مما لا شك فيه أستاذي الكريم أن لكل إنسان قراءته الخاصة لأي عمل ما...وبمجرد رؤيته للنور يصبح ملكًا للجميع.
ومن مميزات القصة القصيرة جدًا أنها كسرت التسلسل السردي فلم يعد هناك تلك النهاية المتوقعة والاعتيادية التي نراها عادة في غيرها من الفنون السردية.
هنا يشتغل فكر القارئ ويستحضر تأويله لما يراه مناسبًا من منظوره الخاص، وكل قراءة لها قيمتها واحترامها، ولا يمكن فرض رؤية معينة على ما يراه الآخر وعلى غيره...
لكن رؤيتي هنا تمحورت حول سلوك هذا الرجل الذي رأيت فيه الحمق وقد تجلى من خلال محاولته لاجتذاب الآخر مع ما يرافقه من عيشه في خيال رغباته معتمدًا على أسلوب بدا فيه الغرور واضحًا من خلال تلويحه بكتب الحكمة والفلسفة التي يحملها، والتي لو كان يفهم منها شيئًا لابتعد عن تلك المحاولة في إغواء الآخر والذي قد يكون أمّيًا لا يفهم منها شيء...
ثمّ إنّ القصة لا يشترط أن تناقش سلوك فرد بعينه بقدر ما هي تلميح وتصريح في بعض الأحيان لما هو أبعد من ذلك، لذا فإن العمل يبتعد في مشروعه ليطال جوانب كثيرة من الشخوص وممارساتها في هذه الحياة...وإن كانت تتكلّم عن الفرد فهذا الفرد أيًا كان هو في المحصلة النهائية يمثل شريحة موجودة على أرض ملعب الدنيا...
إن امتلاكنا للخيال الخصب يعني أن نستثمره بعقلانية تقودنا لهدف ما واضح ولكن بأساليب مشروعة وغير ملتوية.
ورأيك محل اعتزازي وتقديري أديبنا الكبير
لك مني أجمل تحية