المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار الزريقي
jتسري بروحي رعشة المنتشي
من بوح هذا القادم المدهش
***
يا لهذا اليراع الذي ينضح مسكا
لك أن تغرد شجيا بمفرداتك العذبة هنا في أفياء الواحة
وللواحة الشرف في انتماء صوتك إليها
ولي الشرف في قبولك دعوتي
......
قرأت القصيدة لأكثر من مرة
لن يسبقني أحد إلى تثبيتها
أثبتها
ترحيبا واستحقاقا
وليسمح لي شعراء ونقاد الواحة بقبول التأسيس في (هامشي)
مرحبا بعندليب الشعر المغرد في واحتنا الجميلة
انتظرتك كثيرا.. لم تتأخر بل كنت في الموعد .. أنا الذي أتيت باكرا بعض الشيء
أشكرك على تثبيت القصيدة وعلى ثنائك السخي
ودمت بخير وعافية يا صديقي
تمت إعادة النظر
قصيدة من ثلاثة مقاطع مختلفة القوافي.. أنظر فيها إلى الدهر من ثلاث زوايا... في الأول نظرة كونية وفي الثاني أتأمل واقع مجتمعاتنا وفي الثالث نظرة للذات..
مع خالص تحياتي لكم جميعاً
أبو آيات
قراءات في فنجان الزمن ,,, د. مختار محرم
عقـارب الوقتِ بسرٍّ تشي
تلوح سكرى سيرها ينتشي
بطيـــئةٌ من جـــــور أحـمــالهـا
مذعورةٌ من دهرها الموحشِ
مهزومـــةٌ في صــــوت دقاتــها
حزنٌ كئيبٌ بالدجى يغتشي
تــراقب الأطفـــــال في حيــــرةٍ
تجــدُّ بحثـــاً عن فتىً عــائشٍ
مـا بــال أفـــواهٍ لـهم أقفــرت
من كل صيحات الصبى المدهش
ولـم تعــدْ تعـلو أهــازيـجـهـم
تروي حكــايــا الموسم المنعشِ
ما عـــاد في الدنيـا سوى دمعنا
غمــائـــم الحــزن بــه تـحـتشـي
وإن بدت من حولــنا بسمــةٌ
حــرنا من الراشي؟ من المرتشي؟
نقــول للدنيا مللنـا هـنا
فضاعفي الأثقال أو حدِّشي*
عقـارب الـوقـت الــتي عاصـرت
قصائد (الضليل) و (المقدشي)**
تـقـول يانفس المعنـى دعـي الــ
آمــال والأحــلام واسـتـوحـشـي
ولتغـرقي فـي البحـر أفراحنا
و عنـد شطــآن الأسـى كَرْنِشــي
وفــتشي عـن صفحــةٍ واخضبي
بياضهـــا بالوجـــد ولـتنقشــي
هــذي سطــور الدهر مقــروءةٌ
حبرٌ دمانا فاكتبي .. زركشي
مـات النهـار اليـوم في عــالمي
أرْدَتْهُ طعنـات الدجـى المُغْطَـشِ
ولـى وغـابت فيــه أحــلامنــا
يا عين جودي بالبكا أَجْهِشي
يـا قسـوة الأيـام طوفـي بـنا
وأسـكنينــا قــبره وانبشــي
ضـاقت بنـا الدنيـا وضقنـا بهــا
فلترحمـــي أجســـادنا وانهشي
عـقـارب الـوقت التـي لا تـنـام
بطيئــةٌ واليــوم فيهـا كعــام
تـثير في الـنفس الأسـى والجـوى
تعلــم الأحـداق جـــود الغمــام
تمـد فـي فوضى الدجى خطـونـا
تقودنــا مثنـى.. فــرادى.. زحـام
تـروح تُبْكينـا وتغـدو علـى
جـراحنــا تبكـــي بدمــعٍ هــلام
وتـقتفـي آثــار مـن أســكــروا
حـياتنــا دهــراً بـخمــرٍ زؤام
صرنا تـهش الريـــــح أشتاتنــا
والــذل يــعلـو ساخــراً كل هــام
وشـاع فـينـا الـكفـر حــتى عَبَدْ
نا دون إيــمانٍ جـميــع اللئــام
نـظـن يــأتي الـعــز مــن ذلــّةٍ
قــصورنــا مبنيــةٌ مـن خيــام
زُهـَّـادنـا مـن خوفهم أصبحـوا
يـمارسون الإثــم تحت اللثــام
عقــارب الــوقت الــذي فيـه قـد
تصـابت الشمطاء.. شــاب الغـلام
أجــرت مآقـينا عـويلاً علـى
عهـــدٍ سينعـانا بصمـت الــكلام
يمــوت في دقاتــها نبضنا
ونرتمي صرعى.. سكارى.. نيام
مـوتـى كأعـجـازٍ ولا روح فــي
أرواحنا والعيش فينا حرام
ننـام كـي تصحـو كـوابيسنـا
وبعدها نصحو نعيش المنام
أشــلاؤنــا حيـرى كأنّـــا إلـى
لاشيء نمضي نستنير الظلام
نمضي تـخــاف السيــر أقدامنـا
يعود خلف الخلف منا الأمام
نغــالط الضعـف الـذي هـدَّنا
بأننــا أحــفـاد قــومٍ (عــــظـام)
في دربنا المهزوم كل الجهات
اليوم قد صارت دروب انهزام
عقــارب الـوقت التــي لا تثــار
تصـب في كأســي كـؤوس انكسـار
قد هيجت أحــزان فلكــي التـي
تموت فـي مرسى الحيـاة انتظـار
واستكثــرت مـوتي فـهذا أنــا
أعـيش عمــري كلــه في احتضــار
أنــا الـذي قـد علـم الـدمـع أن
يبكــي وللأحــزان فيــه انهمـار
سـقيت غـرس العجز من لوعتي
فلــم أزل أجنــي أمـرَّ الثمــار
أعـيــش مـيعــــاداً بـلا مـوعــدٍ
يــريـد إحـراقـي بــلا أي نــار
مــاضيَّ آلامٌ ويــومـي شفـــا
وادٍ من الآهـــــات خــلف الستـار
قلبــي جـريـحٌ خــانه لـيـلُـهُ
وخــانـه جـرح الليـالـي فثــار
أخـاف من خـوفي.. ومن حـيرتي
أحــار .. مـن مُـري أعـاني المرار
عـقارب الـوقـت الـذي ضـاق بي
إذ لـم أضـق ذرعـاً بـطول الحصـار
تقلــدت سيـفـي أسـالـت دمـي
وكـفنتـني بـالأمـانــي الـكــبــار
وكل ذنــبي أنـنـي واحــدٌ
من معشـرٍ يخشـون أخــذ القــرار
فــرَّتْ أماني القلب من وحشتي
ومن ظلامـي خـاف ضـوء النـهـار
وأينما فتشـت عــن خـضـرة الـ
أفــراح أهـدانـي أســاي اصـفـرار
ألقــت بي الأقـــدار في مَـهْـمَـةٍ
أواجــه الأقــدار دون اقـتـدار
دنيــاي أبكتهــا مآسـي الدنــا
وتـوَّهَتْهـا تـائهـات البـحــار
فرُحْت أبني من قـوافـي الأسـى
قصـائداً تـروي حـكايا انـهيار
من لوعتـي لـو لـم أكـن شـاعـراً
لكـنت في الدنيـا لـحزنـي شعـار
* حدشي المحدّش هو المضروب في أحدعشر ومنه الدية المحدشة أي دية النفس أحد عشر ضعفا
**المقدشي .. شاعر شعبي يمني