المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
مَـا اللَّيْـلُ إِلا مـنْ جِـراحِ مُتَيَّـمِ *** عَبَـراتُ لَوعَـةِ خائِـفٍ مُتَـأَلِّـمِ
مطلع موفق يلخص مضمون الألم الجارف في القصيدة.
قُتِـلَ الْهِـلالُ بِوجْهِـهِ فَتساقَطَـتْ *** شهبـاً علـى خَدَّيـهِ كُـلُّ الأَنْجُـمِ
صورة مبدعة لا أظن سبقك إليها أحد. أذهلتني.
سِيقَتْ بِثَوبِ الْعُرْسِ يَـوْمَ زَفافِهـا *** مِثْلَ الْـذي سـاقَ الْزَّمـان لِمَأتَـمِ
ما حَرَّكَتْهُـمْ دَمْعَـةٌ مِـنْ عَينِهـا *** وَصَلَت لِحَـبِّ الْقَلـبِ دونَ تَكَلُّـمِ
وَيُلاحِقُ الدَّمْـعُ الْمُهَطَّـلُ بَعْضَـهُ *** كَالْعِقْدِ مِنْ خَـرَزِ الْحِجـارَةِ مُحْكَـمِ
هنا تتلخص حبكة القصيدة ومشكلة القصة. هنا يتدفق الألم في أقصى معانيه ويحكي معاني الفراق الأليم بل والمميت.
يَأْتيكَ بالنُّصْـحِ الْمُفَصِّـلِ عُهْرُهُـم *** وَالسُّـمُّ يَقْطُـرُ مـنْ فَـمٍ مُتَبَسِّـمِ
خُلِـطَ الْحَـلالُ بِعَيشِهِـم بِحَرامِـهِ *** حَتَّى اسْتَباحـوا فِعْـلَ كُـلِّ مُحَـرَّمِ
هنا يزمجر الغضب المدمر فيرى الدنيا كلها سواداً ويبدي عين السخط التي ترى ما رأت.
هَل بَرَّأَتْهُمْ فـي وُجُوهِهِـمُ الْلِّحـى *** أَم لَفَّهُـمْ بالطُّهْـرِ زِيُّ الْمُسْـلِـمِ؟
لَنْ تُلْزِمَ الْهَيئَـاتُ تَغْييـرَ النُّهَـى *** ما لَم يَكُنْ ما في الْصُّـدورِ بِمُلْـزِمِ
استمرار لحالة الغضب الثائر حتى يصل الأمر إلى تعميم الأمر على الكون جميعاً وربما نجد العذر للشاعر وقد رأى محبوبته تساق إلى غيره قسراً ويحرم منها هكذا جهرا. ولكن علينا أن نذكر الشاعر أن حكم المسلم على أخيه المسلم لا يكون إلا بظاهره فالله وحده من يعلم السرائر وله وحده الحكم عليها ، فلا يشق أحد صدر أحد ولا ينصب أحد نفسه من دون الله إلها يحاسب ويحكم على ما في الصدور.
سَيكونُ شِعري غولَ حُلْـمٍ بعدمـا *** وَأَدَتْهُ غيلانُ الْحقيقَـةِ فـي فَمـي
ويكـونُ كأسـاً عَبَّأَتْـهُ قَريضَتـي *** في كُلِّ حَرْفٍ مِـنْ قُطـارَةِ عَلْقَـمِ
إِني عَجِبتُ مِنَ الْحياةِ وَمـن أتـى *** فيهـا بِإِثـمٍ كالـذي لَــمْ يَـأثَـمِ
يا لغضبة العاشق المحروم الحزين المنتفض.
خاتمة ولا أروع لحكاية أمتعتنا وأحزنتنا.
أخي الشاعر تركي عبد الغني:
دعني أرحب بك بداية في واحتك واحة الفكر والأدب ملتقى النخبة ودار ندوتهم ويسرني أن تتبوأ بيننا مكانك.
ثم دعني أثني على قصيدتك الرائعة هذه والتي تقدم لنا شاعراً مميزاً ومتمكناً أخذنا حرفه حد الدهشة وأجبرني على القراءة تلك بل وعلى أن أقوم بنفسي بتنسيق القصيدة امتناناً وتقديراً.
أهلاً ومرحباً بك أيها المبدع!
تحياتي وتقديري