بسم الله الرحمن الرحيم
نظرت إليها
بقلم د. جمال مرسي
نظرت إليها بعين الدهشة
تأملت مشيتها البديعة بعينين تملأهما الرغبة في اللحاق بها
و التحدث إليها و لو هامساً.
أما هي .. فلم تكل من الذهاب و الإياب أمامي
تارة تروح و أخرى تجيء
و كأنها مزهوة بنفسها و بلونها الضارب إلى السمرة
تهرول مرةً و تُهدِّئ خطواتها مرات
و في كل مرة يزداد إعجابي بهاو بنشاطها و حيويتها.
حتى .. و كأني أحسدها .. قد تمنيت لو أنني كنت أحمل نفس الطاقة التي عندها .
دَخَلَتْ بيتها و غابت عن ناظريَّ ،
فوقفت بعينيَّ على بابه أنتظرها و أرنو لخروجها ثانية
فأواصل الاستمتاع بحركتها الدائبة .
و لم يدم انتظاري طويلاً ..
فما هي إلا لحظات أو تكاد حتى خرجت من جديد و عادت
و هي تحمل حبة تفوق أضعاف حجمها من الأرز
و لكنها في هذه المرة كانت تجر سيقانها جراً و على الرغم من ذلك فلم تيأس
بل واصلت المسير إلى بيتها فألقت به حبة الأرز و خرجت مسرعة لتجلب غيرها.
غفلت عنها قليلا .. فإذا بدراجة يقودها طفل برئ يسابق بها الريح في الحديقة
قد وطأت عجلاتها بيتها فدكته عن آخره .
عادت و في فمها حبة أخرى من الأرز المتبقي من طعام أحدهم .. فشقت لنفسها نفقا بين حطام بيتها المتهدم ألقت فيه الحبة ثم خرجت مسرعة لتجلب غيرها .
وقفت أفكر ملياً .. و سألت نفسي :
متى نتعلم من النمل الصبر و النشاط و قوة التحمل و عدم اليأس من روح الله .
و همست لنفسي " إننا معشر الإنس أضعف من نملة ."