فِرَاخُ النُّسُور
(مهداة إلى أطفال الإيدز في بنغازي)
أُرِيدُ رِثَـاءً لِطِفْلِـي الصَّغِـيرِ
يُخَفِّفُ عَنِّي هُمُومِـي الضِّخَامْ
وَيَمْسَحُ بِالشِّعْـرِ عَنِّي الأَسَـى
وَيَقْشَـعُ عَنْ مُقْلَتَـيَّ الظَّـلاَمْ
فَقَدْ مَاتَ مِنْ وَخْزَةٍ فِي الوَرِيدِ
تَفُلُّ الحَدِيـدَ كَفِعْـلِ الحُسَـامْ
وَلَيْـسَ هُنَـالِكَ ذَنْـبٌ جَنَـاهُ
وَمَا جَاوَزَتْ سِنُّهُ غَـيْرَ عَـامْ
أَتَانِـي عَلَـى كِبَــرٍ بَعْدَمَـا
مَضَى العُمْرُ بالقَبْوِ تَحْتَ الرُّكَامْ
وَكَـانَ كَمِسْبَحَـةٍ فِـي يَـدِي
طَوَاهُ الرَّدَى دُونَ سِـنِّ الفِطَامْ
وَوَلَّى إِلَـى حَيْـثُ لاَ رَجْعَـةٍ
وَفِي ظُلْمَةِ اللَحْـدِ دُونِي يَنَـامْ
فَصَارَ بِمَوْتِكَ بَيْتِـي الرَّحِـيبُ
خَـوَاءً بِرَغْمِ ازْدِحَـامِ الأَنَـامْ
أَعَـدْلاً تَمُـوتُ وَأَنْتَ الغَـرِيرُ
وَيَهْنَـأُ بِالمُوبِقَــاتِ العِظَـامْ
لَقَدْ مَزَّقَ الحُـزْنُ قَلْبِي الكَسِيرَ
وَأَثْقَلَنِـي بِالهُمُـومِ الجِسَـامْ
بِإِحْـدَى لَيَالِي الشِّتَـاءِ الرَّتِيبِ
أُصِيبَ بِرَشْـحٍ شَبِيهِ الزُّكَـامْ
نَقَلْنَــاهُ لَكِـنْ إِلَـى حَتْفِـهِ
فَقَدْ دُسَّ فِي الشَّهْـدِ سُمٌّ زُؤَامْ
تَسَـاءَلْتُ وَهْـوَ أَمَامِـي أَرَاهُ
يُكَابِدُ أَقْسَى صُنُـوفَ السَّقَـامْ
لِمَاذَا تَمُـوتُ فِـرَاخُ النُّسُـورِ
وَخَسْفُ الرَّوَابِي عَلَيْهَـا تُسَامْ
أيُؤْذَى صَغِـيرِي وَلَمْ يَقْتَـرِفْ
مِنَ الإِثْـمِ شَيْئـاً وَرَبِّي حَرَامْ
دَعُـونِي فَفَـي دَاخِلِـي حُرْقَةٌ
فَهَلْ حِـينَ أَذْرِفُ دَمْعِـي أُلاَمْ
عَلَى خَـيْرِ طِفْـلٍ حُبِـيتُ بِهِ
وَمَا كُنْـتُ أَرْجُـو لَهُ أَنْ يُضَامْ
بنغازي 4/11/1999م
بَيْتُ الصِّبَا
كَهْـلاً وَقَفْتُ بِظِـلِّ بَيْـتٍ ضَمَّنِي
طِفْـلاً صَغِيـراً وَاحْتَوَانِي حَابِيا
فَسَأَلْتُـهُ مَـاذَا أَلَـمَّ بِنَــا مَعـاً
لأَرَاكَ مِـنْ بَعْـدِ اتِّقَــادٍ وَاهِيا
فَأَجَابَنِي جَـوْرُ الزَّمَـانِ وَأَهْلِـهِ
وَاجْتَـرَّ عَبْـرَتَهُ وَأَجْهَـشَ بَاكِيا
فَمَسَحْتُ مِنْ أَسَـفٍ أُوَاسِـي خَدَّهُ
وَأُزِيـحُ أنَّتَــهُ فَأَوْمَـأَ شَـاكِيا
مِنْ هَـوْلِ مَا عَانَـاهُ مُنْـذُ تَرَكْتُهُ
بِالرَّغْـمِ مِنِّـي وَاهِنـاً مُتَـدَاعِيا
