|
أَيّهَا المَطْعُونُ بِالحُزْنِ المُخَثَّرْ |
وَالذِي مَا بَيْنَ نَهْرَيْه تَمَرْمَرْ |
وَالذِي مِنْ نَكْبَةٍ يَمْشِي إِلى |
نَكْبَةٍ أُخْرَى ، وَسَفَّاحٍ وَعَسْكَرْ |
أَنْتَ مَنْ نَادَيْتَ؟! نَادَيْتَ سَرَاباً |
وَقَطِيْعَاً بَيْنَ جَزّارِيْهِ يُنْحَرْ |
وَكِيَانَات ٍ... خِياناتٍ ... تُغَنّي |
لَحْمَ جُرْحَيْكَ، وَمِنْ نَزْفَيْهِ تَسْكَرْ |
آهِ يَا حُزْنَ العِرَاقِيِّيْن ... آهِ أَكْبَرْ |
آهِ لو تنفَعُ آهِ ... لَوْ تُقَدَّرْ |
إِنَّهُمْ قَدْ زَرَعُوا فِيْكَ المَنَايَا |
ثُمَّ سَاقُوكَ لأَعْدَائِكَ فَاحْذَرْ |
آهِ يَا بَغْدَادُ مَنْ يَرْثِي لَنَا؟ |
وَدِمَانَا عُرِضَتْ في كُلِّ مَتْجَرْ |
مَنْ تُرَاهُ يَشْتَرِيْهَا فَلَقَدْ |
بِيْعَ أَغْلاهَا بِمَا هُوَ أَحْقَرْ |
وَطَنٌ كَانَ يُسَمَّى عَرَبِيَّا |
وَأَبِيّا، وَإِذَا استُنْهِضَ شَمَّرْ |
ثُمَّ جَاءَتْهُ (أَمِيرْكَا) فَتَهَدَّى |
بِهُدَاهَا... وَتَجَلَّى... وَتَطَوَّرْ |
صار (بوشُ) الشَّيْخَ مُفْتِيها ومُهْدِيها |
ومُقْرِيها ، وَيَتْلُو مَا تَيَسَّرْ |
مَرْجِعِيٌّ فَهْوَ شِيعِيٌّ إِذَا شِئْتَ |
وَسُنِّيٌّ مِنَ الأَزْهَرِ أَزْهَرْ |
أَلَّفَ (التَّيْسِيْرَ في التَّفسِيْرِ) |
وَ (التَّذْلِيلَ في الذُّلِّ) وَ (تَخْدِيْرَ المُخَدَّرْ) |
وَلَهُ في الفِقْهِ :(أَحْكَامُ الحُكُوْمَاتِ) |
جلَهُ : (المَعْرُوْفُ فِي مَا كَانَ مُنْكَرْ) |
وَلَهُ في (مَجْلِسِ الإِفْتَاءِ) صَوْلاتٌ |
وَجَوْلاتٌ وَلِلْفَتْوَى تَصَدَّرْ |
آهِ يَا بَغْدَادُ مَا السِّرُّ الذي |
يَجْعَلُ الأَرْضَ مِنَ الطَّاغُوْتِ أَكْبَرْ؟! |
كُلَّما هُمْ حَرَّقُوها بِالصَّوَارِيْخِ |
وَبِالنِّيْرَانِ وَ(النَّابُلْمِ) تَخْضَرْ |
يَا بِلادَ الحُزْنِ وَالجُوْعِ |
وَقَامَاتِ المَآسِي وَالفَجِيعِيِّ (المُفَلْتَرْ) |
ما الذي حَقَّاً تَبَقّى؟ مَنْ سَيَشْقَى |
مَنْ سَيَبْقَى... مَنْ سَيَرْقَى... مَنْ يُؤَمَّرْ؟! |
كَرْبَلاءُ اليَوْمَ لَيْسَتْ وَحْدَهَا |
