(3 و 4 و 5و 6) الواو والفاءُ وثم وأو العاطفات إنما ينصب الفعل بعدهن بأن مضمرة إذا لزم عطفه على اسمٍ محضٍ، أي جامد غير مشتق، وليس في تأويل الفعل كالمصدر وغيره من الأسماء الجامدة؛ لأن الفعل لا يُعطفُ إلا على الفعل، أو على اسم هو في معنى الفعل وتأويله كأسماء الأفعال والصفات التي في الفعل.
فإن وقع الفعلُ في موضع اقتضى فيه عطفَه على اسمٍ محضٍ قُدّرت (أَن) بينه وبين حرف العطف، وكان المصدرُ المؤوّل بها هو المعطوف على اسم قبلها.
فمثالُ الواو "يأبى الشجاعُ الفرارَ ويَسلمَ"، أي "وأن يَسلمَ"، والتأويلُ "يأبى الفرار، والسلامة". ونحو "لولا الله ويلطفَ بي لهلكتُ" أي وأن يلطُف بي، والتأويل لولا الله ولطفهُ بي. ومنه قولُ ميسون:
وَلُبْس عُباءةٍ وتَقَرَّ عيْني * أَحبُّ إليَّ مِنْ لُبْسِ الشفُوفِ
أي لُبسُ عباءة وقرةُ عيني.
ومثالُ الفاء "تعبُك، فَتنالَ المجدَ، خيرٌ من راحتك فتحرمَ القصدَ"، أي "خيرٌ من راحتك فحرمانك القصدَ".
ومنه قول الشاعر:
ولولا تَوقعُ مُعْتَرٍّ فأُرضيَهُ * ما كنت أوثِرُ إتراباً على تَرَبِ
أي لولا توقع معتر فإرضاؤه.
ومثال (ثم) "يرضى الجبانُ بالهوان ثم يَسلَم"، أي "يرضى بالهوان ثم السلامةِ"، ومنه قول الشاعر:
إني وقتْلي سُلَيْكا ثم أعقِلَهُ * كالثَّوْرِ يُضرَبُ لما عافت البقر
أي قتلي سُليكا ثم عقلي إياهُ.