وَرَجَعْتُ وَالحُـزْنُ العَمِيـقُ يَلُفُّنِي
وَالدَّمْـعُ فِي عَيْنَيَّ أَضْحَـى بَادِيا
أَطْوِي دُرُوبَ الشَّوْكِ يَلْفَحُنِي الأَسَى
وَيَفُتُّ فِي عَضُـدِي وَحِيـداً حَافِيا
مُتَأَمِّـلاً تِلْكَ الرُّسُـومَ وَقَـدْ رَثَتْ
حُزْناً عَلَى طَـيْفِي كَسِيراً جَـاثِيا
بنغازي 9/3/2000م
سَنَا الأَيَّـام
ثَلاَثَتُهُنَّ كَابُوسٌ
جَثَا ظُلْماً عَلَى صَدْرِي
فَأُولاَهُنَّ كَانَتْ
حُبِّيَ الأَوَّلْ
ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا مِثْلِي
تُكِنُّ لِيَ المَحَبَّةَ وَالوَفَاءْ
كَمَا الأَيَّامُ خَانَتْنِي
فَخَابَتْ كُلُّ آمَالِي
وَعُدْتُ مُثْخَنـاً بِالحُزْنْ
فَمَا قَدْ خُلْتُنِي مِمَّنْ
يَظُنُّ بِأَنَّ بَسْمَتَهَا
لَدَى الْلُقْيَا مُزَيَّفَةٌ
وَأَنْ لاَ غُنْجَ
فِي تِلْكَ المَآقِي
كَانَ يَبْدُو وَالشِّفَاهْ
مَضَتْ عَشْرٌ ..
مِنَ السَّنَوَاتِ
لَمْ أَسْطِعْ تَنَاسِيهَا
تَلاَقَيْنَا مُصَادَفَةً
بِلاَ مَوْعِدْ
فَسَالَتْ دَمْعَةٌ حَرَّى
عَلَى خَـدٍّ أَسِيلٍ
آهِ مَا جَدْوَى تَبَاكِيهَا
كَرِهْتُ الحُورَ
لَوْلاَ تِلْكُمُ الشَّـقْرَاءْ
إِذْ لاَحَتْ مَآقِيهَا
فَأَنْسَتْنِي الَّتِي بِالأَمْسِ
بَعْدَ عُهُودِهَا غَدَرَتْ
وَزَالَ الحُزْنُ وَانْدَثَرَتْ
هُمُومٌ كُنْتُ أُخْفِيهَا
وَلَكِنْ سَطْوَةُ الأَيَّـامِ
لاَكَتْنِي بِفَكَّيْهَا
وَأَلْقَتْنِي ..
فَقِيراً مُعْدِمـاً
لاَ مَالَ يَسْنِدُنِي
وَقَادَتْهَا البَهَارِجُ
وَهْيَ تَسْتَجْلِي ..
بِأُخْتَيْهَا
إِلَى أَعْتَابِ صَرْحٍ
ظَنَّتَا يَحْوِي أَمَانِيهَا
مَضَتْ لَكِنَّنِي
مَا لُمْتُهَا يَوْماً
فَعُسْرِي كَانَ ..
كَالإِعْصَارِ
لَمْ يَتْرُكْ لَنَا
شَيْئـاً بِهِ نَغْتَرّ
لِذَا مَازِلْتُ مُلْتَمِساً
لَهَا مِنْ دُونِهِنَّ العُذْرْ
إِذِ اسْوَدَّتْ ..
مَعَ الآهَاتِ أَحْلاَمِي
وَلَكِنْ بَعْدَ طُولِ اليَأْسِ
زَالَتْ كُلُّ آلاَمِي
وَثَالِثَةُ الأَثَافِي
رَبَّةُ الخِدْرِ
مَنَعَّمَةٌ فَكَمْ رَفَلَتْ
بِثَوْبٍ مِنْ نَسِيجِ الخَزّ
وَلَمْ تَأْبَهْ لأَنَّاتِي
وَدَاسَتْ دُونَ إِشْفَاقٍ
عَلَى قَلْبٍ طَوَى
لَمَّا رَآهَا
كُلَّ هَذَا الوُدّ
وَخَاتِمَةُ المَآسِي
مِثْلُ نُورِ الفَجْرِ
لَمْ تَدْخُلْ ..
