|
قم سائلِ الحقَّ : مـا بـالُ الضـلالاَتِ |
أرْجَفْـنَ حولـهُ هَاتِيـكَ الإشاعَـاتِ ؟ |
و ماله لـم يـزلْ مثـلَ السنـاءِ لـه |
ُرغم القُـلاةِ شمـوخٌ فـي السَّمـاواتِ |
أبقَى على الزمَنِ المعتـلِّ فـي ألَـقٍ |
و أبهَـرُ النـورِ مصبـاحُ المنـاراتِ |
ما بالهُ ليـسَ يُعيِـي صدقَـه كـذبٌ |
و ليسَ يمحُـوهُ أصحـابُ الفَريَّـاتِ ؟ |
و مالـه مُشرِقـاً تـبـدُو بشاشـتُـه |
والباطلُ الفـجُّ آسٍ فـي المعَـرَّاتِ ؟ |
و قلْ لمنْ دلَّسُوا في الغَربِ أو مرقُـوا |
شـرِّ البريَّـة ، مفـتـاحِ البلـيَّـاتِ |
إلا الرَّسُـولُ ومـن ْ علَّـتْ برفْعتِـهِ |
بلابـلُ الوحـيِ آيَــات ٍ، فـآيـاتِ |
أين النبـيُّ ، و أيـن الشامتُـون بـهِ |
أَين الطهَـارةُ مـن أهْـلِ النجاسـاتِ |
ما أقبحَ الجهلَ كم يُـزرِي بصاحِبـهِ ، |
ما أسوَأ الحُمقَ كم يجني علَى الـذاتِ! |
ما أجحَـدَ النَّـاسَ إذْ تخلـو قلُوبهُـم |
مـن اليقيـنِ فتهْـوي للبـلاهَـاتِ ! |
قـل للذِيـن تولَّـوا كِبْـرَ فاحـشـةٍ |
تَبْلَى لها السبعُ مـن فـرطِ الإسـاءاتِ |
مـا زال طيشكـمُ طيشًـا ، وجهلُكـمُ |
كالجهل، حتى نزلتُم إلى درْكِ البهيماتِ |
فلم تزالُـوا مـن الأوغـاد لا خلُـقٌ ، |
و لا حيَـاءٌ ، و لا عقـلٌ بمِصـفَـاةِ |
ولا احتـرَامَ لـذِي ديـنٍ وذي أدبٍ ، |
و لاَ جَـلالَ لأحـيَـاء ، و أمــوَاتِ |
النـاكِـرُونَ لــذاتِ الله لا عـجَـبٌ |
أن ينكِـرُوا بعـدَهُ كـلَّ الـرسَـالاَتِ |
حريةُ الـرأيِ دعـوى تطلبُـونَ بهـا |
هتْكَ المحَارم مـن خَلـفِ الشعَـاراتِ |
أحللْتـمُ بعدَهـا مـا كَـانَ محتَرمًـا |
ودُستُـمُ بعدَهـا كــلَّ القـداسَـات |
حريةُ الـرأيِ ليسَـتْ غيـرَ أغنيـةٍ ، |
عَاطيْتُـمُ معَهـا كـأسَ الإبـاحَـاتِ |
وقد رقَصْتـم علـى ترديدِهـا سَفَهًـا |
وخضْتُمُ في المخَـازي ، والقَـذَارَاتِ |
عِيبُوا الضِّياءَ إذا شِئتـم ، و بهجتَـهُ ، |
عِيبُوا الصبَاحَ وضَوءَ الفجرِ إذ يَاتـيِ |
عيبُوا النجُومَ ، وشمسَ الأفقِ بـارزةً ، |
ونسمَةً في الضحَى ألقَـتْ صـلاَواتِ |
عيبُوا الجبَالَ إذا مَـا لاحَ شامخُهـا ، |
و البحرَ ، و النهرَ يلغُو بيـن جَنَّـاتِ |
أو اهزؤُوا من نَمِيـرِ المـاءِ منطلقـاً |
في صفْحةِ المرْجِ ، و انحُوا بالملامَات |
عيبُوا الطفولةَ، إنْ شئتم ، و زهرتَها ، |
و لوِّثوا الطهرَ فـي تلـك البـراءَاتِ |
و أوسِعُـوا قمـرَ الأنـوارِ مَنقَصـةً، |
و ناصِبـوا النـورَ ألـوانَ المذَمَّـاتِ |
و طاردُوا الغيمةَ البيضاءَ ما عرَضَت ، |
وشادِيَ الطيِـر مـا غنـىَّ بواحَـاتِ |
عادُوا الجَمالَ كما شِئتم، وقـد عَميَـتْ |
منكم عُيونٌ ، و ضاعَت في المتاهَـاتِ |
