الليلُ والحُلْمُ
/
\
/
\
تَنَاسَلَ ليلُنا حلمًا فأنجبَ صبحُنا قَهْرَا
وَ زارَ الليلُ بيتَ الفألِ فاعتصرَ الأسى الخمْرَا
تولَّى الفجرُ خوفَ الليلِ في ساحِ الوَغَى ظُهْرَا
وتَعوِي فِي دواخِلِنا ذئابٌ تَحْتَسي الغَدْرَا
وَكَمْ بِتْنَا نُؤَمِّلُ في دفَاتِرِِ حُلْمِنَا النَّصْرَا
نُشَرِّعُ في صَوَارِينا مزيجَ المَجْدِ وَ الفِكْرَا
أَمَا زِلْنَا ببيتِ الرَّعْبِ نَحْمِلُ تيهَنا الْوِزْرَا
أَمَا زَالَتْ عَوَادِي الْجَهْلِ تَرْهِنُ للهُدَى أمرَا
أَمَا كانتْ لنَا في الخَلْقِ سُحْبٌ تُنْجِبُ الْخَيْرَا
أَضَعْنَا مِن تشرذُمِنا على دَرْبِ السُّدَى الْقَدْرَا
وَتُهْنَا عَنْ أَمَانِينَا تَلَوْنا آيَنَا سِرَّا
فَلا حَانَْت أَمَانِينَا وَ لَا وَهَبَتْ نِدَى الْمَسْرَى
وَغَاَبَتْ غايةٌ كُبْرَى فَلَا لُذْنَا بِمَنْ أَدْرَى
فنعتصرُ أنتكاسَتنا ونفتعلُ الرِّضا دَهْرَا
وَ لَوَّنَ كَسْرُنَا حُلُمًا فَشَوَّهَ رسْمَنا قَسْرَا
أَحَاطَ الليلُ أُنْثَى الحلمِ حتَّى لَمْ تُطِقْ صَبْرَا
فَأَجْهَضَ حُلْمُنَا فألًا وَ أَخْدَجَ ليلُنَا الْبَدْرَا
/
\
دمتم متفاءلين
ومبدعين