غزة ....ما غزةغزة ..... ما غزة ...
ما ذلك البركان الهادر في وجه كل إعصار .... ما تلك الوردة البيضاء في حقل بهي ساعة الغروب ..... ما تلك القصيدة المتلوة في عرصات الحنان ..... المعزوفة على قيثارة الخلود .
غزة ... نشيد النار تلفحه ريح الحماسة ، و الفتاة الحسناء الحيية التي تحتضن البحر بكلتا يديها كالأم الرؤوم .
غزة .... رماد تشظى ، فصعد من أعماقه طائر الفينيق ليرسم في الهواء كلمات الأمل ، و يعلي صيحات البعث و النهوض .
غزة..... أمل شعوب فقدت الأمل ، وحياة معان يئست من الحياة ، و كلمات شعارات عانت الممات سنوات و سنوات .
غزة بقيت ..... عاشت ..... نفضت عن جراحها غبار الصمت ، حطمت عن أطرافها أغلال الخنوع ، ثم أشارت بإصبعها إلى السماء و قالت : من هنا الطريق .
غزة .... الصوت ..... والصدى ...... دولة الحب في عالم البغضاء ...... و ترنيمة الإيمان تصم آذان الملحدين .
غزة .... عاشت بعدما أحرقتها مدافع الشيطان ، لم تقبل أن تموت أو أن تنحني ...... ظلت ترفع رأسها نحو طائر الفينيق المحوّم في السماء تلتمس منه الحياة، تحمل وحدها سيفها الذهبي المرصّع بالنور ، تناضل حتى نهاية الأكوان والأزمان ، وحدها تواجه الشيطان المتخفي في أسمال إنسان ، ترفع عنه قناعه المصنوع من زيف ، و تحمي منه عصافير الضياء .
غزة ..... لك الخلود .... بل أنت الخلود .