|
عَظيمةٌ أنتِ يا أرضَ الرسَالاتِ |
يا مهبطَ الوحي فِي خَتْمِ النبوَّات |
للهِ منْ دَعْوةٍ جَادَ الخليلُ بِها |
ودَعْوةُ الخَيرِ جَاءتْ بالمَسَرَّاتِ |
فِي أرْضِك الطُّهرُ عِنْوانٌ ومفْخَرَةٌ |
يَزْهُو بِكِ الشِّعرُ في أبْهَى العِباَرَاتِ |
نَادَى الذبيحُ بها ربًّا فأكرَمهُ |
ذريةً فَرْعُها فوقَ المَجرَّاتِ |
وأصْلُها ثابتٌ في بَطنِِ بكَّتها |
أحْفادُها سَطَّرُوا سِفْرَ البُطُولاَتِ |
وصالحٌ جَاء بالأسْفارِ يَحْمِلُها |
إلَى المَدَائنِ في عَصرِ البِِدَاياتِ |
وقبرُ حوَّاءَ لم تُشْرَعْ زيارَتُه |
لحكمةِ الدِّينِ فِي هَجْرِ المَزَارَاتِ |
وفي رُبَاهَا تربّى أحمدٌ ونَمَا |
وسُطِّرَ المجدُ في أسْمَى الرِّواياتِ |
أمّ القُرَى إنَّ قَلْبِي اليَوْمَ في شَغَفٍ |
بينَ المَقامِ ورُكن البيتِ مَرْضَاتي |
تَعدّدَت في صُنُوفِ العِشقِِ أفْئدَةٌ |
وعِشْقُ مَكََة فِي تَركِيبِ ذََرَّاتِي |
مَشيئةُ الله في بطحَائها رَفَعتْ |
قَواعدُ البيتِ منْ مهدِ الحضاراتِ |
والنَّهْرُ يَجْري مريئاً في مَشارِبِها |
مِنْ زَمزمٍ فَيضها نَبعُ السِّقَايَاتِ |
مليارُ نفسٍ لشطرِ البيتِ وجْهُتُهُم |
الله أكبرُ في كلِّ العباداتِ |
ومنْ حِرَاءٍ يُشعُّ الحقُّ مُنطلقاً |
يؤسِّسُ العَدلَ في كلِّ المَسَاراتِ |
يَسْرِي بنا حَاملُ الأمْجَادِ في لهفٍ |
لطيبةِ المُصْطفى نبع الهِدَاياتِ |
نَرْوي العُرُوقَ التِّي في نبضِها ظمأٌ |
ونكسِبُ الأجْرَ منْ وحْيِ المنَاجَاةِ |
هُنَا المَدينَة قَد أهْدَتْ لِزَائِرِهَا |
فَرَائِدُ التَّمرِ مِنْ طَلعِ النَّـديَّّاتِ |
تَعَجَّلَ الرَّكب من أطرَافِها ومضَى |
يَسْعى حثيثاً إلَى أمِّ الفُتُوحَاتِ |
تَبُوكُ فِي عُسْرَةِ الإسْلامِ مُعجزةٌ |
أذاقتِ الرُّومَ منْ كأسِ المراراتِ |
وإنْ أتتني رياحُ الشوقِ ثائرةٌ |
أرسَلتُ للطائفِ المأنُوسِِ آهاتي |
مدينةُ الوردِ والرَّيحانِ قد أخذتْ |
ألبَابُ منْ يَمَّـمُوا صَوْبَ الحِدَابَاتِ |
عُكاظُ يا قبلةَ الآدابِ في زمنٍ |
يُعلَّقُ الشّعرُ في أزكَى البناياتِ |
وفي بني سَعْدِ للمبعُوثِ نشأتُهُ |
يسْترضِعُ الصَّبرَ من أمِّ الفَصيحَاتِ |
والصَّافنَاتُ بعَرضِِ البرِّ سَابحَةٌ |
إلَى القَصِيمِ وأربَاب المرُوءاتِ |
وطرفةٌ يلتقي في البيدِ نابغةً |
يُرَدِّدُ الشِّعرَ في هَجْرٍ وسِيهَاتِ |
وفِي الجُوَاء لنا لُقيَا بعاشقةٍ |
لفارسِ الخيلِ في سرْدِ الحِكَاياتِ |
وحَاتمُ الْجودِ يَحْدو في مَضَارِبهِ |
وينْحَرُ البُخْلَ في وقْتِ المجَاعَاتِ |
ونَجْدُ ريحانةٌ تزهُو بهضْبَتها |
والأرضُ من دونِها رَهْنُ الإشاراتِ |
هنَا الرِّياضُ وغَيثُ البِشْرِ يَغْمُرُها |
وتنشرُ الخيرَ في كُلِّ المَداراتِ |
عبدُ العزيزِ الذي أضْحَى الرِّياضُ بهِ |
مَدينةٌ تَرتَدِي أبْهَى العَباءاتِ |
في وحْدَةٍ خَطَّها بالدِّينِ فاكْتملتْ |
خريطةُ المجدِ في أنقَى الصِّياغاتِ |
مِنْ قَلْزَمِ البَحْرِ مِنْ شُطآنِ جِدَّتِهِ |
إلَى خَلِيجِ الهَنَا بَحْرُ العَطَاءَاتِ |
عسيرُ في السُّودَةِ الخضراءِ قد سُقِيتْ |
منْ غَيْمةٍ عَانقَتْ -أبها -البهيَّاتِ |
وباحَةُ الحُسنِ في رغدَانِها رقصتْ |
على ترانيمِ أمطارِ الشتاءاتِ |
حَمامَةُ الخَيرِ مِنْ أخْدُودِها انْطَلَقتْ |
تَطِيرُ فِي مَأمَنِ حتَّى الْقُرَيَّاتِ |
أرْضُ الجَنُوبِ وقَد كَادَتْ بِرَوعَتِها |
تَكُونُ طوبَى بأنْهَارٍ وجَنَّــاتِ |
للمُسْلِمينَ جَميعاً فخر مملكةٍ |
تَعَاظَمَ المجْدُ فِيها بالقَـدَاسَاتِ |
اللهُ يا مَوْطِني يا جَنَّتِي أبَداً |
ما حَلَّ في مُهْجَتي غَيرَ الثَّـنيَّاتِ |
أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيـَاءُ فِي شَمَمٍ |
تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْتِ السَّمَوَاتِ |