حِمَى المَحْظُورِ بَعْدْ
وَمَنْ يَدْرِي لَعَلِّي
ذَاتَ يَوْمٍ سَوْفَ أَلْقَاهَا
فَآهٍ يَا سَنَا الأَيَّـامْ
أَسِيلِي الرَّاحَ
فِي كَفَّيَّ ثَانِيةً
وَمِيدِي ..
مِثْلَ غُصْنِ البَانْ
فِي أَيْكٍ مِنَ الأَحْلاَمْ
وَاتَّئِدِي لِتَسْقِينِي ..
قَلِيلاً مِنْ تَسَالِيكِ
لأَنْسَى تِلْكُمُ الأَحْزَانْ
وَكُلَّ الْحُبِّ أُهْدِيكِ
وَأَنْأَى أَنْفُضُ الأَدْرَانَ
عَنْ قَلْبِي
وَبَعْدَ الرَّوْحِ ..
بِالرَّيْحَانْ
عِنْدَ قُدُومِكِ نَحْوِي
أُلاَقِيكِ
بنغازي 0/0/1998م
الشَّهْد
ذَاتُ دَلٍّ وَذَكَــاءٍ ذَائِــعِ
قَدْ أَقَضَّتْ بِرَحِـيلٍ مَضْجَعِي
مُنْذُ أَنْ فَارَقْتُهَـا لَمَّـا أَزَلْ
مُخْفِيـاً مِمَّا أُلاَقِـي أَدْمُعِي
كَبَّلَتْنِـي وَمَضَتْ فِي غَيِّهَـا
دُونَمَا تَدْرِي بِمَا يَجْرِي مَعِي
كَمْ زَجَرْتُ القَلْبَ عَنْهَا فَأَبَى
وَمَضَى عَنِّي عَصِيّاً لاَ يَعِي
كَأْسُ جَمْرٍ قَدْ سَبَانِي وُدُّهَـا
فَلَظَاهَـا جَـاثِمٌ فِي أَضْلُعِي
كُلَّمَا النِّسْيَـانَ أَعْدَدْتُ لَهَـا
كِدْتُ أَنْ أَلْقَى أَسِيّاً مَصْرَعِي
خِلْتُ نَفْسِي لُوَّمـاً أَوْدَعْتُهُمْ
مُقْلَتِـي حَتَّى يَرَوْا مَا أَدَّعِي
هِيَ بِالأَزْرَقِ بَحْرٌ مِنْ شَـذاً
أَوْ كَنَجْمٍ فِي فَضَـاءٍ سَاطِعِ
وَهْيَ بِالأَحْمَـرِ شَهْـدٌ نَحْلُهُ
قَدْ رَعَى زَهْـراً بِوَادٍ مُرْبِعِ
بنغازي 24/5/1999م
نشرت بمجلة الصدى/الإمارات
سَفِيرُ الشَّجَن
(مهداة إلى أيمن الأعتر سوبر ستار العرب)
هَـذَا الَّذِي ثَمِـلَ الشَّـذَا بِأرِيجِهِ
وَارْتَجَّ مِنْهُ الكَوْنُ وَاخْتَلَّ السُّكُونْ
وَتَسَلَّقَ الجَوْزَاءَ نَجْمـاً سَاطِعـاً
وَأَعَادَ رُشْدَ الفَنِّ مِنْ بَعْدِ الجُنُونْ
وَاجْتَاحَ بِالطَّـرِبِ المَوَانِئَ بَعْدَمَا
نَعَبَتْ بِهَا الغِرْبَانُ زُوراً وَالمُجُونْ
وَبِشَدْوِهِ احْتَشَدَتْ لِنُصْرَتِهِ الدُّنَى
وَتَدَافَعَ الثَّقَـلاَنِ مِنْ بَيْنِ اللُحُونْ
كَالنَّيْزَكِ اخْتَرَقَ المَسَـامِعَ عَنْوَةً
وَاسْتَلَّنَا بِالوَهْجِ مِنْ جَوْفِ الأَتُونْ
وَاجْتَازَ فِي وَلَهٍ إِلى مُقَـلِ المُنَى
أَمَـداً بِلاَ كَبَـدٍ وَنَاجَتْـهُ الجُفُونْ
مِنْ بَعْدِمَـا أَوْدَى بِنَسْمَتِنَا الدُّجَى
دَهْراً وَلاَكَتْ دَمْعَ مُهْجَتِنَا السُّنُونْ
أَلْهَبْتَ خَيْـلَ السُّهْـدِ فَرْداً دُونَمَا
سَرْجٍ عَلَى وَتَرٍ وَدَاعَبْتَ الشُّجُونْ
أَطْرَبْتَنَـا يَا صَـاحِ حَتَّى أَجْمَعَتْ
