هل من رجوع إلى النورين ؟ !
كانت مجلتنا الغراء ( منار الإسلام الإماراتية) قد نشرت لي مقالاً بهذا العنوان في بابها الثابت ( خواطر ) أردت أن أعيد نشره بعد أن أضفت بعض ما يناسب تعميماً للفائدة نسأل الله القبول فإلى موضوع المقال :
كلما هل علينا شهر ربيع الأول تزاحمت فى صدورنا الخواطر وانبعثت فى صدورنا الآمال نحو هدى سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذى خاطبه الله ـ عز وجل ـ بقوله : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( 107 – الانبياء ) فعمم رسالته ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ زمانا ، ومكانا ؛ لتشمل كل ما خلق الله تعالى إلى أن تقوم الساعة ، وقد خاطبنا المولى ـ تبارك وتعالى ـ جميعا بقوله سبحانه : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } ( 128- التوبة ) ونتبين حرصه علينا ورحمته ورأفته بنا فى قوله تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } ( 6 – الأحزاب ) فهل أدركنا ووعينا تلك الخصال الجميلة والفيوض العظيمة ؟ ! إن من الواجب علينا كمؤمنين برسالته متبعين له ؛ أن نقابل حرصه علينا بحرصنا على اتباع هديه ومنهجه ، ففى ذلك السعادة كل السعادة ، وفى البعد الشقاء والضنك { فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } ( 123 – 126 طه ) و هاهو الضنك كاد أن يعم الناس جميعا ، فكلما ازداد البعد ؛ ازداد الضنك وها نحن نجنى ثمار البعد أشواكاً وهذا وعد الله وسنته فى كونه ، لعل جراح الأشواك ؛ تنبهنا من غفلتنا ، وتوقظنا من سباتنا وصدق الله العظيم إذ يقول : { ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون } (41 الروم ) فلا خلاص مما نحن فيه إلا بالرجوع إلى النورين : ( كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) بعزيمة صادقة لأن الله وعد ـ ووعده الحق ـ فقال عز وجل : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } (11: الرعد ).
إن الأمة الإسلامية في حاجةٍ ماسةٍ إلى التغيير والرجوع إلى النورين بعد أن أصبحت في فتنٍ كقطع الليل المظلم ، ولن تنقشع ظلمات الفتن الا بالصحوة من الغفلة بل من السبات العميق .
نعم نحن فى حالك الظلمات بسبب غفلتنا عن النورين : القرآن والسنة والاحتفال الحقيقي بذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو فى اتباع هديه ومنهجه والنور الذى أُنزل معه : { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور } ( 1 : إبراهيم ) فلو اتبع المسلمون هدى نبيهم ؛ لخرجوا من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، ومن ظلمات الشك إلى نور اليقين ، ومن ظلمات الذلة الى نور العزة ، ومن ظلمات الشتات والفرقة إلى نور الوحدة والاعتصام . فهل من رجوع الى النورين قبل أن يعم الظلام الدامس ، والليل الحالك ؟ ! الأمل كبير . فقد ذقنا ما ذقنا بسبب بعدنا وقطيعتنا ساعتها ؛ سيعم النور ويتغير الحال ويبتعد الضنك ، ويرجع للمسلمين مجدهم المسلوب ، وعزهم المفقود ، ويعيشون فى حفل دائم مع هدى نبيهم ، ونعيش كل العام ربيعاً دائماً . نسأل الله عوداً حميداً محروساً بالتوفيق والصواب إنه هو السميع القريب المجيب .كما يجب علينا نحو حبيبنا صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ؛ أن نكثر من الصلاة والسلام عليه وسأنشر ـ إن شاء الله تعالى ـ موضوعاً مستقلاً في فضل الصلاة والسلام عليه . اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة وافية شافية كافية يا رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم