|
على مَدّ رَمْشٍ بَرْبَرِيّ،مُرافِقي |
يَشُدّ إِلي عَيْني خُضْرَ المَناطِقِ |
تَحَدّبَ صَوْتي.. وَاسْتَقامَتْ قَريحَتي |
وَغاصَتْ لِقاعِ الحُزْنِ مِنّي مَفارِقي |
وإِنّي بِلا أمِّ أُقيمُ وَلَيْسَ لي |
عَناوينُ غَيْرَ اليُتْمِ مِنْ فَضْلِ خالِقي |
أُرَقّعُ حَظّي بِالرّجوعِ لِطِفْلَةٍ |
تَوارَتْ عَنِ الأَلْعابِ مِنْ أَلْفِ راتِقِ |
وَما هَيّأتْني للمُثولِ بَداوَتي |
لَدى سَقْطَةٍ تَجْتَرُّ قُبْحَ المُنافِقِ |
وَما زالَ فِنْجاني عَلى مَدّ شَهْقَةٍ |
يُبادِلُني مُرّاً بِلا أَيّ عائِقِ |
وإِنْ تاهَتِ الأَقْلامُ عَنّي فَإِنّني |
عَلى هَدْيِها أَمْشي بِدونِ مَزالِقِ |
كَذَلِكَ قُدّامي وَجَنْبي يَحُفّني |
بِعَيْنَيْهِ قَلْبٌ عامِرُ بِالحَرائِقِ |
ولَمّا أَتَيْتُ الشّعْرَ أَنْوي عِراكَهُ |
تَمَنّيْتُ حَرْفاً غَيْرَ آتٍ لِسابِقِ |
بِصُبْحٍ حريريِّ تطرِّزُه الهُدى |
بِغِزْلانِ وَعْدٍ في حُقولِ الزّنابِقِ |
فَكَيْفَ إِذَنْ والشعرُ يُسْقى بِسورَةٍ |
سَماوِيةٍ مِنْ غارِها للْبَيارِقِ |
أَنامُ وتَغفوُ في يديَ قَصيدَةٌ |
وَفي قَلَمي حِبْرٌ بِلَوْنِ الشّقائِقِ؟ |
وَلَمْ أَنْتَبِهْ للغَيْمِ يَحْتَلّ خِلْسَةً |
مَدى قَمَري وَالرّيحُ مالَتْ لِسارِقِ |
صِراعي مَعي حَوْلي أَما زِلْتُ طِفْلَةً |
تَنامُ عَلى حُلُمٍ مَهيضِ النّمارِقِ |
فَلا تَكبري إنْ غِبْتُ ديوانَ رِحْلَةٍ |
فَإِنّي لأَخْشَى الشّعْرَ يَجْتاحُ خافِقي |
وتَفْسَحُ للغَيْماتِ أَدْراجُ فُرْصَتي |
مِساحاتِ وِدٍّ لاهِياتِ التّراشُقِ |
خُذيني إِلى حوْرانَ روحاً وَعَرِّجي |
بِقَلْبي إلى عَمّانَ.. أُمّي.. وَرافِقي |
جِناني.. فَإِنّي لانْتِصار أُذيقُني |
مَسيرَةَ صَمْتٍ بَيْنَ حَرْفي وَناطِقي |
فَلا تَضْربي بِالرّمْلِ.. فَالحَظُّ في غَدي |
سَيَأْتي وَلا تُثْنيهِ كُبْرى العَوائِقِ |
رَبيحَة أُمّي فَوْقَ جِسْرٍ مُشَيّدٍ |
مِنَ الحُبّ أَتي جَرْيَ قَلْبٍ لِعاشِقِ |
تُهاجِرُ بي عَيْنايَ في صَحْوَةِ الهُدى |
إِلى مَنْزِلٍ يَعْلو النّجومَ بِسامِقِ |
فَأُلْقي بِأَصْنافِ التّحِياتِ للتي |
يَليقُ بِها تاجُ المَديحِ المُوافِقِ |
هُنالِكَ عُنْوانُ البَنَفْسَجِ عاطِرٌ |
بِجورِيَةٍ تسْبي خُدودَ الحَدائِقِ |
فَيا لَكِ أُمّاً لِلْمَدائِحِ قِبْلَةً |
يَحِقُّ بِها شِعْرٌ سَليلُ المَشارِقِ |
أَتَيْتُكِ حَبْوَ القَلْبِ أَرْجوكِ ضَمَّةً |
أُعيدُ بِها عمراً إِليّ.. فَوافِقي |
وَأَلْقي عَلى صَدْرِ الأُمومَةِ وَحْدَتي |
لِيَرْتاحَ مِنّي لَحْظَةَ الدِّفءِ عاتِقي |
كَأَنّ حِزامَ الدّهْرِ والٍ عَلى دَمي |
يَشُدُّ عَلي الجَمْرِ مِنْ نارِ حارِقي |
أَيُغْرِقُني صَبْراً عَلى السّيْرِ مَرْكَبي |
وَقَدْ شَيّعَتْني للشّروقِ زَوارِقي |
وَرُبّانُ حُبّي حَوَّلَ المَوْجَ ضِفّةً |
إِلَيْها.. شِراعُ الأُمْنِياتِ مُرَافِقي |
وَأَدخُلُ من بابِ الوَرِيْدِ.. تُحِيْطُنِي |
إلى جَنَّةِ التَّرْحِيْبِ أَيْدِيْ التَّعَانُقِ |
بِيَّ السُّبُلُ العرجاءُ.. أُمِّي تَقَطَّعَتْ |
وأنكرتُ أَنِّي في شِبَاكِ المَضَائِقِ |
وأحلامُ يُتْمِي يَا ربيحَةَ .. كَدَّسَتْ |
شَتَاتَا بِصَدرٍ مُتْرَعِ بالمَخَانِقِ |
تَواطَأَ ظلِّي عنْ صباحاتِ رِحْلَتِي |
ولَمَّا أجدْ غيْري إليْكِ مُسابِقِيْ |