الأستاذة الفاضلة نادية / بعد التعديل وردود الأحبة الذين سبقوني هنا, قررت أن أتوقف ليس كتوقفي كل مرة متأملاً ثم راحلاً..
سأتوقف عند ما تم تعديله لخلاصة الأمر وتكثيفه بمنحنى أقوى .
ولعلي أحسن التوقف .
من خلال العنوان نجد أن لغة الأعين هي لغتهما في تلك اللحظة. وهي في لحظتها لغة الصمت, ولغة الإيحاء أيضاً.
إن ارتباط الموضوع بالعنوان هو اقترابه عندما "مشى إليها" ولذلك هو لم يتوقف عند ما مشى لأن لغة الأعين لا تترجم إلا عن قرب ..
فـ"مشية الواثق من أنها ستسامحه" كانت الوهم الأول الذي لم يضعه في باب الاحتمال .. هل ستسامحه أم لا ؟
قد تكون الأنثى بحراً للعواطف ولكن شاطئها الصخري عندما تضع علامة حمراء على شيء لا توقف عنده أحد.
" ككل مرة " كناية عن المسامحة السابقة والتي قبلها والتي قبل ..
أما " أعد فؤاده لاحتضان عفوها " فهي استعاره حفل بها النص
لكن إلى متى سيظل يتكرر ذلك ؟ إلى متى سيظل يخطئ ويعود واثقاً إليها معداً فؤاده مستغلاً عواطفها نحوه ؟
فيأتي الجزء الأصعب, ويأتي "فجأةً" أيضاً, إنه "تجمد الأمل" وهو تركيبٌ بليغ جداً ما عليه بعده إلا انتظار الذوبان, ومع ذلك هو لن ينتظر لأن "توقف النبض" يعني الانطفاء.
لكن هذه الصورة في القصة لم تأتِ من تلقاء نفسها لمجرد الحكي لأنها تجاوزته لهول الصدمة التي جاءت قبل توقف النبض ولكنها في النص جاءت بعد لتختزل عنصراً للمفاجأة.
إن تشبيه " كزجاجتين " هو حتماً كمرآتين؛ من أجل اكتمال عملية الانعكاس. وبما أن الزجاج لا يعكس الضوء هنا جعل منه المجاز يعكس صدمة الفؤاد,
وبما أن في المسألة "انعكاس" وقد عرفنا أن من عينيها كان الانعكاس فلابد من محور لهذا الأمر الذي انزاح عن الحوار, والذي لم تعف فيه عنه, ليتشكل به فيكون هو محور الصدمة والانعكاس معاً.
"وانعكاس صدمته" جملة تؤدي مهمتين, الأولى : وهي بأنه أنصدم أو تحطم أو انتهى, وأعادت له ما كانت تكنه سابقاً له و أعطته بعدم عفوها عنه نهاية محتمة فيما بينهما.
أما الثانية : وهي بأنه جاءها وكله نوراً وأملاً مشرق فانعكس من عينيها كل ما جاءها به لأن عينيها مرآة الحقيقة.
وأخيراً ..
أسعدني المرور استاذتي بهذا البرق !
محبتي .