مهداة إلى
شاعرنا الراحل
خميس لطفي
رحمة الله تعالى عليه
( فموتي من الشوقِ ،
يا نخلةً في " النصيراتِ " ،
كانت ، إذا ما رأتني ،
تُساقِطُ حوليَ ، حَبَّا جنيَّا
ويا بحرَ " غزةَ " ، لا تنتظرْني !
وسلِّمْ على شطك الذهبيِّ ، ورملٍ ،
لهوتُ عليه ، صبيَّا ..
ويا كلَّ من عرفوني صغيراً ،
سلامي ، لمن لم يمتْ بعدُ منكم !
أنا اسمي " خميسُ " ،
فهل تذكرونَ " خميسَ الصبيَّ الشقيَّا " ؟! )
سلام خميس أثرت الشَّجَنْ
فهل كنت تقرأ في الغيب لوحاً خفيا
نكأت جراحي عميقاً عميقا ..
تهامت .. تنامت ..
كساها الْحَزنْ
وآلتْ على الدهر تبقى وتبقى
ستبقى مدى الدهر داء وسَلْ
تأبت دواءً وما من دواءٍ ..
سوى الحلم .. واهاً لِحُلْمٍ ..
يَشُدُّ عِنَانَ الصمود ..
يُغَذِّي الأمَـلْ
تَبَدَّى بعيداً .. سحيقاً لُجِيَّا
أثار وميض الْحياة لأرضٍ وروضٍ ..
وبيتٍ يَشُدُّ النِّيَاط ..
يُنَادي الْوَطَـنْ
تَبَدَّى عِياناً .. وقد كان حُلْماً قَصِيَّا
حبانا الْوَفَاء رضعناه حُلْواً بهيا
فعشْنا أُباةً .. غفونا هَنِيَّـا
حَلُمْنا بِدَارٍ .. وكانت لنا الأمس مهدا
لهونا بها ما لهونا .. وكم ألْقَمَتْنَا من الْحُبِّ نَهْدا
بِظِلٍّ رعتنا ..
سقتنا سنا الْوجد شهدا
مضينا تِبَاعا ..
نصوغ الوفاء عبيرا نديا
رويناه بالدم يهمي ..
وقد كان بالدم يجري حَفِيَّا
فواهاً له الحلم ـ عفواً ـ أما كان منا حَرِيَّا ..؟!
سُلِبْنَاهُ قهراً ..
فهل كان حُلْماً غبيا ..؟!
أما كان في الحلم سلوى شفاء ..
لِمَنْ أعْمَلَ الشُّؤْم فيهم ولم يُخْلِ منهم صبيا ..؟!
سلامٌ خميس سلاما سلاما
يُشاركك الشوق يا نخلة في النصيرات ..
تقتاتُ .. تقتات حبْلَى من الذكريات
تَسَاقَطُّ حباً جَنِيَّا
سلامٌ من الشَّطِّ تلهو ورمـل
دَرَجْتَ عليه .. وكم كنت تلهو شقيا
سلامٌ خميس ..
سلام لقد كُنت روحاً تقِيَّا
صَدَحْتَ لأرضٍ وشعبٍ
ورغم الشُّتاتِ ..
فقد كُنْتَ ـ بالحب ـ دفئاً نَقِيَّا
وَصُولٌ على الْبُعْدِ تَرْعى عهودا ..
تَزُفُّ لها الْلَحْنَ وتراً شجيا
تقول لمن باع حُلْمَ الرجوع الجميل الذي :
( كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟)!
أحبك ..
( أحبكِ ، يا بلدي ، وكأني
جُننتُ ، وما عدت شخصاً سويَّا !)
فجودي عَلَيَّ بِذَرَّةِ مسكٍ ..
أُكَحِّلُ عينيَّ منك ..
أُقَبِّلُ منك الثرى والثُّرَيَّا
وجودي عَلّيَّ بدعوة غَيْبٍ ..
وغوث ..
يداوي الشِّغَاف ويشفي
فقدْ كنتُ صَبَّاً خَلِيَّا
لِقَانَا بلادي .. هناك .. عشقتك صَبَّا
فيا رَبِّ فَاجْعَلْ لِقَانا حناناً وريَّا
إليك اشْتِيَاقِي .. فيا رَبِّ لُطْفَا ..
وَعَجِّلْ لنا السَّعْدَ نحيا هَنِيَّا
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
ما بين الأقواس
مقتبس من قصيدة الشاعر خميس لطفي رحمه الله تعالى
من قصيدته :
لماذا قطعت الطريق عليا
التي يرد بها على الشاعر يحيى السماوي ..