلَمٍ |
إَلى الضحايـا غَـدا جرما تبرّعنـا |
أو قاطـع الناس أمريكا وطغمتهـا |
أبَوا على الناسِ أنْ يَحْموا بَضائِعَنـا |
وألفُ دَرْبٍ إلى "التّطبيـعِ" سـالِكَةٌ |
فَوْقَ الجَماجِمِ والطّاغـوتِ يَدْفَعُنـا |
ويَزْعُمُ العجزَ عن حَرْبٍ إذا نَشِـبَتْ |
ويُتْقِنُ الفَتْـكَ بَطْشـاً في مواقِعِنـا |
خُـدّامُ صُهْيـونَ أمريكا تُوَِظِّفُهُـمْ |
فبئسَ من صـارَ خَدّاماً لِيَرْدَعَنــا |
ووَيْـحَ من يَرْتَضي ذُلَّ اسْـتكانَتِنـا |
أمسَـتْ سِلاحاً بِهِ الطاغوتُ يُخْضِعُنا |
سَـلِ السُّـجونَ عن آلامِ ذي كَبَـدٍ |
وَضَـجَّ من آهـةِ التّعذيبِ سـامِعُنا |
فَسَـوَّدَتْ جَبْهةَ التاريـخِ صفحتُنـا |
وأذهَـلَ المجـدَ مَرآنـا فَوَدَّعَنــا |
هيهـاتَ مَهما تَمادَوْا في مَظالِمِهِـم |
هَيهـاتَ يُثْـني تَماديهِمْ طَلائِعَـنـا |
ودعـوةُ اللهِ مثـل الطّود شـامِخََـةٌ |
فـلا عَـدوّ ولا إرهـابَ يُفْـزِِعُنـا |
ورُبَّ داعِيـةٍ يَرْعى الشبابَ أَبَـوا |
عليهِ دَرْبـاً إلى العَليـاءِ تَرْفَعُنــا |
يأبَوْنَ أن يسـمَعَ الإرشـادَ طالبُـهُ |
لِيستبيحَ دعاةُ الفِسْـقِ مَسْـمَعَنـا |
حتى الحجابُ إذا ما صـانَ عِفّتَنـا |
غَـدا عَـدوّاً كما عـادوا جَوامِعَنـا |
يا قومِ هذا شبابُ الجيلِ مَـدَّ يَـدا |
نَحْوَ الجِهـادِ يُنادي مَن يُبـايِعُنـا |
وإنْ رَدَدْنـا يَـدَ العَلْيـاءِ تَطْلُبُنـا |
فلنْ نَـرُدَّ يَـدَ التاريـخِ تَصْفَعُنـا |
جيل الأمل والعمل |
منْ يأمَـنِ الكفرَ فَالإيمانُ ينقُصُـهُ |
يَخشى يهوداً.. ولِلجَبّـارِ خَشْيَتُنـا |
فَامْضوا مَعَ الشرِّ في الأحْلافِ آثِمَةً |
هَيهاتَ يَحْرِفُ إِرْهابٌ مَسـيرَتَنـا |
إنْ تَجْعَلوا العَجْزَ والتّسْـليمَ مَأْثَرَةً |
فَفي فِلَسْـطينَ لَمْ تَعْجَزْ حِجارَتُنـا |
أوْ أصْـبَحَ اليَأْسُ والتّخْذيلُ دَيْدَنَكُمْ |
لَنْ يكسِرَ اليَأْسُ والتّخْذيلُ شَوْكَتَنـا |
فَلْيَرْحَلِ الظّلمُ والعُـدْوانُ مُنْدَحِـراً |
أوْ تَدْحَر الظّلْـمَ والعُدْوانَ عُصْبَتُنـا |
وإنْ تَحَصَّـنَ في الأبـراجِ مُنْتَفِشـاً |
سَتَحْرِقُ البَغْيَ في الأبْراجِ غَضْبَتُنا |
أيّامُ باطِـلِهِـمْ مَعْـدودَةٌ.. ومَضَـتْ |
والحَقّ يَرْسُـمُ في الآفاقِ خُطْوَتَنـا |
قدْ أدْبَرَتْ في بَهيمِ الليلِ سَـكْرَتُهُـمْ |
وأَذَّنَ الفَجْرَ فَاصْـطَفَّتْ كَتيـبَتُنـا |
إنْ يُسـكِتوا مِنْبَراً لِلْحَقِّ سَـاءَلَهُـمْ |
أولادُهُـمْ.. وَبِهِمْ تَعْتَـزُّ يَقْظَتُـنـا |