كُلُّ شِبْرٍ في بِلادِي صَارَ يُنْحَرْ |
قُلْ لِمَنْ بَاعَ بِلادِيْ لـِ (إِيَادِ) |
قُلْ لِمَنْ سُيِّدَ فيها وَ (تَيَوَّرْ) |
(التَّمَاثِيْلُ) التي تَصْنَعُهَا |
كَفُّ (أَمْرِيْكَا) عَلَيْهَا سَتُدَمَّرْ |
وَالبُطُولاتُ لَهَا أَفْذَاذُهَا |
وَالشَّهَاداتُ لِشَعْبٍ لَمْ يُزَوَّرْ |
لَمْ يَبِعْ قُدْسِيَّةَ الجُرْحَ الحُسَيْنِيِّ |
وَيَوْمَاً لِعَلِيٍّ مَا تَنَكَّرْ |
إِنَّهُمْ فَجْرُ الكَرَامَاتِ وَنُوْرٌ |
في دَيَاجِي البُؤْسِ وَالأَحْزَانِ نَوَّرْ |
هُمْ هُنَا في (النَّجَفِ الأَشْرَفِ) |
في (الفَلُّوجَةِ) الجَيْشُ المُظَفَّرْ |
آهِ يَا حُزْنَ العِرَاقِيِّيْنَ يَا |
وَرْدَ السَّمَاوَاتِ وَيَا غَيْمَاً مُقَطَّرْ |
أَسْكَنَ التَّارِيْخُ في حُنْجُرَتِي |
خِنْجَرَاً يَدْمَى وَفي عَيْنَيَّ خِنْجَرْ |
يَا بِلادَاً حَلُمَ السَّوْسَنُ فِيها |
فَأَتَى مِنْ رَحْمِهِ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ |
إِنَّ بَغْدَادَ التي أَعْرِفُهَا |
سِنْدِبَادٌ مِنْ ضِفَافِ الحُُلْمِ أَبْحَرْ |
إِنَّهَا (دَارُ سَلامٍ) وَأَمَانٍ |
وَحَضَارَاتٍ وَأَنْهَارٍ وَكَوْثَرْ |
مَا الذي يَحْدُثُ حَقَّاً في بِلادي؟ |
فَالحَلِيْمُ الحُرُّ فِيْهَا قَدْ تَحَيَّرْ |
ما اللَّيالي؟ مَا النِّهَايَاتُ؟ وَمَاذا |
في عُصُوْرِ الحُبِّ وَالحَرْبِ تَغَيَّرْ؟ |
أَلِهَذَا الحَدِّ شِخْنَا وَشَرُخْنَا؟ |
أَلِهَذَا الحَدِّ قَلْبٌ يَتَحَجَّرْ؟ |
مَا تُرَانَا؟! رَقَمَاً في لُعْبَةٍ |
يَدُ (أَمْرِيْكَا) بِهَا تَلْهُو وَتَسْخَرْ |
وَحُكُومَاتٍ دُمَىً في كَفِّها |
وَإِلى أَهْدَافِهَا صَارَتْ تُسَيَّرْ |
بَبَّغَاوَاتٌ تُحَاكِي مَا يَقُوْلُ السَّيِّدُ |
السَّامِي وَبِالبَاطِلِ تَجْهَرْ |
وَطَنِي يَا مِزَعَاً مَنْهُوْبَةً |
وَأَبَارِيْقَ مِنَ الفُخَّارِ تُكْسَرْ |
ذِيْ فِلَسْطِيْنُ استُبِيْحَتْ وَعِرَاقِي |
يَشْرَبُ المَوْتَ الصَّلِيْبِيَّ المُدَبَّرْ |
