حلمت أني قريب منك يا بــــردى ..... أبل قلبـــــي كما بل الهشـيمَ ندى
و نصــــب عيني من البلدان أبدعُها ..... ســــبحان من أبدع السـكان و البلدَ
تـغوص في لجك الثــــرثار ذاكرتي ..... على الأغاني التي أســــــمعتني ولدا
فأنثني و ربيــــــع العمر عاودني ..... كأنني لم ألقه بعد النزوح ســــــدا
ملأت منــك يدي بعد امتـلاء فمـي ..... و لو اســـتطعت ملأت الصدر و الكبد
مدينة بملامح إنسان .. بل إنسان بملامح مدينة ، غزل نسائمها عبير الشرق الساحر و كساها الوجد حللا من خيال . هي دمشق فالتجئ بالقلب الواله إلى رباها ، و ابحث عن التاريخ في صفحات عينيها و انظر إلى عبر الزمان بين كفيها ، فإنك متى غادرت درة الشرق و حورية الأرض لن تجد لها مثيلا بين المدائن .
مليكة المدائن دمشق ، وطن لمن فقد الوطن و سكن لمن افتقد السكن ، دمشق هي و هل من مدينة تحاكي دمشق ؟
يعانق بردى بصخب موجه غوطتها الجميلة فإذا ضحكتها مروية بعذب زلال ، و إذا رداؤها خضرة موشاة بفواح زهور . دمشق و بردى حكاية مغزولة بالنور و الرواء ، تحكي قصص الثوار و المجاهدين و الشعراء و العشاق ...
سلام من صبا بردى أرق ..... و دمع لا يكفكف يا دمشق
يحوطها قاسيون بذراعيه حارسا يطل عليها مع النجوم ، و يشهد مغاني البطولة و الفداء فيها ضد ألفِ ألف طامع غاز طمع بدمشق فردته أطياف عبادها و أبوابها القديمة ، و فتحت على العدا بأيدي أبنائها البواسل الكماة أبواب الموت الحمراء ، و أهدت رجالها رايات العزة و الكرامة بذات اليد التي أهدت بها لغيرهم الهلاك ...
و للحرية الحمراء باب ..... بكل يد مضرجة يدق
في بساتين دمشق أثمر العنب مرويا بألق الدماء الطاهرة ، الدماء التي سالت لأجل المدينة الأحب ، المدينة التي عاشت مفاخر المسلمين و ضمت خلافتهم عمرا ، المدينة التي عطرتها تكبيرة سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و لثم بابها سيف القعقاع بن عمرو رضي الله عنه ، و عقد صلحها أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ، هنيئا لكِ يا مدينتي الحبيبة أنفاس هؤلاء الأطهار . و هنيئا لك كل طاهر لثمت دماه ، و أقسمت ألا تغيب عن عين الشمس ذكراه ... فبررتِ ...
أهلُكِ التاريخُ من فضلتهم ..... ذكرهم في عروة الدهر وسام
دمشق حبيبتي و مدينتي و موطني الأغلى ، كلما عانقت عيناي أبوابها لاقتني بكل المودة و المحبة ، بيني و بين دمشق لغة تجهلها حتى الكلمات ، بيني و بينها صلة عزت على القلوب و الأرواح ، أتسامى فيها طيفا يعبر اليوم و الأمس و يغزو برؤى المدينة الهاجعة صفحات الأيام ...
يا شام إن كنت أخفي ما يكابدني ..... فأجمل الحب حب بعد ما قيلا
ألقى دمشق منذ صباها ، و أخطو معها و البلاد حولها تفنى و الربيع يتحول ، و ربيع دمشق لا زال ربيعا و خريفها شباب أجدّ و أحلى . دمشق .. يا عابقة بالنانرج و الليلك ، يا سحر الجوري و ضحكة الياسمين ، يا مدينة يسدل عليها الصفصاف سحره و ينتصب على ضفافها الحور ترانيمَ سحرية ، يا أنتِ ... يا دمشق ...
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي ..... فكيف أوضح هل في العشق إيضاح ؟
ألي بعد حروف دمشقي حروف ؟ إن كنت ملأني حبها فلا عتب ، ما تنسم هواءها امرئ إلا هواها ، و لا ارتشف تسنيم بردى إنسان إلا هام بها عشقا و لم يصبر عنها ، يا من لم يزرها بعد :- لم تعرف الشمس قبل دمشق و لا الهواء و لا الماء و لا الهوى ، مهواك – يا من لم يزرها – دمشق .. جنة الأرض و حلوتها ...
يا شــــام يا شامة الدنيا و وردتها ..... يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا
وددت لو زرعوني فيــــك مئذنة ..... أو علقوني على الأبـواب قنديلا
غموض