|
أخسفاً يا سليلَ المُلك خسفاً |
و كنتُ بكلِّ شاهقةٍ جديـرا |
أترضى يا طويلَ الرّمـحِ أنّي |
أساقُ هنا الـى ضَعَةٍ أسيـرا |
و نَحْنُ بني معاويةٍ مــلـوكٌ |
بنَــَوا فوق النجوم لهمْ سريـرا |
اذا مَحَلَ الزمانُ أتَوا فأعطـوا |
و كان الليلُ قافلةً و عيـرا |
و إنّكَ أنتَ إنْ لــمْ تحتسبْـنـي |
يكنْ أمري أنــا صعباً عـسـيرا |
و كـدتُ الى فضاءِ الشمسِ أرقى |
لأجلسَ فوق مَنكبِها أميـرا |
و أنتَ بكَ المكانةُ فوق هـــذا |
وعَوني كي أحلّـقَ أو أطيــرا |
فها أنا ذا أُكبـَّـل في حديــــــد |
و اُمنعُ أنْ أقومَ و أنْ اسيـرا |
و أمْرُ الراشديةِ هدَّ حَيْـلـــي |
و ألزَمَ جنبَ خاصرتي حصـيرا |
كأني لمْ أمتْ بدبيَّ حبــًا |
و لمْ ألفظْ لها الرمقَ الاخيــرا |
ولمْ أحشدْ إليها كلَّ قلبــــــي |
و لمْ أبعثْ لها بدمي سفيـــرا |
وصاحبةُ الجـلالــة لو رأتنـي |
ستعلمُ أنّ لي شــأناً كبيـرا |
و لا شأنٌ يكونُ و لا شــؤونٌ |
إذا ما كان مَنْ ترجــو صغيرا |
دمشقُ دمشقُ لو قِيستْ بمـجدٍ |
يصيرُ المجدُ مِنْ خجلٍ قصيـرا |
دمشقُ دمشقُ ما زالتْ و كانـت |
إذا عَتَمَ الدّجى قمـرا منيــرا |
فقدْتُ بفقـدِها أهـلاً و بيتــًا |
و خيراً مِنْ ندى يـدِها كثيـرا |
فَيا بْنَ العمِّ أرجعني إليهـا |
و اَبدلْ خيشَ أحلامي حريـرا |
فإنّي إذْ أناْ مَلِكٌ بشِـعري |
و غيري كاد يَهلكُ كي يصيـرا |
إذا أنزلتُ في سبَقٍ حصـاني |
لأتعبتُ الفرزدقَ او جـريرا |
و لولا فتنةٌ و قصورُ فَهْــمٍ |
لَكنتُ أرَيْتُ مِنْ أدبي الضـريرا |
و في الشعراء مَنْ يُؤذي القوافي |
و يخلطُ قمحَها سَفَهَاً شعيرا |
و إنـّا نحن مَنْ حَبَسَ المعاني |
و صيَّرَ ملحَـــها عذْبا نميــرا |
إذا ظَمِئ القريضُ أتى فراتي |
وقام و نام في حِجْري قريـرا |