آلاَمُنَـا التَّصْوِيتَ تَرْجُو أَنْ تَكُونْ
وَظَفِـرْتَ بِاللَقَبِ العَظِيـمِ وَزِدْتَهُ
أَلَقـاً عَلَى أَلَـقٍ وَأَبْهَجْتَ العُيُونْ
لِتَلُـوحَ نَجْمـاً فِي سَمَـاءٍ أَيْقَنَتْ
أَنْ لاَ فَتَـىً إِلاَّكَ يَحْلُـو لِلفُنُـونْ
بنغازي 18/8/2004م
نشرت بجريدة القدس العربي/لندن
زَيْفُ الشَّذَا
أَدْنِي كُؤُوسَ الأَسَى وَانْعِي أَمَانِينَا
وَلاَ تُبَـالِي بِلَـوْمِ الصَّبْـرِ وَابْكِينَا
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الْبُعْـدَ يَا أَمَلِي
مِنْ بَعْدِ طُولِ انْتِظَـارٍ سَوْفَ يُدْنِينَا
طَوَيْتُ خَلْفِـي عُقُـوداً أَرْبَعاً عَبَثاً
لَمْ أُغْمِضِ الجَفْـنَ فِيهَا مُذْ تَنَائِينَا
الفَـرْقُ لَيْـسَ كَبِيـراً كَيْ تُمَزِّقَنَا
سِهَـامُ صَـدِّ أَبٍ قَـاسٍ يُعَـادِينَا
قَدْ كُنْتُ أَعْلَـمُ أَنَّ الدَّهْـرَ يَرْمُقُنَا
شَـزْراً كَعَـادَتِهِ مُـذْ دَاسَ وَادِينَا
وَيْحَ الصَّبَابَةِ لَيْتَ العُمْرَ مَا انْزَلَقَتْ
تَحْتَ المَهَالِكِ سَـاقٌ بِالهَـوَى فِينَا
أَنَا المُتَيَّـمُ فِي ضَنْـكٍ أَرَى عَوَزِي
أَشْجَى بِزَيْفِ الشَّـذَا عَمْـداً مَآقِينَا
وَاسْتَأْثَرَ اليَأْسُ بِالإِخْفَاقِ مُذْ رَحَلَتْ
عَنِّي مَعَ النَّـزِفِ أَنْفَـاسِي لِيُلْقِينَا
إِلَى سُفُوحِ النَّـوَى مِنْ فَوْقِ رَابِيَةٍ
كَانَتْ تَـذُودُ بِنَـا دَوْمـاً وَتَحْمِينَا
أَبْدَى أَسَاهُ الرَّدَى حُزْنـاً وَأَجْهَشَهُ
عِنْدَ الفِـرَاقِ بِـلاَ وَصْـلٍ تَجَافِينَا
وَأَوْهَنَ السُّهْـدُ أَلْحَاظَـاً بِلاَ أَلَـقٍ
وَأَبْعَدَ الجَهْدُ كَيْ نَشْقَـى أَرَاضِينَا
نِسْيَانَكُمْ كَمْ أَرَدْنَا مِثْـلَ مَنْ عَبَرُوا
مِنْ بَعْدِ يَأْسٍ فَلَمْ تُقْبَـلْ مَسَاعِينَا
بنغازي 20/8/2003م
نشرت بصحيفة الصدى/الإمارات
بَابُ المَسَامِير
وَقَفْتُ عَلَى بَابِكُمْ
وَالمَسَامِيرُ دُقَّتْ ..
عَلَى النَّعْشِ
وَالمَوْتُ قَدْ حَدَّقَتْ
مُقْلَتَاهُ إِلَى مُهْجَتِي
وَكَانَ الأَرِيجُ ..
كَرِيهـاً إِلَى النَّفْسِ
مُنْذُ تَعَطَّرَ هَذَا القَمِيءْ
نَقَيْضُ اسْمِهِ اليُوسُفِيِّ
بِهِ فِي مَنَاحَاتِ
صُبْحِ المَدِينَهْ
وَمَا جِئْتُ أَطْلُبُ كَيْلاً
وَلَيْسَتْ لَدَى نَظْرَتِي رَغْبَةٌ
فِي اخْتِرَاقِ الجِدَارْ
وَخَلْفَ التِّلاَلِ
أَبُونَا الضَّرِيرْ
يُحَمْلِقُ فِي الأُفْقِ
عَلَّ البَشِيرْ
يُوَافِي إِلَى الجُرْحِ ..
