|
قُمْ حيِّ شَهْرًا نوْرُهُ وَضّاءُ |
بِجَلالِهِ عَمَّ الوجوْدَ سَناءُ |
رَمَضانُ وافى وَالنُّفوْسُ يَهُزُّها |
طَرَبٌ لِيوْمِ قُدومِهِ، وَضياءُ |
وَتَزيَّنَتْ شُهُبُ السَّماءِ بِحُلّةٍ |
بَرّاقَةٍ، وَاهْتَزّتِ الغَبْراءُ |
وَمَشَتْ جُموْعُ المَسْلِميْنَ لَمَسْجِدٍ |
الشَّيْخُ تَحْضُنُ عَطْفَهُ الأَبْناءُ |
طوْبى لِمَنْ قَدْ صامَهُ مُتَبَتِلاً |
للهِ فيْهِ بِذِكْرِهِ سيْماءُ |
رَمَضانُ جِئْتَ مُنوِّرًا أَيّامَنا |
فانْجابَ عَنّا الليْلُ، وَالظَلْماءُ |
وَتَقَطّعَتْ سُحُبُ الضَّلالِ، وَمُزّقَتْ |
ما بَيْنَنا الشَّحْناءُ، وَالبَغْضَاءُ |
فيْهِ مَلائِكَةُ السَّماءِ تَسابَقَتْ |
لِتُنيْرَ ما جاءَتْ بِهِ الأَحْياءُ |
تاللهِ ما خابَ الذي قَدْ صامَهُ |
بَلْ خابَ فيْهِ البَغْيُ، وَالفَحْشاءُ |
وَبِهِ تُصَفَّدُ في البَسيْطَةِ زُمْرَةٌ |
إِبْليْسُ بَيْنَ صُفوفِها مَشّاءُ |
يا صائِمي شَهْرِ الصّيامِ سَقَتْكُمُ |
غَيْثَ السَّماءِ وَخيْرَهُ الأَنْواءُ |
في أَوّلِ الشَّهْرِ المُبارَكِ رَحْمَةٌ |
فيْها لِكُلِّ موحّدٍ نَعْماءُ |
وَتَجيء مَغْفِرَةُ الإِلهِ بِوَسْطِهِ |
فالكُلُّ في عَفْوِ الإلهِ سَواءُ |
وَالعِتْقُ مِنْ نارِ الجَحيْمِ بِآخرِ الـ |
شَهْرِ الجَليْلِ كَما النُفوسُ تَشاءُ |
شَهْرٌ بِهِ صَوْتُ السَّماءِ تَماوَجَتْ |
أَصْداؤهُ، وَانْساحَ مِنْهُ نِداءُ |
في لَيْلَةْ القَدْرِ التي ساعاتُها |
مُثْلى، وَوابِلُ غَيْثِها مِعْطاءُ |
رَمَضَانُ فيْكَ اللهُ خَصَّ عِبادَهُ |
بالخيْرِ إنْ هُمْ لِلحَقيْقَةِ جَاءوا |
في تَوْبَةٍ وَتَضَرّعٍ وَنَدامَةٍ |
إِذْ ذاكَ يُسْعَدُ مُذْنِبٌ خَطّاءُ |
وَيَظَلُّ جَيْشُ المَسْلِمينَ على المَدى |
تَخْشاهُ في ساحاتِها الأَعْداءُ |