سَلَّمَتْ (لِيْبْيَا) وَأَرْخَتْ مُقْلَتَيْهَا |
وَتَمَنَّتْ لَوْ مِنَ البَاغِيْنَ تُعْذَرْ |
ضَيَّعَتْ تَارِيْخَهَا مِنْ يَوْمَ جَاءَتْ |
(بِكِتَابٍ) لَمْ يَكُنْ يَوْمَاً (بِأَخْضَرْ) |
(عُمَرُ المُخْتَارُ) يَبْكِيْ سَيْفَهُ |
حِيْنَمَا أَصْبَحَ في كَفِّ (مُعَمَّرْ) |
وَلِسُوْرِيَّا وَلُبْنَانِي وَسُوْدَانِي |
لِكُلِّ العُرْبِ تَوْقِيْتٌ مُدَوَّرْ |
يُنْهَبُ الزَّرْعُ إِذَا لَمْ تَحْمِهِ |
وَهْوَ سَهْلٌ حَطْمُهُ إِنْ لَمْ يُسَوَّرْ |
كَمْ دُمُوْعٍ وَيَتَامَى وَأَيَامَى |
وَمَلايينَ مِنَ الأَطْفَالِ تَجْأَرْ |
جِئْتَ يَا بُوْشُ لِكَيْ تُنْقِذَهَا؟ |
أَمْ مِنَ الإِسْلامِ قَدْ جِئْتَ لِتَثْأَرْ؟ |
حَرْبُكَ الشَّعْوَاءُ لَيْسَتْ بِجَدِيْدٍ |
إِنَّهَا حَرْبُ الصَّلِيْبِيِّيْنَ فَاجْهَرْ |
إِنَّهَا حَرْبٌ ضَرُوْسٌ وَبِلادِي |
لَحْمُهَا في سُوْقِ نَخَّاسِيْكَ يُنْشَرْ |
فَانْهَشِ اللَّحْمَ وَمَزِّقْهُ وَجَهِّزْهُ |
لِجَيْشٍ يَشْتَهِي اللَّحْمَ (المُبَسْتَرْ) |
وَانْهَبِ الأَوْطَانَ وَاسْتَعْمِرْ وَدَمِّرْ |
وَتَجَوَّلْ في بِلادِي وَتَبَخْتَرْ |
إِنَّمَا أَنْتَ إِلَهٌ عِنْدَ قَوْمٍ |
عَبَدُوا (بُسْطَارَ) أَمْرِيْكَا المُجَنْزَرْ |
قَصْفُكَ الدَّامِي تَعَوَّدْنَا عَلَيْهِ |
وَاتَّفَقْنَا أَنَّهُ أَمْرٌ مُبَرَّرْ!! |
وَأَلِفْنَاهُ كَمَا لَوْ كَانَ (فِلْمَاً) |
مَشْهَدَاً في كُلِّ يَوْمٍ يَتَكَرَّرْ |
آهِ يَا كِبْرَ العِرَاقِيِّيْنَ يَا |
يَا شُمُوخَ النَّخْلُ في النَّهْرَيْنِ أَثْمَرْ |
(أَفُرَاتٌ) أَمْ أُجَاجٌ أَمْ تُرَى عَذْبُكِ |
بَعْدَ القَصْفِ يَا (دِجْلَةُ) مَرْمَرْ؟! |
الصَّوَارِيْخُ التي خَطَّتْ بِمَا تَقْصِفُهُ |
سِيْرَةَ (كَاوْبُوْيٍ) تَحَضَّرْ |
وَأَزِيْزٌ... وَهَزِيْزٌ... وَهَزِيْمٌ |
وَنَزِيْفٌ ... وَشَظَايَا تَتَشَطَّرْ |
وَعَوِيْلٌ ... وَصُرَاخٌ ... وَهَدِيْرٌ |
وَالحَمَامَاتُ لَهَا دَوْرٌ مُؤَخَّرْ |
وَعُيُوْنٌ كَتَّمْتَ حُزْنَاً مُصَفَّى |
