|
كما فهمتُ فإنَّكَ قد شكوتَ لنا |
فتقَ القميصِ , وللأوطانِ لم تعُدِ |
قل لي فديتك ما لون القميص وما |
إسم المدينة واسم الحيِّ والبلدِ؟ |
ففي الشآم وفي نَجْدٍ وفي يَمَنٍ |
كلُّ المَدائن قد شِيْدتْ بلا عَمَدِ! |
ماذا نقولُ بأوطان مواطنُها |
مثلُ الغريبِ , وينعى العينَ للرَّمدِ! |
فامكث لدَيَّ فربَّ اليوم قافلةٍ |
مرَّت لتقلعَ وقتَ الفجر بعْدَ غدِ |
إنْ تقصُدَ الشامَ فاتْبع خطوَ جاريةٍ |
حتَّى تحطُّ عصا التِّرحالِ في "صفدِ" |
وإن خُطَاهَا إلىَ "جازان" قد وصَلتْ |
فلتسألنَّ بُعَيدَ "الدَّربِ" عنْ "ضَمَدِ" |
أمَّا القميصُ فيا سبهان وا أسفا |
لقد تقافزَ شيطانانِ في خلدي |
إذ قد وجدت بأنَّ الفتق من قُبُلٍ |
وليس فيْ "سبَبٍ" "قطعٌ" ولا "وتدِ" |
وقد هرَعتُ لخياطٍ بقريتنا |
وقلتُ جئتُ لخير الزاد والمدد |
هلا نظرتَ بفتقٍ قال وا عَجباه |
قلَّبتُ طرفيَ مرَّاتٍ ولم أجدِ |
فقلتُ ويحكَ فالسَّبهان يلحقُني |
ماذا أردُّ كأنِّي فُتَّ في عَضُدِي |
فقال هأنذا والدَّمعُ غالبَهُ |
وكانَ كالمثكلِ أوْ كالفاقدِ الولدِ |
وردَّدَ القولَ هل سبهانُ عريانٌ |
فقلت كلاَّ.. بلا ثوبٍ على جَسَدِ |
قد باتَ يقبعُ في سجنٍ وتهمتُه |
صدُّ المليحةِ حين النَّارُ في الكبِدِ |
وكنتُ أعْذرُهُ لو ثوبُ صاحبنا |
مِنَ الجُلودِ محاكٌ أو مِنْ الزَّرَدِ |
من يمنعنَّ قميصًا كفَّ غانيةٍ |
هلاَّ وجدت له في السِّجنِ من جلد |
وكنتُ أنصح سبهانا ليقلعه |
لولا خشيتُ عليه قولَ منتقدِ! |
ماذا لو أنَّ أخي سبهان وافقَها |
فإنْ " أصابَ" كفاهُ أجرُ مجتهدِ! |
وإنْ ألامُ على فتوى أقولُ لمنْ |
ظنَّ الظنون وأوهى مَتْنَ معتقدَي |
في الأربعاء أرى رأيًا ولي نظرٌ |
فيما أراه بيوم السَّبتِ والأحدِ |
وهل يؤاخذُ من في عينِهِ حولٌ |
إن كانَ أخطأ في الفتوى وفي العددِ ؟ |