فاتنة أبرقت إلى ذاكرتي
فاتـنــة أبـرقـت إلى ذاكرتي
تناجي فطنة الحُلـُمِ
تسأل عن الغـد الملثـَّم
أجهدت فكرها في البحث عن القـيـم
وخـُلـُقا ً رفيعا ً تستجـديــه
قـبـل أن يصير إلى العـدم
وما لبثت في الخلائق دونها
درة ٌ إلا ونالت حقها من النعم
* * *
رباه .. هي النور وضياؤه
فلا ظلمة تعدونا ولا سَقـَم
إن كان في الدنيا مأثــرة
فإنها ينبوع المآثـر
قالت يوما ً : ظلمتني جهالة الأرب
فهل لمظلوم منقـذٌ من السخط
أدمتها رواسب حـقـد
تلبستها من سالف العهد
وتجرأت بصرخة المقهور ترفعاً
فهل هناك من يجير لوعة المظلوم
وتفاءلت عن منعطف الحياء بزغرودة
تناءت إليها سمع من به صمم
فقد وجدت منبع الإحساس
وأوردت واردها كل المنابع باحثة
عن شربة ماء فيها البلسم
* * *
يا عيونا لا تقربي الرمضاء فإنها
نار تحرق في كل ومضة غدار
فسليلة الأخيار مشتاقة
لروض تسعى إليه بإصرار
فان لوَّعتها العاديات بمحنة
كانت براءتها خير صاد
فلا صوت عاد ٍ يجبرها
ولا همس الفؤاد لها يستجاب
من شرب كأس الضنى
لازمته عبرة مدى الأيام
فالويل كل الويل لغاشم هدام
حتى ولو كان المال بالقنطار
صحوة نفس عادت بعد غفلة
تذللت لها كل الصعاب
هيهات أن تتراءى لها الظامئات
لنشوة فيها كل إذلال
وتحطمت عندها النصال مجتمعة
وتربعت فوق عرش أركانه
وافر الحب والوجدان
* * *
لو كان عند امرئ ٍ صابئة
لـمّـا أوردها بخياره مورد الهلاك
ما عشقت نفسها ذلا
لكنها أُجْبـِرتْ على الترحال
وما خلت لها الرياض زمناً
إلا وكانت حسرة الخوف من الإسفاف
لو تدري أنها أسرفت بدلالها
لما أورَدَت نفسها مورد الخذلان
لا ضلت ..ولا خارت عزائمها
ولا جرفتها سيول البهتان
ولا وشمتها عيون الأحقاد
ومن لبس ذاك الثوب بامتهان
خسر المال والجاه والكبرياء
تقدمي .. وترفعي
فإن الخصب وارف الظلال
لمن عرف معنى الأخلاق بترفق
* * *
أيا فاتنة : قد وصَـلتْ إليَّ مقاصِدك
فابتهجي .. وارتدي أثمن البـُرُدِ
فلا تثريب عليك من واعد ٍ
أو متيم يبحث عن الملذات
لقد تداعت كل الجاليات بخوف
لان السيف كان بالمرصاد
فمهما زأرت النفوس غاضبة
هيهات أن تدرك ما لغيرها من الإقبال
عزيزة حطت رحالها قرب منهل
لترتوي من حكمة العقل والأقدار
* * *
من كتاب رسالة الروح
مجموعة رؤيا في النور
حماة تحديث 30/12/2010