|
سقطت أنت خليًّا من حميَّاها |
لا أسكرتك ولا أشجاك معناها |
هذي المدام وهذا الختم في فمها |
فلا فضضت ولا أسلمتها فاها |
ولا رأيت الندامى ينتشون بها |
ولا أسرَّك مرآهم ومرآها |
ولا وقفت بـ"ذي قارٍ" وقد جمعوا |
نار الثلاثين للساقي فاطفاها |
ولا شهدت بـ طهرانٍ مآدبها |
وقد أطارت رؤوس الفرس حُمَّاها |
غداة آياتها صالت فصال بها |
ودكَ أصنامهم فيها فسواها |
تلك الثمان التي لو لحظة خطرت |
منها عليك لما أمسكت مجراها |
واليوم فاحت ببغداد (حواسمها) |
فلا شممت إذا لم تلق ريَّاها |
سقطت أنت ولم تنهض بكبوتها |
ولا رميت ولا أدركت مرماها |
لا كنت فحلاً ولا فحلاً مدحت ولم |
تخفِ الشماتة في فحل تولاها |
وبعد ما نلت منها لم تجد أحداً |
إلا عداها لتكسوهم سجاياها |
فكيف تنعت أرضاً ما مررت بها |
وتدعى علم اسفار كتبناها |
وما قرأت سطورًا من ملاحمها |
ولا تمنيتَ أن تغدو فتقراها |
إني لأعلم يوماً قمت فيه بها |
تخفي محيَّاك إن أبدت مُحياها |
عنِّيْن يطمع أن تُعطيه لذتها |
فيا لِبُعد ثراه عن ثرياها |
اقصر مناك فما في دركها أمل |
ولن يمروا بـ (بغداد ) فتعطاها |
أما إذا ما محال قد تقاذفكم |
فإن أسدا ( بأرضي ) من رعاياها |
أكرم بنا نتلقاكم وسادتكم |
بصعقة تُسمع الأكوان أصداها |
لست ( ابن سعد) إذا عشنا ولم ترها |
تدوس (عرش هرقلٍ) حال ممشاها |