من "ذخائر ابن مالك في اللغة مسألة من كلام الإمام ابن مالك في الاشتقاق"، تقديم ودراسة وتحقيق وتعليق الدكتور محمد المهدي عبد الحي عمار.
***
الاشتقاق في اللغة يطلق على معان، منها: أخذ الشيء من الشيء، ومنها الأخذ في الكلام والخصومة يمينًا وشمالًا مع ترك القصد، واشتقاق الحرف من الحرف أخذه منه، وكذلك أخذ الكلمة من الكلمة، واشتقاق الكلام إخراجه أحسن مخرج.
وقد ورد بمعنى أخذ شيء من شيء في حديث قدسي وهو قوله عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه عزوجل: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي.
وفي الاصطلاح: أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بينهما في المعنى واختلاف في الصيغة.
ثانيًا: أنواعه:
حصر العلماء الاشتقاق في أربعة أنواع وهي:
الأول: الصغير أو الأصغر
يُعَرَّف بأنه أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية وهيئة تركيب لها؛ ليدل بالثانية على معنى الأصلية بزيادة مفيدة ؛ لأجلها اختلفا حروفا وتركيبا كضارب من الضرب، وحَذِر من الحذَرِ.
وهذا النوع هو أكثر أنواع الاشتقاق ورودًا وهو المراد عند إطلاق الاشتقاق.
وأفراده عشرة هي: 1- الفعل الماضي. 2- الفعل المضارع. 3- فعل الأمر. 4- اسم الفاعل. 5- اسم المفعول. 6- الصفة المشبهة. 7- اسم التفضيل. 8- اسم الزمان. 9- اسم المكان. 10- اسم الآلة.
الثاني: الاشتقاق الكبير
وعَرَّفوه بأنّه أخذ كلمة من كلمة مع تناسبهما في المعنى واتفاقهما في الحروف الأصلية دون ترتيبها، مثل: حمد ومدح. وأيس ويئس، والحلم والحمل، ودهد وهدد.
وجمهور الصرفيين يطلقون على هذا النوع القلب المكاني، وأول من فكر فيه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت170هـ) وعلى أساس تلك الفكرة رتب معجمه (كتاب العين)، ولكن أول من بسط فيه القول وبين جوانبه ووضحه أبو الفتح عثمان بن جني (ت392هـ) الذي ذكر أن شيخه أبا عليّ (ت 377هـ) كان يستأنس به يسيرًا.
الثالث: الاشتقاق الأكبر
وهو أخذ لفظة من أخرى مع تناسبهما في المعنى واتحادهما في أغلب الحروف، مع كون المتبقي من الحروف من مخرج أو مخرجين متقاربين مثل: نعق ونهق، وهتن وهتل، وثلب وثلم، ويطلق على هذا النوع أحيانًا الإبدال اللغوي.
الرابع: الاشتقاق الكُبَّار
وهو أخذ كلمة من كلمتين أو أكثر مع تناسب المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى مثل عبشمي وعبدري في عبد شمس وعبد الدار، وبسمل وسبحل قال: بسم الله، وسبحان الله. وكثير من العلماء يسميه بالنحت.