بِالإِنْدِمَالْ
أَنَا صَاحِبُ الفِيلِ
جِئْتُ أَدُكُّ ..
مَوَازِينَ جَوْرِ الزَّمَانْ
عَلَى حَافَّةِ الإِعْتِلاَلْ
تُرَجُّ البَسَاتِينْ
فَيَخْتَلِطُ الفَأْسُ ..
بِالبَائِسِينْ
لِتَضْحَى قَصَائِدُنَا ..
المُثْقَلاَتْ
بِأَعْتَى الهُمُومْ
شَظَايَا يُمُزِّقُهَا المُرْجِفُونْ
لِجَعْلِ وَتِيرَةِ صَوْتِي الشَّجِيّ
تَنُزُّ بِإِلْيَاذَتِي فِي الخَفَاءْ
لِيُصْبِحَ شِعْرِي
أَمَامَ السِّيَاطِ هُرَاء
وَلاَ شَيْءَ غَيْرَ الصَّوَاعِقِ
تَقْفُو خُطَاهْ
فَنَنْسَاقُ كَالجَذْوَةِ الخَامِدَهْ
وَنَحْبُو سَرِيعـاً ..
إِلَى الاتِّقَادْ
لِنَجْتَازَ جِسْرَ الرَّمَادْ
وَنَجْتَاحَ بَابَ المَسَامِيرْ
نَدُكُّ الأُلَى خَلْفَهُ ..
يَهْرِفُونْ
لِتَغْوِيرِ جُبِّ الشُّجُونْ
وَتَبْكِيتِ غَيْضِ الغَمَائِمْ
نَحْنُ المُسَاقُونَ لِلحَافَّهْ
هُنَالِكَ حَيْثُ القِصَاصْ
طَوَى قَبْلَنَا الوَافِدِينَ ..
إِلَى الرَّكْبِ
مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبْ
نُدِينُ انْصِيَاعَ الرَّسَنْ
وَلاَ نَرْتَضِي ..
أَنْ يَرَانَا الرَّصَاصْ
نَفِرُّ مِنَ المَوْتِ ..
نَحْوَ المِحَنْ
وَنَنْزَعُ مِنْ رَاحَتَيْهِ
وَإِنْ ضَاقَ ذَرْعـاً
سَبِيلاً يَغِيظُ العَنَاءْ
وَدَرْبـاً يُغِيثُ البَدَنْ
بنغازي 8/5/2002م
نشرت بمجلة الشاهد/قبرص
سَاحِرَةُ البَحْرَيْن
أَحْبَبْتُ أنْ أَضَـعَ الوِسَـا
دَةَ تَحْتَ رَأْسِـي كَيْ أَنَامْ
فَلَرُبَّمَـا أَبْصَـرْتُ شُطْـ
ـآنَ المَنَامَةِ فِي المَنَـامْ
وَرَأَيْـتُ سَـاحِرَتِي الَّتِي
كَالشَّمْسِ تَجْتَاحُ الظَّـلاَمْ
تُذْكِـي أَنَامِلُهَـا الجَوَى
فَيَشُبُّ مِنْ غَيْرِ اضْطِرَامْ
أَلَقَـاً بِأَلْحَـاظٍ إِذَا احْـ
ـتَدَمَتْ أَرَاقَتْ كَالحُسَامْ
وَتُبِيحُ فِي الشَّهْرِ الحَـرَا
مِ دَمَ الحَجِيـجِ وَلاَ تُلاَمْ
قَلْبِـي صَرِيـعُ بَنَانِهَـا
قَدْ شَفَّـهُ هَـذَا الهُيَـامْ
وَيَكَــادُ مِمَّــا نَابَـهُ
يَذْوِي وَتَقْتُلُـهُ السَّقَـامْ
فَلَكَمْ مَشَى فَوْقَ الضَّحَـا
يَـا شَاهِراً سَيْفَ السَّلاَمْ
مُتَصَدِّيـاً تَحْتَ الشَّظَـا
يَـا لِلجَهَـابِذَةِ العِظَـامْ
وَعُيُونُهُمْ تُبْـدِي المَـرَا
يَـا شَجْوَهَا عِنْدَ السِّجَامْ
لَكِـنْ كَهَـاتِيكَ المَــوَا
ضِـي لَمْ تُمَزِّقْهُ سِهَـامْ
بنغازي 11/2/2002م
نشرت بصحيفة العرب/لندن
لَحْظَتَا حُلْم
(مهداة إلى روح الشهيد ناجي العلي)
بَابٌ وَطَرْقٌ وَاقْتِحَامْ.. لَيْلٌ وَطِفْلٌ سِيقَ فِي أَوْجِ الظَّلاَمْ.. وَبُكَاؤُهُ لَمْ يَسْمَعُوهْ.. وَأَمَامَ عِلْجٍ مِنْ رُمُوزِ الدَّوْلَةِ.. مِنْ دُونِ جُرْمٍ أَوْقَفُوهْ.. مَنْ أَنْتَ مَا اسْمُكَ مَنْ تَكُونْ؟؟؟ وَمَاذَا تَحْمِلُ فِي يَدَيْكْ؟؟؟.
