|
شرفٌ لأوزانٍ تُصاغُ وقافيَهْ |
لحنًا ليصدحَ في الرسولِ هتافيَهْ |
ساءلت إذ أبغي مديحَ محمدٍّ |
في أيِّ بحرٍ بُغيتي ومراديَهْ |
فإذا بكاملِها يتيهُ مُفاخِرًا |
في كاملٍ جمعَ المزايا الساميَهْ |
كمُلت محاسنُه وتُمِّم فضلُه |
وله المكارمُ رائحاتٌ غاديهْ |
هو رحمةٌ للعالمينَ ونعمةٌ |
من ربِّنا المنّانِ عظمى وافيهْ |
ومعلِّمٌ سبُلَ الهدى بكتابِهِ |
وبسنَّةٍ للخيرِ جمعًا حاويهْ |
وهو الحبيبُ إلى الإلهِ وحبُّهُ |
سببُ السعادةِ والحياةِ الهانيهْ |
وهو الشفيعُ إذا الخليقةُ عمَّها |
هولٌ عظيمٌ إذ تشيبُ الناصيهْ |
ومقامُهُ المحمودُ ما بينَ الورى |
ولهُ الخلائقُ حامداتٌ راضيهْ |
ولحوضِهِ يردُ الألى تبِعوا الهدى |
من كأسِه تُروى النفوسُ الظاميهْ |
ما ذا أقولُ بحقِّه واللهُ قد |
أثنى عليهِ فما يكونُ ثنائيهْ |
قد رُحتُ أرجِع بالزمان إلى الورا |
وطفقتُ أوغلُ في العصورِ الماضيهْ |
من حيث إقرأ قد شرعتُ مسرحًا |
في ذلك الغارِ المنيفِ خياليهْ |
فكأنَّني بالوحيِ يهبِطُ هاتفًًا |
قمْ يا محمَّدُ صادحًا بكتابيهْ |
أنذرْ عشيرتَك القريبةَ خافضًا |
للمؤمنين جناحَ رفقٍ حانيهْ |
فليشهدوا أن لا إلهَ سوى الذي |
آلاؤه في الخلق ليست خافيهْ |
ويعودُ للبيتِ الكريمِ وفكرُه |
فيهِ المشاهدُ ذاهباتٌ آتيهْ |
وهناك زوجتُهُ الكريمةُ يا لَها |
من درَّة بينَ الجواهرِ غاليهْ |
فتطمئنُ الزوجَ الجليلَ بكِلْمةٍ |
فيها المعاني الشافياتُ الكافيهْ |
فمضى النبيُّ مبلِّغًا لرسالةٍ |
يدعو إليها خفيةً وعلانيهْ |
يدعو الأنامَ إلى عبادة ربِّهم |
حيث السعادةُ والحياة الصافيهْ |
ويحذِّر العاتين من دار الشقا |
ويذودُهم عن حرِّ نارٍ حاميهْ |
فاعجبْ لأمِّيٍ يعلِّمُ أمَّةً |
كلَّ الفضائلِ والمعاني الراقيهْ |
ويهذِّب الأخلاقَ من دَرَنِ الخنا |
والفحشِ يُحيي أمَّةً متداعيهْ |
ويقودُها نحو العلى بشريعةٍ |
سمحاءَ حقًّا للخلائقِ هاديهْ |
فتبوأتْ أعلى مكانٍ في الدُنا |
صارت لها الجوزاءُ تبدو دانيهْ |
وغدت شعوبُ الأرضِ تخطِب ودَّها |
وتجيئها في طاعةٍ وكراهيهْ |
للهِ عصرٌ كان فيهِ محمَّدٌ |
والصحبُ أصحابُ القلوب الواعيهْ |
أهلُ المفاخرِ والمكارمِ والعلى |
أهلُ المصاحفِ والسيوفِ الماضيهْ |
من منهجِ القرآنِ غُذِّي فكرُهم |
وقلوبُهم للحقِّ دومًا صاغيهْ |
فرسانُ ساحاتٍ إذا حميَ الوطيـــسُ رأيتَهم باعوا نفوسًا زاكيهْ |
رهبانُ ليل خاشعون لربِّهم |
من مثلُ صدّيقٍ وفاروقٍ وعثــمانٍ وحيدرةٍ ومثلُ معاويهْ |
وأخذتُ أسأل والشجونُ تروحُ بي |
أين الذين بنوا منارةَ مجدنا |
أم أينَ هاتيك النجومُ الزاهيهْ |
أين الذي نادى فأبلغَ صوتُهُ |
أقصى البقاعِ مردِّدًا يا ساريهْ |
أين الذي فتحَ المدائنَ معلنا |
قد طاح كسرى والمجوسُ بهاويهْ |
أين الذي عبرَ المضيقَ بهمَّةٍ |
ويشقُّ أمواجًا تلاطَم عاتيهْ |
أين الذي نعِمَ العبادُ بعدلِهِ |
في عهدِهِ شاةٌ وذئبٌ راعيهْ |
أين الذي نادى السحابةَ في السما |
أنّى مطرتِ فذا الخراجُ خراجيهْ |
أين الذي منهُ الفرنجةجُرِّعت |
مُرَّ الهزيمةِ والدروسَ القاسيهْ |
أين الذي دحرَ الصليبَ فطُهِّرتْ |
من رجسِهم وشرورِهم أوطانيهْ |
أين الذي رصَّ الكتائبَ قاهرًا |
وممزِّقًا جمعَ التتار الطاغيهْ |
أين الذي طردَ اليهودَ وقد أتتْ |
بالأصفرِ الرنّانِ تسعى راشيهْ |
ويخاطبُ القومَ اللئامَ صراحةً |
لن تملكوا إلا على أشلائيهْ |
وإلى هنا وقفَ الخيالُ فما أرى |
صورًا وأمسكَ بعد ذاك الراويهْ |
ولزمتُ صمتي فالسكوتُ سلامةٌ |
ومضيتُ أجمع بعدَها أوراقيهْ |
عفوًا رسولَ اللهِ هذي أمَّتي |
نزلتْ بساحتِها الدواهي الداهيهْ |
قد نالها خطبٌ جسيمٌ هدَّها |
وتحكَّمتْ فيها السياطُ الكاويهْ |
وغدتْ قطيعًا في البراري سائبًا |
وتزعمتْ فيها الذئابُ العاويهْ |
في القدسُ قد ديستْ محارمُ أمَّتي |
وهناكَ في الشيشانِ روسٌ باغيهْ |
وبأرضِ كشميرٍ مساجدُ هُدِّمتْ |
وبكابلٍ عاثتْ وحوشٌ ضاريهْ |
وبكل قطرٍ محنةٌ ورزيَّةٌ |
وبكلِّ ناحيةٍ تقومُ الناعيهْ |
يا سيِّدي روحُ الحياة بهديِكم |
وبهِ السعادةُ والحياة الباقيهْ |
فلقد سموتَ بأمَّة أميِّةٍ |
وصنعتَ منها أمَّةً متساميهْ |
علمتَها معنى الحياةِ وسرَّها |
ولقدْ أجابتْ رغبةً وطواعيهْ |
وأقمتَ صرحًا شامخًا للمجدِ لا |
تخفى معالمُهُ ويبقى ساريهْ |
صلّى عليكَ الله ما ركبٌ سرى |
وأنارَ بدرٌ في الليالي الدّاجيهْ |