كَمْ حاصَروا مَسْجِداً أوْ بابَ جامِعَـةٍ |
يَخْشَوْنَ وَعْياً تَجَلّى في شَـبيبَتِنـا |
ففي الجوامِعِ مثلَ الجامِعـاتِ غَـدا |
للحَقِّ جُنْدٌ هُمُ البُشْـرى لِثَوْرَتِنـا |
ما بَيْنَ عَمّانَ والبِحْرَيْنِ قَدْ صَـمَدوا |
واسْتَبْشَـرَتْ في تَفانيـهِمْ كنانَتَنـا |
لا لَنْ يَنالوا سِـوى الأوْزارِ مُثْقَلَـةً |
إنْ يَفْزَعوا مِن حِجابٍ مَزَّقَ الفِتَنـا |
أُخْتـاهُ إنْ تَصْنِعي الأَجْيالَ مُقْبِلَــةً |
سَـتَصْنَعينَ على الإسْلامِ نَهْضَتَنا |
فَأَنْتِ مَنْ تُرْضِـعُ الأحْرارَ عِزَّتَهُـمْ |
ومَنْ تُعيــدُ إلى الدّنْيـا عَدالَتَنـا |
وأنتِ مَنْ تُوقِـظُ الأبْطـالَ يَقْظَتُـها |
وذا حِجابُكِ أضْحـى اليومَ رايتَنــا |
يا مَنْ أَعَـدّتِ لَنـا الآمالَ مُشْـرِقَةً |
تَسْـقينَ أزْهارَ دُنيانـا وَجَـنَّتَـنـا |
يا أخْتَ خالِدَ.. في اليرْموكِ مَوْعِدُنا |
أبناؤُكِ اليَوْمَ هُمْ للنّصْــرِ قادَتُنـا |
وتلكَ حِطّيـنُ قـدْ ربّـيْـتِ صانِعَها |
وذا صَـلاحٌ يُصَلّـي في مَدينَتِـنـا |
وهؤلاءِ بَنو الخَنْسـاءِ قَدْ سَـكَبوا |
دَمَ الشّـهادَةِ إيذانـاً بِعَوْدَتِنـــا |
فَامْضوا ثُباتا على نَهْجِ الألى حَمَلوا |
في المَشْـرِقَيْنِ لِلإِنْسـانِ دَعْوَتَنـا |
حَقّـاً وعَـدْلاً وإِحْسـاناً ومَعْرِفَـةً |
وَالهَـدْيُ والخَيْـرُ أَنْوارٌ بِسيرَتِنـا |
إنْ نَطْلُبِ العِلْمَ فَالأخْلاقُ شُـرْعَتُهُ |
أو نطلبِ الحكـمَ تَقوى اللهِ شُرْعَتُنا |
أو نطْلُبِ الحَرْبَ لا نَنْسـى سَماحَتَنا |
أو نَطْلُبِ السّـلْمَ لا تَخْرِقْهُ قُوَّتُنـا |
أمّـا التّقَـدُّمُ فالإنْسـانُ مِحْـوَرُهُ |
والعَـدْلُ تَحْميهِ لِلإنْسـانِ قَلْعَتُنـا |
ومَـنْ يُوالِ عَـدُوّاً لَـنْ نُهادِنَـهُ |
نَنالُــهُ رَغْـمَ أمريكـا بِنقْمَتِنـا |
ومنْ يُساوِمْ على الأقْصى سَنَسْحَقُهُ |
أوْ يُسْلِمِ الأرضَ تَجْرِفْهُ انْتِفاضَتْنـا |
ولنْ نُبـاعَ سُـطوراً في مُعاهَـدَةٍ |
فُالذلُّ صَنْعَتُهُـمْ.. والعِزُّ صَنْعَتُنـا |
هُمْ ثُلّةٌ جُمِعَتْ في "شَرْقِ أوْسَطِهِم" |
ونحنُ مَنْ بارَكَ التّوحيـدُ وَحْدَتَنـا |
فَلْيَطْلُبِ الـرّقَّ أقْـوامٌ لأنفسِـهِمْ |
إذْ تَطْلُبُ العِـزَّ بِالرحمنِ جَبْهَتُنـا |
ولـنْ يَكـونَ لِغَيْـرِ اللهِ مَوْثِقَنـا |
ولنْ تَكـونَ لِغَيْـرِ اللهِ سَـجْدَتُنـا |
نـورٌ يُبارِكُـهُ الرحمـنُ مُنْتَشِـراً |
نَرْقى.. ويَبْقى رِضى الرحمنِ غايَتَنا |