وسرِّحُـوا ريشـةً عميـاءَ ترسـمُـهُ |
رَسْمَ المجانينِ تاهَـتْ فـي الفـلاَواتِ |
إلا الرسولُ ، و مـن كَانـتْ قداستُـه |
فوقَ القداسَـاتِ يـا أهـلَ العَـداواتِ |
فِدَاه كلُّ بنـي الدنيـا ، ومـا جمَعَـتْ |
أرضٌ ، و ما قد حوَتْـهُ مـن ملـذَّاتِ |
حاشَاكَ يا سيدِي مـن كُـل شَائنـةٍ ، |
حاشَاك من مُشبِـهٍ تلـكَ الرسُومـاَتِ |
حاشَـاكَ مـن مَوضِـع يومـاً لمتَّهَـم |
وأنـتَ ، وحـدَك أهـلٌ للشفـاعَـاتِ |
فِدَاكَ نفسِـي ، ومالـي مـن مُناجَـزَةٍ |
فدَاك روحِي، و عِرضِي فـي المفَـادَاةِ |
فِداكَ ما حمَلَت أنثَى ، و ما وضَعَـت ، |
و مـا أظلَّـتْ سمَـاءٌ مِـنْ نفيسَـاتِ |
لا نـامَ جَفـنٌ ، ولا قـرَّتْ جوانحُنـا |
وفيـكَ هَـرَّتْ خنازِيـرٌ بريـشَـاتِ |
و لا أمِنَّـا إذَا مَـا نسمـةٌ لمـسَـتْ |
خدَّيكَ يا سيِّـدي ، يـا كـلَّ غايَاتـي |
أنت الجمالُ ، و أنتَ الحسنُ مجتمِـعٌ ، |
أنتَ الملاحَـة ُمِـن فَـوقِ الملاحَـاتِ |
فيضُ المودَّةِ في لطفٍ ، و في حـدَبٍ ، |
بحرُ المحبـة ِ، فـي ليـنٍ وإخبَـاتِ |
بـابُ المسـرَّة للمَحـزون ِ، مدَّخَـرٌ |
للمُعسِرين ، و نصـر ٌ فـي الملمَّـاتِ |
سَوَّاك ربُّكَ مـن قبـلِ الخلائـقِ فـي |
مُستَكمَلِ الخلـق يـا خيـرَ البريَّـاتِ |
وقد أَجلَّك فـي قَـولٍ، و فـي عمَـل |
يا سَيدَ الخلـقِ ، يـا تَـاجَ المقَامـاتِ |
أنت المنَزَّه ُعن جُورٍ و عـن خَطَـلٍٍ ، |
و نحنُ أهـلُ الخطايـا ، و الجنايَـاتِ |
وأنتَ من أنتَ، في عِلـم وفـي رَشَـدٍ |
ونحنُ، لا أنتَ ، نرعَى في الغِوايَـاتِ |
ياسيـنُ فضلُـكَ عـمَّ العالميـن َفمـا |
تنسـاهُ إلا الدَّنايـا فـي الخليـقَـاتِ |
هـديـةُ الله للإنـسـانِ تـرشِــدُهُ |
بعدَ الضـلاَل إلـى نُـورِ الهدَايَـاتِ |
وهَدْيُـهُ ، أنقـذَ الإنسـانَ مـن سفَـهٍ |
وطهَّر النفـسَ مـن كُفْـرٍ و إعنَـاتِ |
للهِ جَوهـرُكَ المكنـونُ كـم ذَهَـلَـتْ |
عنهُ الصدُور، فلجَّت في الخصُومَـاتِ |
وأعلنَت حربها فـي الغـربِ جاهِلـةً |
و لو دَرَتْ جُرمَهَـا ناحَـت بأصْـوَاتِ |
يا مُصطَفَى،جلَّ مَـنْ أولاك عصمَتَـهُ |
صـانَ روحَـكَ فـي تلـكَ العَليَّـاتِ |
شفاعةً ، يا أميرَ الحوضِ ، أنـتَ لنَـا |
غـوثُ النجَـاةِ لـدَى يـومِ المنَـاداةِ |
لا تهجُـرَنَّـا بِـأقــوامٍ مـدنَّـسَـةٍ |
حامَت كما البُومِ في شـرِّ الصحيفَـاتِ |
و أرسلَت نعَقَاتٍ في المـدَى فضَحَـتْ |
حِقدَ الغُرابِ علَى ضَـوء الصَّباحَـات |
هِيْ أمَّتـي سَتُعِيـدُ الشمـسَ بَاسمَـةً |
عَنْ ثغْرِ أحمدَ فـي أرضِ الرسَـالاَتِ |
وتمـلأُ الكـونَ بالتسلِيـم متَّـصِـلا ً |
و بالصـلاةِ علـى بـدْرِ الثنَّـيَّـاتِ |