مسألة: علام انتصب عُرْفا في قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً}؟
الجواب: إن كانت المرسلات الملائكة، والعرف المعروف- فعرفا إما مفعول لأجله، وإما منصوب على نزع الخافض وهو الباء، والتقدير: أقسم بالملائكة المرسلة للمعروف أو بالمعروف.
وإن كانت المرسلات الأرواح أو الملائكة، وعرفا بمعنى متتابعة- فانتصابها على الحال، والتقدير: أقسم بالأرواح أو الملائكة المرسلة عرفا.
مسألة: علام انتصب الحقان في قوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ}؟
الجواب: الحق الأول منصوب بنزع الخافض، والحق الثاني منصوب بالفعل الذي بعده، ولأملأن جواب القسم، والجملة بينهما معترضة لتقوية معنى الكلام. والتقدير: أقسم بالحق لأملأن جهنم وأقول الحق.
مسألة: علام انتصب عينا من قوله تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}؟
الجواب: إما على البدل من كافورا، أو من كأس على الموضع، أو بتقدير فعل أي يشربون عينا.
وعلى الأول فلا بد من تقدير مضاف أي ماء عين، فهي كقول حسان [الكامل]:
يسقون من ورد البريص عليهم * بردى يصفق بالرحيق السلسل
أي ماء بردى.
وجوز بعضهم وجها رابعا، وهو أن يكون حالا من الضمير المضاف إليه المزاج وفيه بعد.
مسألة: علام انتصب خيرا من قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ}
الجواب: إما على المفعولية، وعاملها إما محذوف: أي وأتوا خيرا، وهو محكي عن سيبويه، و إنما أحفظه عنه في {انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ}. أو مذكور: وهو "وأنفقوا" على أن يكون المراد بالخير المال، كقوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} وقد يبعده قوله: لكم. وإما على أنه خبر لكان محذوفة أي يكن الإنفاق خيرا.
قال الكسائي والفراء: [هو نعت لمصدر محذوف تقديره: وأنفقوا إنفاقا خيرا]، أو على الحال من ضمير مصدر الفعل أي أنفقوا الإنفاق.
قال بعضهم: فهي خمسة أقوال وهي مشهورة في كتب الأعاريب، ونسبتها إلى من ذكر من كتاب مكي. والذي أحفظه أن الذي يقدر كان الكسائي، فلعل له قولين.
ويتأتى منها في إعراب قوله تعالى: {انْتَهُوا خَيْراً لَكُم} ثلاثة أقوال فقط، وهي ما عدا القول بأنه مفعول لفعل مذكور أو ما عدا الحال، فإنه الأول لا سبيل إليه، والثاني ضعيف بعيد من حيث المعنى.