|
ما كفكفَ الدمعَ مُلتاعٌ به شَرِقُ |
|
|
ولا سَلا ذِكرَ مَن بانوا فما رفَقوا |
وجرحِ قلبٍ مدى الأيامِ فاغِرُه |
|
|
كأنّ ذكراكَ سيفٌ فيه مُمتشَقُ |
يودُّ لو طارَ مِن شوقٍ يُلحُّ به |
|
|
لولا ضلوعٌ كبابِ السجنِ تنصفقُ |
عامٌ مضى وشِغافُ القلبِ آهلةٌ |
|
|
بغائبٍ حاضرٍ في القلبِ يأتلقُ |
ما بارَح العينَ إنسانٌ لها سهرتْ |
|
|
عليه أهدابُها واختصّه الحَدَقُ |
أقول والقبرُ قد أهوى إليه يداً |
|
|
والكفُّ تدفعُ عن حِبٍّ وتعتنقُ |
هذا فؤادي فدى نبضِ الفؤادِ فهل |
|
|
أسمعتُ أُذناً وصوتُ الثكلِ مختنقُ |
خُطّوا بجانبِه لي مضجعاً فعلى |
|
|
نفسٍ بجسمينِ هذا اللحدُ منطبقُ |
روحي له تَبَعٌ فاستشرِفوا أفقاً |
|
|
ترَوا به الروحَ يجري خلفَها رمقُ |
قد مُوِّه الموتُ بالطاعاتِ متشِحاً |
|
|
حتى اسْتَبَاك وشأنُ الموتِ يسترقُ |
هي الصلاةُ التي حُبِّبْتَها شَرَكٌ |
|
|
واللهوُ شَرْكُ امرئٍ إيمانُه مَذِقُ |
يندى جبينُ الردى من عابدٍ ورِعٍ |
|
|
ويستميحُ له عذراً ويختلقُ |
وأيُّ عذرٍ ترى يا موتُ في عملٍ |
|
|
والدينُ يبكي الذي أرديتَ والخُلُقُ |
خيرُ الرجالِ الذي قد غِلْتَ في وَضَحٍ |
|
|
فهل تمعّنتَ ما في الكفِّ يعتبقُ |
يا طاهرَ الثوبِ ما أغناك عن كفَنٍ |
|
|
ما حِيك إلا لعاصٍ ثوبُه خَلِقُ |
يا عابقَ الذكرِ أجزى عنك مغتَسَلاً |
|
|
قد فاعَ في الغُسلِ منك السِّدرُ والنبَقُ |
يا واسعَ البِرِّ ما أُنصِفتَ ملتَحَداً |
|
|
أحرى بهذي الأيادي ذلك الأفقُ |
طفلاً قضى كنميرِ الماءِ صفحتُه |
|
|
وصفحةُ الناسِ يُزري ماؤها الرَّنِقُ |
يا قومُ بطنُ الثرى خيرٌ لكم سكناً |
|
|
خيرُ الرجالِ ثوى بالأمسِ فاستبقوا |
هذا مثالُ التُّقى مُسْجىً بحفرتِه |
|
|
يضوع تحتَ الثرى من روحِه الحَبَقُ |
حتى تداعى الورى للقبرِ في زُمَرٍ |
|
|
أفضى إلى الخُلدِ بابُ القبرِ فانتشقوا |
يا خالُ صوتي أنا هل أنت سامعُه |
|
|
فينثني للمنادي وجهُك الطلِقُ |
نأيتُ بالشعرِ عاماً عنك ملتجماً |
|
|
لسانيَ الذَّربُ قد أعيانيَ النطُقُ |
وهل يُجيرُ طريداً بحرُ قافيةٍ |
|
|
علا إذا راعهُ من دمعِه الغرقُ |
لكنما لوعةٌ في الصدرِ قد غلبَتْ |
|
|
صمتي وأرختْ لسانَ الشاعرِ الحُرَقُ |
يا خالُ..رَجْعُ صدىً هل كان بالغَه |
|
|
هيهات..قد حالَ بين الأهلِ مُفترَقُ. |