إنَّا على نفس الأمنية..
كالمرآة التي أعبر من خلالها نحوي, والتي تعبر من خلالي نحو حشرجة أنفاسي. إليها..
في الشاطئ الآخر من احتضاري.
إليها..
تدحرج الألم ظلاً إلى أعمق من أعماق نسياني, إلى المرآة التي عبرت نحو أنفاسي لتصبح ألواناً لطيفٍ داخلي لا ينام.
إليها..
خلف مرآةٍ لها طعم التعاسة.
إليها..
أنظري هذا أنا حرفٌ على جفن السهاد.
فلا تترقبي الصباح قبل الشروق, وانظري تحت هذا الحرف علني مستظل بآخر دودةٍ كنا نفتش عنها منذ عام. تلك التي في الأماني أسموها غرام, وآخر اللحظات في خيوط الضوء كقوقعة النسيج على أطلال نافذةٍ تحتضن الشمس بجفنٍ من حرير, انعكس الظل في مرآة عينيها يواريني إلى المجهول.
شجون الشاطئ الآخر جحيمٌ في مسامات الطريق, فتدلى الظل في جفنٍ لها بالأمس يحلم بأني آخر من يفيق.
وجاء الضوء في المرآة يحرق ما تبقى من طريق, وجاء الأمس يشعلني لأني أول نبضٍ هيجهُ الشهيق.
أيا قلب المسافة هاك النبض وما تبقى من أناي, وتجمع الليل آخره يحصدني إليها يلملمني من دخان مرآتها المتساقط مع الثلج.
فتنسلخ الضفاف من الضفاف, ودون عذرٍ مسبقٍ كان الرحيل.
إليها.. أجيبيني وعودي حروفي تتسامى بالأماني أيا وجه السماء, كم عصرنا الروح للأيام تبقى ها هنا للبوح من جمرٍ وماء.
وجاء القلب يخفق في الزحام من الزحام, وفي مرآة عينيها تدلى الضوء يعكس ما تبقى في زوايا القلب, في الضفة الأخرى يلوح باكياً والنسيج هو النسيج. ولكن الشعور يسحق آخر أمنية لحياكة الذكريات على أطر الشجون.
أيا سفح الخرافة هاتني عذراً تسرب في انتظام, علني وكاهلها في الشاطئ الآخر قد ننام.
لأنَّا على نفس الأمنية!
)2(
اعلمي أن الشيء الموجب المشترك بيننا, يمنع إحساسي وطيشه بكِ من إعطائكِ شيئاً من الجزء الأيمن وقد أخذتِ الأهم من الجزء الآخر في أقوى درجات الطيش..
إليكِ في الشاطئ الآخر, ونحن على نفس الوجه بجفنين مختلفين تتشطرهما أنف الحرقة والحيرة.
الآن فقط بت أعرف بأنا على نفس السهاد, وحتى إن أعطيتكِ زهرة بستاني الأيمن, ستنامين أنتِ فقط ولن تعودي, وسأبقى أنا آهةٌ على كاهل الوقت أمزق ما تبقى.. أتمنى.. أحترق حيث لا أحد, ولا شيء يطفئ داخلي.
هناك وحيداً حيث سأتدفأ لأجفف دمعتي المالحة , ولكني أتجمد أكثر لأن الحقيقة لم ترد في غصون بطولتي. لعلي لن أخاف لأي نحلةٍ أخرى إلا أنتِ ..
إليكِ في الشاطئ الآخر:
.. لن ينفع بستانٌُ آخر.. لن ينفع مهما كانت كثافة زهوره لأنكِ نحلة غير كل الرحيق لا تنتمي إلا إلى هناك.. تل أمنيتنا المتبخرة!
إليكِ إذاً..
ستدنو أحرفي كالذي يكتب عن بنفسجةٍ لا يعرفها, فلا تتوقعين الكثير
رغم كل الإجابات, وبعض المسافات, سنظل معاً على نفس البخار.. على نفس السهاد.
ونحن أيضاً كما نحلم على نفس الأمنية.