الحبيب أبا حسام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جلال الشكل الشعري العمودي لا يعادله غيره فهو شكل مهيب رزين , أما التفعيلة أو السطر فهو شكل له خصائص مميزة يتناسب مع بعض الموضوعات وله جوانب جمالية إيقاعية وأسلوبية تجعله مقبولا كرديف للعمود غير مزاحم له ,,
بهذه المحاولة والأخريات تبدي قدرتك وبراعتك في امتطاء صهوة الإبداع في مضمار التفعلية بمنقدحٍ قيد الشوارد , وبذلك تثبت وجهة نظرك النقدية للشعر بشكل عام وبخاصة التفعيلة وحداثة الشعر , وإن كنت أعتقد أن الشكل الشعري ليس بحد ذاته ذو علاقة شائكة بالحداثة فالحداثة بمفومها النقدي الغربي المستورد أبعد بكثير من الشكل الشعري بل هو يسبر غور اللغة والثقافة والعقيدة وأول ميدان يقتحمه ميدان اللغة علما وأدبا , ولو اشتغل كلُّ مهتم بالشعر والتجديد على نفسه بتطوير اللغة والصورة والأسلوب والأفكار على مائدة الأصالة العربية ومادتها اللغوية لوجد نفسه مضيفًا للأدب إبداعا لا محدثا ابتداعا يفضي إلا الضياع .
أعجبني تماسك المقطع الآتي وانسيابيته لغةً وصورًا ومعنى :
أَنَا ذَلِكَ الجَبَلُ الأَشَمْ
وَأَنَا الخِضَمْ
وَأَنَا ذُرَا الأَمَلِ المُحَلِّقِ وَالأَلَمْ
أَنَا كُلُّ مَا خَلَقَ المُهَيمِنُ مِنْ نَدَى قَلْبٍ وَفَمْ
أَنَا كُلُّ عَزْمٍ كُلُّ حَزْمٍ كُلُّ حُكْمٍ كُلُّ هَمْ
لَكِنَّنِي الإِنْسَانُ مِنْ لَحْمٍ وَدَمْ
لِي رَجْفَةُ الشَّوْقِ المُعَطَّرِ لِلحُقُولِ وَلِلأَزَاهِرْ
وَعَلَى مُتُونِ الشِّعْرِ أُنْشِدُ عَاشِقًا مَا لاحَ فِيَّ
وَلا أُكَابِرْ
مَهْمَا تَصَاخَبَتِ البَنَادِقُ فِي الفَضَاءِ مَعِ القَنَابِلْ
وَادَّارَكَتْ عَادٌ عَلَى حَرَضٍ وَبَابِلْ
سَتَظَلُّ تَصْدَحُ فِي الرُّبَى تِلكَ البَلابِلْ
وَ يَظَلُّ حَرْفِي مُشْعِلا لُغَةَ القَصِيدَةِ مَا حَنِقْ
وَمَتَى جَمَعْتُ رَحِيقَهُ ثَمِلَ الخَيَالُ بِغَيرِ زِقْ
وَيَفِرُّ رِيقُ الشِّعْرِ مِنْ جَدْبِ المَشَاعِرِ كَي يَرِقْ
وَلا يَفِرُّ مِنَ الهَلاكْ
****
لك محبتي وتقديري