|
يامِصْرُ رِزْقُكِ سابِحٌ ما أسْهَلَهْ |
|
|
مُذْ فاضَ نَهْرُكِ واسْتضافَ السُّنْبُلةْ |
مُذْ بات يوسُفُ للخزائنِ حارِساً |
|
|
يرعى الحبوبَ وفي يمينٍ مِكْيلَهْ |
يُعطي الحقوقَ لأهلها بأمانَةٍ |
|
|
والشّعبُ راضٍ والموارِدُ حافِلةْ |
فاللهُ أوجدَ في ديارَكِ بسطةً |
|
|
بالنّيلِ أكرمَ زادَ أرضكِ منْزِلة |
ماعاشَ وسطكِ جائعٌ لو أُطْلِقتْ |
|
|
كفُّ العدالةِ تستبينُ المُعضِلة |
لَكِنّهُمْ عصروا الثِّمارَ لِنَفْسِهِمْ |
|
|
وغدوا على حَرَدٍ وسرّوا المَسْألة |
سجّوا الأمانةَ في غياهِبِ جُبِّهِمْ |
|
|
لعقوا كثيرا أرضَهُمْ كالأنْمُلةْ |
جعلوا مياه النّيلِ تعطَشُ في الضّحى |
|
|
تركوا ديارَ العِزِّ جوراً ناحلةْ |
والشّعبُ يندُبُ من بأمسٍ جلّهُ |
|
|
من باتَ يهتِفُ باسْمِهِ كالهيعلةْ |
أعطاهُ صوتاً في انتخابِ حكومةٍ |
|
|
وبِكُلِّ ودٍّ بصمةً واستوكَلَهْ |
ماذا لقيتَ من الحفاوةِ ياتُرى |
|
|
غيرَ النُّكوصِ وبسمة مُستَعْجلة |
نَسيَ المُبَجَّلُ من تشنّجَ صوتهُ |
|
|
ولأِجْلِهِ يروي ويحكي الأمثِلةْ |
قفّا لهم وأدارَ كأساً في الخفا |
|
|
ويقولُ دعهم فالمسالِكُ سابلةْ |
النّيلُ تحتي والجنودُ برفقتي |
|
|
والأمنُ يحرُسُ والخزائنُ مُثْقلَةْ |
ماهمّ شعباً قد تساقطَ حيلُهُ |
|
|
وبكى طويلاً ليلهُ ما أطْولُهْ |
حتّى إذا فاضَ الإناءُ بمائِهِ |
|
|
ومضى يحرّكُ في جفافٍ أولَهْ |
يدعو لِكنْسِ حكومَةٍ قد أثْقلتْ |
|
|
مِصرَ الحبيبةَ بالشُّئونِ المُخْجِلةْ |
ضاقتْ صدور العالمين وزمجرتْ |
|
|
أفواه من ذاقَ الهوان وقبّلهْ |
لاصوتَ يعلو فوق صوتِ عدالةْ |
|
|
إنّ العدالةَ في القلوبِ الباسلةْ |
وعدالةُ السُّلطانِ تنشُدُ أمّةً |
|
|
ترْعى المصالِحَ بالسّجايا الفاضِلةْ |
بدأتْ عواصِفُ ثورةٍ واسْتَفْحَلتْ |
|
|
طوتِ الدّيارَ بِرُعْبِها كالآكِلةْ |
خلّصْ دياركَ من براثِنِ حِقْبَةٍ |
|
|
ربضت عليكَ ثقيلةً كالنّازِلةْ |
لاتَرْكُنّنَ لها الحياةَ ومُسّها |
|
|
بلهيبِ ثورةِ عازِمِيٍّ مُذْهِلةْ |
دعها تذوبُ كما الشّموع بِظُلْمةٍ |
|
|
وأنِرْ بأرضِكَ شمسَ يومٍ مُقبلَةْ |
لستَ الذي يرضى يعيشُ كأفْرُعٍ |
|
|
قضّ الجفافُ لِحاءَها واسْتأْصَلهْ |
إذْ أنتَ شعبٌ ليسَ يُرْخِصُ أرْضَهُ |
|
|
فعلى ضِفافِ العِزِّ أرضُكَ مُرْسلةْ |
وكنوزُكَ الخضراءُ تنشُدُ حاكِماً |
|
|
بِعدالةٍ يطوي الأيادِ الماحِلةْ |
ويبُثُّها وسط الدّيارِ بِقِسْطِهِ |
|
|
لِيعيُدَ مجداً بات خلفَ الفاصِلةْ |