إليك يامن ترعرعت بين أحضانها وتعلمت منها أبجديات الشموخ والإباء
دارالحجر
أهدي هذه المعزوفة
دار الـحِـجـَـارةِ
نـَسَـجْـتُ شِـعْـراً تـَـعَــدَّى وزنـَـهُ الـْمُحْـكَمْ
إيْــقـَـاعُـهُ الـرَّعْـدُ مِـنـْـهُ الـْمُـزْنُ لا يَـسْـأمْ
يُـراقِصُ الزهْرَ فِيْ غـُصْنِ الهوى الْمُغْرَمْ
فـَفِـيْ شـَــذا وردِهِ الأنـْـسَــامُ والـْـبَــلـْـسَــمْ
مِـنـْهُ اسْـتـَحَـتْ في الأعَالِيْ ربَّـة الـْمَبـْسَـمْ
كـأنـَّهَـا الـوردة الـْـعَــصْـمَـاءُ لـَـمْ تـُـلـْـثـَـمْ
مَـا صَـدَّهَـا قـَطَّ عَـنـِّيْ حُـسْـنُـهـا الـْمُـبْـهَـمْ
كَـلاَّ ولا عَـرْشـُهـَا فِــيْ مُـلـْكِـهـا الأعْـظـَمْ
تـَـراقـَـصَـتْ بـِـيْ عَـلى قِـيْـثـارهَـا الأقـْومْ
وأرسَـلــَتْ لـِـيْ بـِـعِـلـْمٍ قـَوْلـَهـَا الـْـمُحْـكَـمْ
قـَـالـَـتْ بـِـأنــِّيْ وقـــَد طـَالَ الـسُّـهـَادُ بـِهَـا
أديْــبُــهَــا الـْمُـنْـتـَقـَى والـشـاعـِرُ الـْمُـلـْهَمْ
فـَقـلـْتُ قـولا بَـلِـيْـغَ الـقـصْـدِ لـَمْ يَــسْــلــَمْ
مِـنَ الـشَّـوانِــي ولـَمْ يَـجْـنـَحْ ولـَـمْ يـَـأثـَـمْ
مِـنْ سَـفـْح صنعاء واديْ ظَهْـرِ والـْمَعْـلـَمْ
دارِ الـحِـجـَـارةِ نـَـبـْضِ الـعَـالـَمِ الأقــْــدَمْ
مَـنْ لِـيْ بَـدارٍ رَقـَتْ صَخـْراَ كـطـلـعـتـهـا
معشوقة الـْهَـيْـكـل ِالممشوق والمِعْـصَــمْ
بـِحِـضْـنِـهَـا الرَّحْـبِ فـَوق الْمَدْرَبِ الأكْبَرْ
يَــؤمُّـهـَـا الـنـاسُ عـنـد الـحِـلِّ والـمَحْـرَمْ
مَنْ يـصـطـفـيـنيْ بـعـلم الغيب كَيْ أعْـلـَمْ
كمْ مَـرَّ مِن تـَحْـتـِهَا حَامِيْ الْحِمَى ( دَوْرَمْ )
هِـــيَ الإمَــارةُ لا مُــلــْـكٌ يَــطـَـاولـُـهَــا
أيَـسْـبـَقُ الأصلَ تـقـلـيـد ُ الورى الأقـْزمْ
هِــيَ الــنـّـِمَــارةُ مِــنـْهــا أسْــدُهَـا تـَزْأرْ
نـُمُـوْرُهـا إنْ دعـا دعِـي الـْوَغَى الْمَقـْدَمْ
هــيَ الــعِــمَــارةُ لا فــَـنٌّ يـُـعـارضُـهـَـا
هـي الـحـقـيـقـة والـتـاريْـخُ والـطـَّـلـْسَـمْ
مَـنـاظِـرُ الـمَـنـْظَـر الأسْـنـَىَ مَـنـَاظِـرُهَا
فـَسَـلْ بـِهَـا شـاعِـرا بَـيْـنَ الورى الأعْلَمْ
حَكـَمْـتُ مِن بَـيْـن أصناف الخصوم لهَـا
مَــنْ زارها مَـرةً فِـي الـْعُـمْـر لـَمْ يَـنـْدَمْ
مِـنْ تـحـتـها الماءُ يسقي عشْبَها الأسْحَمْ
وعـنـبـرودَ الـْمُـراديْ والـغِـراسَ الـْجَـمّْ
نـَامَـتْ على حضن بحشان الأبيِّ ضُحَى
وصَـدْرُهُ الرَّحْـبُ عشبٌ بـِالـشِّـذا مُـفـْعَمْ
الـرعْــدُ فـِيْ غـَيْـمِـهِ مَـنْ فـوقـهــا دمْـدَمْ
يَــتـْـلـو أهـازيْـجَـهُ حَـصْرا لِـمَـنْ يـَفـْهَـمْ
أقـولُ قـَـولاً بَـلِـيْـغَ الـمَـقـْـصَــدِ الأقـْـوَمْ
فِـيْهِ الهـدى والـندى والفصْـلُ والمَقـْسَـمْ :ـ
الـْـعَــالـَـمُ الـْحُـرُّ جَـمْـعـًا دونـَنـَا مُـهْـتـَمْ
بـِهـا فـَمَـنْ يـَا رفِـيْـقِـيْ يِـا تـُرَى يَـهْـتـَمّْ
هِـيَ الـْحَـضَـارَةُ بـَـحـْـرٌ لا حُــدُودَ لـَــهُ
يَــمُــدُّهُ فِــي الأعَـالِـيْ ربـُّــنـَـا الأكـْـرَمْ
وغـَـيْـرُهَـا الــدُّوْرُ أعْـمَـتـْهَـا حَـداثـَتـُهـا
فـَـلا يَــغـُـرَّنـْـكَ عَـالِـيْ طولِـهَـا والـْكـَـمْ
مَنْ هـَشـَّمَ الـْحُسْـنَ قـد سَالَ الندَى والدَّمْ
فـَلا رَعَـى اللهُ مَـنْ أدْمَـى ومَــنْ هـَشـَّـمْ
فـَـنــَحْــنُ بُـــوْقٌ لِـصَـوْتٍ لا فِـعَـالَ لــَهُ
يـَمُـوْجُ كـالـْبـَحـْر لـَكِـنْ دُوْنـَـمَـا مَـخـْتـَمْ
القصيدة الثانية أهديها إلى الأصدقاء
يا ليت شعريْ
مِـنْ كـأسِـهِ الـسَّامِيْ سَـقـانِـيْ غرامَــهْ
يا ليت شعريْ كـيف صَبَّ الـمُـدامَــهْ
يـَزدادُ مِــنْ سِـحْـر الجمال اسـتـقـامَـهْ
ولـَـيـْـس مـَـفـْـتــونـا يُـدانِـيْ حَـرامَــهْ
أبْحـَـرْتُ أجْـلـُوْ سَـمْـتـَهُ وانـْسِـجَـامَــهْ
فـَـمَــا رأى قـلـبـيْ لِـشَـيْـئ ٍ عـَـلامـَــهْ
إلا الـدُّجَى رغـم الـضـحى والـسَّـآمَــهْ
فـَا لـْيَـبْـعـدِ الـعُـشـَّاقُ عَـنِّيْ الـْمَـلامَـــهْ
إنْ ظـلـَّـلـَتـْنِـيْ كـالـنـَّبـِيِّ الــغــمَـامَـــهْ
خـلـعْـتُ ثـوبـِيْ وانـْتـَزعْـتُ العِمَـامَــهْ
لا تـَسْـتـَهـِنْ بـِيْ يَـا نـَدِيْـمِـيْ عـلى مِـهْ ؟
تـَــرُدَّ فِــي وجْــهِ الـكـريْــم الـكـرامَــهْ
يَـا مَـنْ رمَـى قـلـبـي وأدمـى سـِهَـامَـهْ
لـم يـخـش مِـن عـيـن الـرقيبِ الملامَهْ
إنـِّـــيْ إذا أرخـــى ظـــلامٌ ظـــلامــَـهْ
لـَــمْ أبـْــغ إلا لِــلـْـحَــبـِيـْـبِ الـسَّـلامَـهْ
إنْ لـم يـَعِـرْنِـيْ ذا الـوجـودُ اهـْتِـمَـامَهْ
طـَوَيْـتُ مِـنْ شِـعْـريْ لِـنـَفـْسِـي هيامَهْ
وإنْ بـَــدَتْ لِـيْ لـلـزمـان ابـتـسـامـــهْ
طـبَـعْـتُ فِـيْها مِـنْ فـَم الـعـشـق شـَامَهْ
أوْ مَــلَّ فِـيْ قـَلـبـي حـبـيـبـي مُـقـامَــه ْ
عـَـرَفـْتُ قـَـدريْ عِــنـْـدهُ واحـتـرامـَـه ْ
حَـلـَّيْــتُ مِن شـعـري بـعـلـم لـِجَـامَــهْ
مَـنْ لِــي بـإكـسـيـرٍ فـَأحْـيـِيْ عـظـامـَهْ
مَـاعُـدتُّ أرجُـوا صُحْبة ً مِنْ صِحَابي
لـَـمْ يَـسْـألـُـوا عَـنـِّي ولا عـَنْ غِـيَـابـِي
نـَسُـوا أهَـازيْـجَ الـصِّـبَـا والـتـصـابـِي
ســيّـَـانَ فِــيْـهــِمْ روحَـتـِي أو إيَــابـِـي
مَـا قـَطّ مِـنـْهُـمْ قـَال لِـلـْبـَعْـض مَـابِـي
فـَهُـمْ كـَمَـا حُــلـْـم الـكـرى والـسـرابِ
قــلـوبُـهـم فِــي ريْــبَـةٍ واضْـطــراب
يَـــرون أشـْـعَـاريْ نـَـعِـيـْقَ الـغـرابِ
تـُــرَوِّجُ الـْـبَــلـْوى بـِكـلِّ الـــروابــِيْ
عَــمَــائِــمٌ تـَــبـْــدُو كـَحَـجْـمِ الـْقِـبـَاب
جَــفـَوت مَـنْ سَـارَتْ إلَـيْهـِم ركـابــي
بــِـدون حـَـادٍ مُـرْشِــدٍ فِـي شـَـبَـابـِـي
أسْــلـَمْـتـُهُـمْ صَـلـْبـًا عــلى كـل نــَابِ
قـَـلـْـبـًا طـَهُـورا مـثـل مـاء الـسحـابِ
فـَـاسْــتـَقـْبـَلـُونِـ ي بـِالـحِـدادِ الـحِـرابِ
أعْــمَـتْ عـَلى مـرِّ الـلـيالِـيْ صَوابـِيْ
أسْــرَعْـتُ مَسْلوبَ الـنهى بانـْصِبَابـِيْ
بـِكـأسِ قـَوم ٍ أمْــعَــنـُـوا فِـي عِـقـابـِي
شعر
محمد يحي الحضوري
ملحوظة :ـ
دورم أحد ملوك اليمن القدماء
بحشان : إسم جبل
المرادي: إسم موضع يقع تحت دار الحجر
الغراس : إسم بستان يقع جوار الدار