|
.. |
وَ طِفلَةٍ ؛ فِي حَنايا الرُّوحِ مَوطِنُها |
أَذُوبُ فِيها وَ فِي أَصداءِ ضِحكَتِها |
وَ أَستَفِزُّ ابتِساماتٍ تُخَزِّنُها |
قَدْ جَنَّنَتنِيَ بِالتَّغناجِ , لَيتِيَ مَنْ |
بِأَدمُعِ الشَّوقِ وَ النَّجوَى يُجَنِّنُها |
تَمُوءُ حَتَّى كَأَنَّ الصَّوتَ مُفرَدَةٌ |
لَها المَعاجِمُ تَهفُو حِينَ تَرطُنُها |
فَصَوتُها مَوسَقاتٌ لا إِلَى لُغَةٍ |
مَرَدٌّهُ ! إِنَّما الكِلماتِ يَفتِنُها ! |
مُواؤُها العَذبُ ناياتٌ بِها عَزَفَتْ |
رُؤَى الحُرُوفِ أَناغِيمًا تُدَندِنُها |
وَ لِلبُكاءِ نَصِيبٌ مِنْ تَغَنُّجِها |
وَ لِي نَصِيبٌ مِنَ الآهاتِ أَسجِنُها |
مَلاءَكُ اللَّهِ ما ناغَتْ يَحُفُّ بِها |
وَ عِندَما تَتَشَكَّى الجِنُّ يَسكُنُها |
أَخشَى عَلَيها نَسِيمَ الوَردِ يُرهِقُها |
إِذا يَهُبُّ وَ أَخشَى العِطرَ يُوهِنُها |
فَطِفلَتِي مُستَقَرُّ الرُّوحِ بَسمَتُها |
وَ مُنتَهَى الأَمَلِ المَنشُودِ مَأمَنُها |
إِذا تَبَسَّمُ ؛ وَجهُ الوَقتِ يَبسِمُ لِي |
وَ يُحزِنُ الوَقتُ قَلبِي ؛ حِينَ يُحزِنُها |
تُقَلِّبُ اللَّيلَ فِي كَفِّينِ مِنْ شَمَعٍ |
أَصابِعُ النُّورِ فِي كُلٍّ تُزَيِّنُها |
وَ وَجهُها الغَضُّ ما أَدرِي أَمِنْ قَلَقٍ |
أَمِ اشتِياقٍ يُنادِينِي , فَأَحضِنُها |
فَأَلثُمُ الخَدَّ , وَ العَينانِ تَرقُبُنِي |
كَأَنَّنِي - بِجُنُونِ اللَّثمِ - مُدمِنُها |
ذُؤابَةٌ مِنْ جَبِينِ البَدرِ غُرَّتُها |
وَ وُجنَةٌ فَوقَ خَدِّ النُّورِ تَشحَنُها |
تَرُدُّ عَنِّي أَياسًا كانَ يَسحَنُنِي |
وَ أَدمُعًا كُنتُ بِالعَينَينِ أَسحَنُها |
أَغِيبُ عَنها وَ لِلتِّذكارِ مِطرَقَةٌ |
تَدُقُّ جُمجُمَةَ النِّسيانِ تَطحَنُها |
وَ تَركُضُ الرُّوحُ قَبلَ الرِّجلِ فِي وَلَهٍ |
إِذا رَجِعتُ عَلَى شَوكٍ يُبَطِّنُها |
أُسابِقُ الخَوفَ بِالنَّجوَى إِذا صَرَخَتْ |
وَ مُهجَةٍ بِابتِهالاتٍ تُطَمئِنُها |
فَيَسبِقُ القَلبُ ما الكِلماتُ تُعلِنُهُ |
لَها , وَ يَسبِقُ قَلبِي ما أُضَمِّنُها |
ما كُنتُ أَعلَمُ قَبلَ الآنَ أَنِّيَ لا |
أُجِيدُ فِيها اعتِرافاتِي وَ أُتقِنُها |
قَدِ اعتَرَفتُ بِأَسرِي فَهْيَ آسِرَتِي |
وَ قَدْ كَشَفتُ شُؤُونًا كُنتُ أَدفِنُها |
هِيَ الحَياةُ لِعُمرِي وَ هْيَ جَوهَرَتِي |
وَ بَعضُ مَعدِنِيَ الشَّفافِ مَعدِنُها |
كَنزٌ حَبانِيهِ رَبُّ الكَونِ دُرَّتُهُ |
بُنَيَّةٌ كُلُّ دُرٍّ لا يُثَمِّنُها |