حقٌّ على من فاضَ منهُ وليدهُ ... أن يذرفَ الدّمعَ العزيزَ غزيرا
والحزنُ يبقى سيل أحرُفنا إذ ... ما جابَ فينا للفراقِ سفيرا !!
ـــــــــــــــــــــــــ
وحدِي ويَسمَعُني المدى
وأتى الرّدى، فاختارَ أنقانا اغتِيالْ
تَقِفُ الجُموعُ بعيدةً
مِن وَهجِ روحِكَ غَادَرت نحوَ الظّلالْ
وبَقِيتَ وحدَكَ، مِثلَما قد عشتَ وحدَكَ
وارتَقيتَ إلى السّماءِ عَلا نِداها أَنْ: تَعالْ
فَتَركتَنا في الليلِ دونَ نُجومِهِ،،
وعَلَوتَ وحدَكَ يا "نِضال"
ورَحَلتَ، ما نفعُ البقاءِ ونحنُ صُمٌّ ليسَ يُسمِعُنا النِّدا
ونمرّ في صرخاتِ سِجنِكَ*، لا نُجيبُكَ بالصّدى
يا أيّها الروحُ التي نَسَجَت عُرى صِلَةِ الجَمال
يا أنتَ، كَم كسراً جَبَرتَ وما تذَمّرتَ، ولَم تُبدِ اعتِلال
هذا هو الكسرُ المُجَبّرُ قد تكَسّرَ في مُصابي
فاحزِمَن روحي بِروحِكَ كي أظَلّ على اتصالْ
قد عِشتَ تسمَعُ بَوحَنا، أخفَيتَ بينَ الضّلعِ آلافاً من الجُمَلِ الطّوالِ
وما جَفَوتَ برغمِ ما جافتكَ دنيانا فَتَحتَ لِقَلبِها بابَ الوِصال
كُنتَ انفِعالَ الكونِ في لغةِ الصّباحِ وإنْ بَدَوتَ بلا انفِعالْ
أوَما تراكَ وفيكَ ذيّاك العُضال
تَبني على سطحِ الفؤادِ جميعَ أبراج الحَمام،،
تُهدي لهُ شَفةَ الصّباحِ لها ابتِساماتُ الدلال
ومَنَحتَني قلَماً بُعَيدَ الصّمتِ يُبحِرُ في مَداراتِ الخَيالْ
لا لَن يضيعَ كثيرُ قولِكَ لي: اكتُبي، لا تَصمِتي
وتَمَترسِي خلفَ الحروفِ كما الجِبال!
ما ضاعَ صَوتُكَ يا ثَميناتِ الخِصالْ
يَشتاقُ سطرُ البوحِ عِطرَكَ
قَهوَتي تلكَ التي نالَ المرارُ بها المَنال
وشِقوَتي: وتَلوتُ فيها كلّ سِفرٍ تلوَ سَفرٍ في اكتِمالْ
ذي كلّها ضمَّتكَ فوقَ الجُرحِ شالْ
هَل مَن يُعزّيني؟ وبَعدَكَ مُهجَتي قد غادَرَت
وأنا الغريبَةُ، ليسَ يعرِفُني الحُضورُ
أنا هُنا وَحدي، وأنتَ وراءَ حُزني والتّلالْ
أنِضالُ ما بالُ الرّحيلِ يحزُّ قلبي كالنّصال؟
ما انفَكَّ يَسقيني المرارَ مُعَتّقاً بِيَدِ ارتِحال
إنّي أُحَدّثُ عنكَ مَن لا يَعرِفونَكَ
دَلّهُمْ أوصافَ روحِكَ رجفةُ القولِ المحمَّلِ بانفِعالْ
يرتجُّ قلبي، خاطِري من فَقدِ روحِكَ تَرتَدِي رُوحِي السّوادَ من الليال
ليتَ المسافاتِ التي حَجَبَتْكَ يوماً لَم تَكُن
أو ليتَ إنّي أستَطيعُ فِداءَ روحِكَ، لافتَدَيتُكَ يا "نِضال"
.
* صرخات سجين المرض، بقلم نضال
17/ 1/ 2011