الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفصح من نق بالضاد بيد أنه من ولد عدنان وعلى آله وأصحابه موازين العدل وبحور الفضل والإحسان من أقاموا عمود الدين وشيَّدوا منه الأركان فرضي الله عنهم وفتح لهم مصاريع الجنان وبعد :
فالشعر دبوان العرب ومظهر من مظاهر حضارتهم ورقيهم وموضع اعتزازهم في جاهليتهم وإسلامهم ولقد كان الشعراء قبل ابتكار الخليل ينظمون على سليقتهم حتى فشت العجمة واعترى الشعر ما اعترى غيره من أمور العربية فخشي الخليل أن يصيبه ما أصاب غيره فشرع في إنشاء علم يحافظ على الشعر من الضياع فكان علم العروض الذي يعد عملا جليلا يستحق الشكر والعرفان وجاء بعد الخليل علماء اقتفوا أثره متبعين اتباعًا حرفيًا رافضين كل تعديل أو تبديل أو تقويم وكأنهم يقولون : غن علم الخليل وحي لا يقبل النسخ ظانين ان ذلك من احترامهم للخليل وهذا ما لم نجده عند علماء في علوم أخرى إذ لم يقف أهل النحو أو الصرف بل الفقه واصوله وحتى الحديث وعلوم القرآن بل كلما جالء عالم استدرك على من كان قبله وهذا لم يكن في يوم من الأيام تاولا على مؤسس العلم بل خدمة أخرى مشكورة يقدمها المستدرك لمن استدرك عليه
ومعذرة لضيق الوقت
وللحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء اللله تعالى