القلم الجديد يرفض مطرقة العناكب و سندان جوجل
مازال بعض الكتاب يشغلون أنفسهم بماهية القلم ، و هل النشر الألكتروني سيقضي على المطبوع أم لا .. ، بل و أكثر من ذلك ، فقد جعل بعضهم من الشبكة العنكبوتية مطرقة ، و من الباحث "جوجل" مطرقة .. ، و في الحقيقة أن من بين ما اختص الله عز و جل به الإنسان كان القلم .. ، إذْ للقلم أهميةٌ كبرى في التواصل بين السلف و الخلف .. ، و قد تختلف صور القلم من عصر إلى الذي يليه ، و لكن تبقى أهمية القلم سمة مُمَيزة للإنسان .. ، فقد كانوا قديماً يكتبون بالريشة و الدواة داخل حوانيت الكَتبة ، ثم ظهر القلم المصنوع و الذي يُمكن لكل إنسان أن يحمله في جيبه ، ثم تطوّر القلم و اتخذ هيئة لوحة المفاتيح في العصر الحديث ،
و من هنا لا خلاف على شكل القلم و نوعيته ، و إنما الخلاف على مايكتبه الإنسان بهذا القلم ،
و مادور المطبوعات إلاّ كما هو الدور المنوط للشبكة العنكبوتية ، و إن كانت العنكبوتية أسرع انتشاراً بطبيعة تطور الحال ، كما كان في القلم من الريشة و حتى لوحة المفاتيح ، فقد تكون تلك اللوحة أسرع حال التعرف على كيفية الاستخدام و التغلم كيفية الكتابة .. ، بل كانت هي أفضل حتى لا تختلط الكلمات ذات الحروف المتشابهة و غيرها ،
و القلم في كافة أحواله مرهونٌ بالقراءة ، وعلم الإنسان خاصة مرهون بتلك القراءة .. ، و إذا كانت القراءة متوفرة عبر العنكبوتية ، فالعلم متاحٌ كذلك من خلال تلك العنكبوتية ،
وبالتالي فالقلم العنكبوتي/ لوحة المفاتيح من أروع الأقلام
و ليس حقيقياً أن يكون علم الإنسان تاماً بغير القراءة و الكتابة .. ، اللهمّ إلاَ إذا كان المصطفى صلوات الله و سلامه عليه ، وقد نزل عليه القرآن و هو أمّي لا يقرأ و لا يكتب حتى تبعد عنه شبهة النقل عن السابقين أو التأليف لأن ما دعا إليه هو وحْيٌ من عند الله ، و هو القرآن الكريم
قال تعالى في أول ما اُنزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم :-
اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ و ربك و ربك الأكرم . الذي علم بالقلم .علم الإنسان ما لم يعلم .
و قال تعالى لمواساة الرسول الكريم بعد أن أساء له الكفار ، و رفض الرسول ما طرحه عليه جبريل أن يطبق عليهم الأخشبين/ الجبلين ، و كافأه الله برحلة الإسراء و المعراج :-
ن و القلم و ما يسطرون . مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ . وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ . وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ . فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ . بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ . إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .
مما يؤكد أهمية القلم في الحوادث الجسام
و إذا كانت لوحة المفاتيح هي القلم العصري ، فإن العنكبوتية تقوم بدور الطابع أما الباحث الألكتروني يقوم بدور الناشر للعلم
* إذن فلابدّ أن نأخذ بنعمة التطور بعيداً عن أحاديث التصلب الرجعية .. ، يقول تعالى :
و أماّ بنعمة ربّكَ فحدّث
و قد تكون هذه النعمة متمثلة في النبوة ، أو القرآن ، أو حدث تطوري خيري
فأما النبوّة و القرآن ، فهما خاصتا بخير الخلق صلى الله عليه وسلم ، و أماّ الحدث التطوري الخيري ، فهو يتمثل في هذه العنكبوتية و قلمها الجديد/ الكيبورد شرط الاستخدام الصحيح
* إذن لا توجد مطرقة للعناكب و لا سندان لقوقل