أَجَابَ وَالآلاَمُ تَكْسُو جِسْمَهُ.. وَالغِـلُّ يُدْمِي سَاعِدَيْهْ.. قَدْ كُنْتُ أُدْعَى قَبْلَ إِرْسَالِي إِلَيْكُمْ حَنْظَلَةْ.. وَلَسْتُ أَدْرِي هَلْ سَأَحْمِلَهُ مَعِي بَعْدَ الخُرُوجْ.. كُنْتُ صَغِيرَ السِّنِّ إِبَّانَ اغْتِيَالٍ فِي المُرُوجْ.. كَانَ أَبِي ذَاكَ القَتِيلْ.. وَمَا بِكَفِّي رِيشَةٌ أَهْدَاهَا لِي قَبْلَ الرَّحِيلْ.. وَكُلُّ جُرْمِي سَيِّدِي أَنِّي غَفَوْتُ لِلَحْظَتَيْنْ.. فَانْتَابَنِي حُلُمٌ غَرِيبٌ لَيْتَنِي مَا خُضْتُ فِيهْ.. بَعْضُ السُّيُوفِ هُنَاكَ فِي القَصْرِ المُنِيفْ.. تَعَاوَرَتْ جَسَدَ الخَلِيفَةِ فِي الخَفَاءْ.. فَهَوَى عَلَى البُسُطِ المَوَشَّاةِ تُضَرِّجُهُ الدِّمَاءْ.. وَخَرَّ مِنْ أَعْلَى أَرِيكَتِهِ وَلَمْ يُبْدِ حَرَاكا.. وَغَلَّتِ الأَقْنَانُ بُرْدَتَهُ وَخَاتَمَهُ العَتِيقَ وَصَوْلَجَانَهْ.. وَبَايَعُوا رَجُلاً سِوَاهُ.. وَأَجْلَسُوا العَاتِي مَكَانَهْ.
صَمْتٌ مُرِيبٌ قَدْ حَوَى تِلْكَ الرِّحَابْ.. ثُمَّ صُرَاخٌ وَسِيَاطٌ مِنْ عَذَابْ.. سَنُذِيقُكَ الوَيْلاَتِ حَتَّى تَعْتَرِفْ.. مَنْ هَؤُلاَءِ المُجْرِمُونْ؟؟؟ فَالحُلْمُ لَمْ يَأْتِ هَبَاء!!! لاَ بُدَّ أَنْ قَدْ سَوَّلَتْ لَكَ هَذِهِ النَّفْسُ الأَمَانِي.. وَمَقْتُكَ المَكْبُوتُ فِي اللاَوَعْيِّ لَنْ يَضْحَى حَقِيقَةْ!! مَا دُمْتُ أَجْلِسُ فِي مَكَانِي.. قَدْ كَانَ أَجْدَى لَوْ تَأَمَّلْتَ خِزَانَتَكَ الكَئِيبَةْ!! وَخُلْتَ سَاحَتَهَا تَعُجُّ بِكُلِّ مَا لَـذَّ وَطَابْ.. وَرَأَيْتَ فِي ذَاكَ المَنَامِ الخُبْزَ يَطْرِقُ كُلَّ بَابْ.. وَبِأَنَّ جِسْمَكَ مُكْتَسٍ ثَوْباً يُجَنِّبُكَ العَرَاءْ.. مَاذَا إِذَا كُنْتَ غَفَوْتَ لِسَاعَةٍ أَوْ سَاعَتَيْنْ!!! لَحَلُمْتَ أَنَّ تَمُرُّداً يَجْتَاحُ أُمَّتَنَا السَّقِيمَةْ!! وَأَنَا وَأَمْثَالِي جُلُوسَ القُرْفَصَاءِ عَلَى الرَّصِيفْ.. نَسْعَى لِنَقْتَنِيَ الرَّغِيفْ.. وَلَدَيَّ أَطْفَالٌ صِغَارٌ مِثْلُ أَفْرَاخِ الحَمَامْ.. فِي مِثْلِ سِنِّكَ هَذِهِ لَكِنَّهُمْ لاَ يَحْلِمُونْ.. وَلاَ مَعِيلَ لَهُمْ سِوَايْ.. قَدْ كَانَ ذَاكَ العِلْجُ مَوْلَىً لأَمِيرِ المُؤْمِنِينْ.. سَبَوْهُ فِي بَعْضِ الفُتُوحِ وَهْوَ طِفْلٌ لاَ يَزَالْ.. وَاكْتَشَفُوا فِيهِ الخُنُوعَ فَأَعْتَقُوهْ.. جَعَلُوهُ سَيْفـاً مِنْ سُيُوفِهِمِ العَظِيمَةْ.. وَقَلَّدُوهُ سَادَتِي أَعْلَى المَنَاصِبْ.. فَصَارَ عَيْناً لِلخَلِيفَةِ لاَ تَنَامْ.. يُجِلُّهُ المُتَمَلِّقُونْ.. وَهْوَ مِثَالٌ يَحْتَذِي مَنْهَجَهُ المُتَزَلِّـفُونْ.. وَبِجَنْبِهِ سَيْفٌ وَنَطْعٌ فَوْقَهُ كُتَلُ الرِّقَاعْ.. جَاءَتْهُ مِنْ كُلِّ البِقَاعْ.. مِنْ فَاعِلِيِّ الخَيْرِ يَحْمِلُهَا مَعَ الصُّبْحِ البَرِيدْ.. عَيْنَاهُ غُوِّرَتَا كَبِئْرٍ صَدِئٍ لاَ مَاءَ فِيهْ.. وَبِرَأْسِهِ شَجٌ يُعِيدُكَ أَلْفَ عَامٍ لِلوَرَاءْ.. وَعَلَى مَلامِحِهِ العُبُوسْ.. وَوَجْهُهُ يَتَطِيَّرُ الشُّؤْمُ بِهِ قَبْلَ النُّفُوسْ.. فَهَلْ سَيُشْفِقُ حِينَمَا يَبْكِي صَغِيرُكُمُ أَمَامَهْ!!.
قُلْ وَاعْتَرِفْ مَنْ هَؤْلاَءِ المُذْنِبُونْ؟؟؟ وَمَنْ يُمَوِّلُ مَا نَوَوْهْ؟؟؟ وَمَنِ الَّذِي يَوْمَ البِسَاطِ بِلاَ حَيَاءٍ بَايَعُوهْ؟؟؟
صَمْتٌ وَهَمْسٌ ثُمَّ بَوْحٌ وَاعْتِرَافْ.. مَوْلاَيَ إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ صَلِيلَ سَيْفِكُمُ الهُمَامْ.. يَهْوِي عَلَى ظِلِّ الإِلَهِ بِأَرْضِهِ وَسَطَ الظَّلاَمْ.. وَبِكَفِّكُمْ هَذِي الأَثِيمَةْ.. قَدِ اقْتَرَفْتُمْ فِي المَنَامِ بِحَقِّهِ تِلْكَ الجَرِيمَةْ.
بُهِتَ الَّذِي كَانَ يُدِيرُ الجَلْسَةَ.. حَتَّى تَمَلَّكَهُ الذُّهُولْ.. مُتَوَقِّدَ الأَحْدَاقِ قَدْ دُقَّتْ بِسَاحَتِهِ الطُّبُولْ.. وَبَعْدَ تَفْكِيرٍ قَصِيرٍ لَمْ يُجَاوِزْ لَحْظَتَيْنْ.. مُتَلَفِّتـاً فِي الْغُرْفَةِ الصَّمَّاءِ خَوْفـاً يَرْتَجِفْ.. وَهَامِسـاً فِي أُذْنِ ذَاكَ الطِّفْلِ أَنْ قُمْ وَانْصَرِفْ:(أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلٍ لأَحْلاَمِ الرَّعِيَّةِ عَالِمِينْ!!!).
