|
صورُ القريضِ تمرُّ بالوجدانِ |
فتثيرُ عندي لوعة الأشجانِ |
فأبيتُ من ألم الفراقِ مُتيَّمًا |
أصبو وقلبي دائم الخفقانِ |
أرنو وبحرُ الشوقِ تحت جوانحي |
فيه الهوى يجري بلا ربّانِ |
فتقودني غررُ الشريفِ بنسمةٍ |
روحيّة ـ طربًا ـ إلى حسّانِ |
فأروحُ والدررُ الحسانُ بخافقي |
تحكي رؤىً عن سالف الأزمانِ |
عن فتيةٍ نسجوا برودَ حضارةٍ |
يبقى صداها في أعزِّ مكانِ |
عن فتية وقف الزمانُ مهللاً |
ومُكبِّرًا للفتية الشجعانِ |
عن فتية جعلوا الشهادةَ بلسمًا |
عند الوغى في حومة الميدانِ |
شرُفت بقاعُ الأرضِ تحت نجيعِهم |
وتكلُمت فخرًا بكلِّ لسانِ |
سيكونُ شعري قاصرًا في مدح مَن |
جادوا لصوت الحقِّ بالأبدانِ |
ولمن أصوغُ الشعرَ حسبي أنَّني |
شرَّفتُ شعري في ألذِّ معاني |
شرَّفتُهُ في مدح آل مًحمَّدٍ |
مَن فيهمُ رُفعت عرى الإيمانِ |
صيدٌ بهاليلٌ كرامُ أرومةٍ |
نالوا علوَّ الشأن بالعدنانِي |
مَن كان جدَّهمُ النبيُّ مُحمَّدٌ |
قد سُربلوا بالعفو والغفرانِ |
كالنَّجم في وسط السماءِ تناثرت |
أعلامُهم في حلبة الفُرسانِ |
مَن مثلُ حيدرةٍ بكلِّ شموخِهِ |
إذ صال في الهيجاء كالبُركانِ |
قد كُرِّم الوجهُ الشريفُ لماجدٍ |
لم يُحنِ رأسًا طابَ للأوثانِ |
ربُّ الفصاحةِ وابنُ عمِّ مُحمَّدٍ |
هو ذا لعَمري فارسُ الميدانِ |
شهدت له بدرٌ بذلك فارسًا |
متمرِّسًا يومَ التقى الجَمعانِ |
هم فتيةٌ قد آمنوا فمديحُهمِ |
قد جاءنا في مُحكم القرآنِ |
سأظلُّ ألهجُ بالثناء لمعشرٍ |
طابوا فطابَ بمدحهم تبياني |
قد زيّنوا الدنيا بحلوِ صنائعٍ |
للآنَ يحلو ذكرُها بلساني |
سَلْ عنهُمُ الأيامَ كيف تعطّرت |
مِسْكًا يفوحُ بما أتى السِبطانِ |
سبطُ النبوّةِ والحسينُ أخٌ لهُ |
أكرمْ بذاكَ الغصنِ في الأغصانِ |
حسنٌ مدى الأيامِ تجثو عندَهُ |
ذُلاً ملوكُ الأرضِ والتيجانِ |
هم سيّدا كلِّ الشبابِ فواحدٌ |
فوقَ الرؤوسِ وفي العيونِ الثاني |
أكرمْ بسادات الأنامِ ومَن بهم |
تتوسّدُ الأحفادُ خيرَ مكانِ |
إنّا بحبلهمُ المتينُ تعلّقتْ |
أنسابُنا في دورةِ الأزمانِ |
للأعرجيّة دوحةٌ في ظلِّها |
يمشي السنا والعزُّ للإنسانِ |
تبقى الفروعُ كريمةً بأُصولها |
كالليثِ يحضنُ شبلَهُ بحنانِ |
من دوحة النسبِ الشريفِ جذورُنا |
بل من صميم جحافلِ الإيمانِ |
يا سيّدَ الشهداءِ خابت زمرةٌ |
رمتِ النقاءَ بوابل النيرانِ |
الغدرُ من شيم اللئامِ وفعلُهم |
يبقى لصيقَ مذلَةٍ وهوانِ |
إن كنت فضّلت الشهادةَ بينهم |
فلقد هدمت شواخصَ الطغيانِ |
ووقفت كالأسد الهصورِ مزمجرًا |
بالحقِّ تدفعُ زمرةَ الشيطانِ |
وبنيت صرحًا للكرامة شاخصًا |
ترنو له الدنيا بكلِّ أوانِ |