ذكَّرني بذاك صوت أغنية كنت أحبها
بسببه تشاجرت كثيراً مع زميلاتي
فبات اليوم هو معشوق الفتيات
محبوبة قلبي التي لم تكن ترتضي الجلوس
إلا بجانبي على مقعد الجامعة
و تقاسمني قطعة الحلوى ، و الشطيرة
و حين رأيتها مصادفة قبل عام
أشاحت بوجهها بعيداً ، و توارت لتدفعني عنها
فلما لحقت بها و ألقيت السلام
صديقاتها اللواتي كنت أكرههنَّ
و أمقتهنَّ أكثر من أي شيء في الوجود
لأنهن يذكرنني بماضٍِ سعيد
مجالسي و الأصدقاء في ردهات الجامعة و حدائقها
تندُّرنا على أخطاء الدكاتر اللغوية و العلمية
ومناقشتي إياهم في المحاضرات
طرفنا التي كنا نعيشها كل يوم
و أوراق شجيرات الخريف المتناثرة
تذكرني بأن أيامنا هناك تطايرت مثلها
فوجدته يتخذ مقعده على باب حانوته
و يرفع صوت مذياعه صادحاً بأم كلثوم
فتطرب له أرجاء حينا الواسعة
و تتراقص أغصان الأشجار نشوة و فرحاً
دخل يوماً لينام في حانوته
و باع أبناؤه مذياعه الأثري
و مناظراتي الأدبية اليومية
لا يدري كيف وصلوا نهاية المرحلة الابتدائية
وجهها لا يشبه غير علبة الصفيح
و عقلها لا يزن أكثر من قطمير
كيف أكون ، و كيف أفعل ، و كيف أقول
تخبطا .... تجمَّدا ..... و كُبِّلا
و لبثت وحدي مسنداً ظهري للجدار العتيق
كم تغيرت الدنيا في خمس سنين