بنغازي 0/0/1996م
نشرت بجريدة الزمان/لندن
الفهرس
1. حائط الشّجا …..…………………....…..…………. 5
2. أقتات حزني …………………..…….……………… 7
3. احتدام الجذوتين .……………..……..…...……….. 9
4. رحيل رجاء …………………....………………….. 14
5. لظى غيظي ………………….....................……21
6. وجيب اللوذ …………………....……..…...……… 23
7. لدى ليلى ………………..…....…………..……... 31
8. لدى نجلاء .…..……………..……………..……… 33
9. استغاثة اليمامة ……………………………..……… 35
10. أشجان قلبي ………………………………………… 38
11. حلم أمّة …………..…….…….………………… 41
12. أسى السّنوات …………..…………..……………… 43
13. ريح الأربعين ………………………………..……… 47
14. جمر الجليد ………………….……………………… 49
15. بكائية المخذول …………….……………..………… 52
16. أحزان قافلتي ………………..……………………… 54
17. عباءة الجمر ............................................. 57
18. الفلّوجة .................................................. 59
19. عودة الجواد ………….……..……………..……… 63
20. خيل الزّيف ………………..……………………….. 66
21. نشيج الخضم ………………..……………………… 69
22. حسناء المنامة ……………..……..……………..… 70
23. الابتسامة ……….…………..……..…….……… 71
24. اكتظاظ الحيز ………………..……………………… 76
25. فجر المشارط ……………….……………………… 80
26. فراخ النّسور ……………………..……..…………. 83
27. بيت الصّبا ………………....………………………. 85
28. سنا الأيّام ………………...………..……………… . 86
29. الشّهد ………………..……..……………..… … 90
30. سفير الشّجن ………………..……………..………. 91
31. زيف الشّذا ………………..………………..……... 93
32. باب المسامير ………………..……………..……… 95
33. ساحرة البحرين ……………..………………..……. 98
34. لحظتا حلم …………………..……………..……… 100
(لوحة الغلاف: من تصميم الفنان القدير علي السّليني)
السّيرة الذاتية :
صلاح الدين علي الغزال
jazalus@yahoo.com
شاعر وكاتب ليبي
مقيم بمدينة بنغازي
تاريخ الميلاد 1963م
ورث موهبة الشعر عن جـدِّه الشيخ الغزال جنّاب الزُّوَيِّ.
درسَ حتّى المرحلة النهائية بالجامعة/ قسم التاريخ.
نشرت له العديد من الصحف والمجلات العربية والمحلية والعديد من الشبكات والمواقع والمجلات الإلكترونية.
كتب الشعر والمقالة والقصة القصيرة والرواية والمسرحية.
أجري على أحد دواوينه بحث تخرج من قبل بعض الطالبات لنيل شهادة الليسانس وذلك بالمعهد العالي للمعلمين/ قمينس.
نال عدّة جوائز في المسابقات الأدبية وكان آخرها مسابقة نجم عكاظ التي أقيمت على مستوى الوطن العربي حيث فاز بالترتيب الثاني.
له عدّة مخطوطات لم يشاهدها النور بعد.
خلفية الديوان
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
قَدْ هَدَّنِي الجُـوعُ وَالإِنْهَـاكُ لاَئِمَتِي
وَاسْتَلَّنِي السُّهْـدُ حَتَّى كَـادَ يُرْدِينِي
لاَ دَخْـلَ يَعْرِفُ لِي بَابـاً فَيَطْـرِقَهُ
وَلاَ حَلِيـفَ مِـدَادٍ سَـائِدَ الجِـينِ
جَأَرْتُ خَوْفاً لَدَى الإِزْهَاقِ مُرْتَجِفـاً
وَمَنْ سِـوَى اللهِ إِنْ نَادَيْتُ يُنْجِينِي
سَيَّـانَ عِنْدِي حَيَـاةٌ دُونَمَا عَمَـلٍ
وَالمَـوْتُ فَتْكـاً بِبِـطْءٍ دُونَمَا لِينِ
ضَرْبٌ مِنَ العَظْمِ قَدْ أَوْهَمْتُ أَعْيَنُهُمْ
لَمَّا اقْتَفُـوا مَأْتَمِـي شُعْثـاً لِتَأْبِينِي
قَدْ عِشْـتُ بَيْنَهُمُ لاَ ثَـوْبَ يَسْتُرُنِي
وَبَعْدَ مَوْتِي أَتَـوْا رَكْضـاً لِتَكْفِينِي
رَبَّـاهُ أَدْعُـوكَ أَنْ تَجْتَثَّهُـمْ إِرَبـاً
مَنْ بِالأَسَى سَحَلُوا رُوحِي وَتُحْيِينِي