|
أنظُرْ إلَيها هلْ رأيتَ لخلْقِها |
مثلاً وهلْ شاهدتَّ بعضَ فُنُونِها |
أنظُرْ مليًّا في عجيبِ قوامِها |
وجَمالِ وقفَتِها وحُسْنِ عُيونِهَا |
أنظرْ إلى عُنُقٍ يُطَاوِلُ سابِحًا |
مَتنَ السَّحابِ وجارِياتِ مُزُونِها |
أرأيتُمُ الصُّفرَ الملاحَ وقد جرَتْ |
في مهْمهٍ تعدو بِمَهْدِ ضُعُونِها |
وبَواقِعٌ سُمْـرٌ بِوَسْطِ ِ مَفازةٍ |
والحُمْرُ بينَ فُحُولِها وسَمينِها |
وتَرَى المفَاريدَ الصِّغارَ تجمَّلتْ |
تَاقتْ لهَا الأنظارُ ملءَ جُفُونِها |
والوُضْحُ تَشْمَخُ فوقَ ضِلْعٍ نايفٍ |
تَسمُو على أقرَانِها بِفُتـونِها |
وظُهُورَها مالَتْ بوَفْرِ شُحُومِها |
والقَيظُ يَصقُلُها بنَضحِ دُهُونِها |
واسْتأثََرَتْ بالحُبِّ كُلِّ مَليحَةٍ |
شَعْلاء مِنْ طِيبِ الحِسَانِ وزَيْنِها |
شَقْراءُ تَخرُجُ في البُكُورِ كَأنَّها |
شَمْسٌ تُضِيءُ وتستَثِيرُ بِلَوْنِها |
هَذِي " المَزَايِنُ " في الجَنَابِ توشَّحَتْ |
فخْرًا بوَسْمِ عتيبةٍ بِمِتُونِها |
حيُّوا عُتيبةََ فِي القَبائلِ كُلّها |
واسْتَخرِجُوا الأمجادَ منْ مَكْنونِها |
عَلْيَا هَوازِن قد تربَّى أحمدٌ |
في أرضِها والخيرُ في مَخزونِها |
مَا مِثْلََها " الهَيْلا " إذا هيَ أقبلَتْ |
هُدَّتْ قلاعٌ فِي عَتيدِ حُصُونِها |
وإذا غدَتْ للمَاءِ تطلُبُ صفوَهُ |
جَفََلَتْ عنِ الماءِ السِّباعِ بهُونِها |
أخَذَتْ منَ الأرَضِ البراحِ فِجاجَها |
وتملَّكتْ بالسَّيفِ كلُّ ثمينِها |
هيَ تِرْثةُ الأبطالِ منْ مُضَرٍ ومنْ |
قَيْسٍ ومِنْ عدنانَ جَدُّ بُطُونِها |
يا تِرْثةَ الأمجادِ ضَوْؤُكِ قَد سَمَا |
فوقَ الجَميعِ فَلا ضِياءَ بِدُونِها |
كلُّ المكَارمِ قدْ أبَينَ تفرقاً |
ودَخلنَ عندَ عتيبةٍ في دِينِِها |
تِلكَ المآثرُ في الصَّحَائِفِ دُوِّنَتْ |
بِمَدَادِ فَخْرٍ مِنْ نقَاءِ مَعِينِهَا |
واسْتُكمِلَ المجدُ العظيمِ بِوِحدَةٍ |
بينَ القَبائلِ فِي جَميعِ شؤونِها |
في ظِلِّ مَمْلكَةٍ تعَادلتِ القُوى |
وتوَحَّدَتْ كلُّ الطُّيوفِ بعَيْنِها |
وتَسَاوتِ الأطْرافُ حينَ قيامها |
لا فرقَ بينَ شمالها ويمينِها |
عبدُ العزيزِِ لهُ الوفاءُ مسجَّلٌ |
صَاغَ العدالةَ في كريمِ جبِينِها |
خُلفاؤُهُ منْ بعدِهِ حَفظِوا لنا |
عَهدًا ونَحفَظُ عهدَهُم بمنُونِها |
عِشْ أيُّها الوطنُ العَظيمِ بهَيْبَةٍ |
مادامَتِ الدُّنْيَا تَدُورُ بِكَوْنِهَا |