بِفُؤَادٍ مِنْ أَسَاهُ يَتَفَطَّرْ |
(اِلأَسَى مَا بِنْتَسَى) قَالَتْ وَمَالَتْ |
وَعَلَى أَهْدَابِهَا الحُزْنُ تَشَجَّرْ |
مِزَقُ اللَّحْمِ خَلِيْطٌ مْنْ قُلُوْبٍ |
وَكُبُوْدٍ، وَرُؤُوْسٍ تَتَحَدَّرْ |
فُقِئَتْ عَيْنٌ هُنَا، قُطِعَتْ رِجْلٌ هُنَا |
فُصِلَتْ سَاقٌ عَنِ الجِسْمِ المُكَسَّرْ |
سَالَتِ الأَمْعَاءُ وَانْشَقَّ قَدِيْدٌ الجِلْدِ |
وَاللَّحْمُ عَلَى اللَّحْمِ تَكَوَّرْ |
جَمِّعِ الأَشْلاءَ بِالأَشْلاءِ وَاصْنَعْ |
جَسَدَاً يَنْبُتُ مِنْ شَعْبٍ مُذَرْذَرْ |
آهِ هَلْ هَذِي بِلادِي يَا إِلهي؟ |
أَمْ سُعَارٌ ؟ أَمْ جَحِيْمٌ يَتَسَعَّرْ؟؟! |
أَيُّهَا الحَامِلُ رَشَّاشَاً عَلَى |
كَتْفِهِ عِزَّاً، وَفي الأَرْضِ تَجَذَّرْ |
كَمْ زَعِيْمٍ حَامِلٍ نِيْشَانَهُ |
كَذِبَاً في جَوْلَةٍ فِيْهَا تَنَمَّرْ |
دَعْ تَوَابِيْتَ الطَّوَاغِيْتِ وَتَعْكِيْرَ |
(العَكَارِيْتِ) وَشُنَّ الحَرْبَ وَاثْأَرْ |
إِنَّهُ عَصْرٌ مِنَ الخُذْلانِ وَالذُّلِّ |
العُرُوبِيِّ الحُكُومِيِّ المُكَرَّرْ |
خُضْ غِمَارَ المُصْطَلَى وَحْدَكَ إِنَّا |
دَأْبُنُا أَنْ نَشْتَكْي أَوْ نَتَذَمَّرْ |
نَحْنُ لا نَمْلِكُ إْلاَّ أَنْ نَعُدَّ القَتْلَ |
وَالعَدَّادُ مِنْ بَعْدُ يُصَفَّرْ |
إِنْ تَحَسَّرْنَا عَلَيْكُمْ فَلأنّا |
كَمْ نَسِيْنَا قَبْلَهَا أَنْ نَتَحَسَّرْ |
آهِ يَا (حَارِثُ) يَا (ضَارِي) وَيَا |
(مُقْتَدَى الصَّدْرِ) وَيَا رَايَةَ (جَعْفَرْ) |
اغْسِلُوْنَا مِنْ دُمَى الذُّلِّ جَمِيْعَاً |
وَاقْبَلُوْنَا كَجُنُوْدٍ في المُعَسْكَرْ |
سَوْفَ تَحْكِي صَفْحَةُ التَّارِيْخِ عَنْكُمْ |
حِيْنَمَا في قَابِلِ الأَيَّامِ تُنْشَرْ |
وَسَتَرْوِي : مَنْ تُرَى بَاعَ، وَمَنْ |
خَانَ، وَمَنْ هَانَ، وَمَنْ لِلدَّمِ أَجَّرْ؟! |
مَنْ عَلَى أَوْصَالِهِ شَدَّ وَمَنْ |
لَحْمُهُ في تُرَبِ الأَرْضِ تَعَفَّرْ |
النِّهَايَاتُ لِمَنْ يَمْلِكُهَا |
وَالعِرَاقُ الحُرُّ لِلشَّعْبِ المُحَرَّرْ |